شعر وشعراء

مع الأدب العالمي السعيد عبد العاطي مبارك – الفايد “مصر “

الشاعرة الامريكية لويز إليزبثت جلوك – ١٩٤٣م ٠
وجائزة نوبل في الآداب / الشعر ٢٠٢٠م ٠
تقول لويز :
” تحبك الحديقة
ومن أجلك تلطخ نفسها بالخضرة
وبحمرة الورود
لكي تدخليها مع عشاقك”٠
٠٠٠٠
و تقول أيضا :
“لم أكن أتوقع النجاة، قمع الأرض لي. لم أتوقع، وللاستيقاظ مرة أخرى، لتشعر جسدي في الأرض الرطبة، وقادرة على الرد مرة أخرى والتذكر”.

—–
بالأمس يوم الخميس الموافق ٨ الثامن من اكتوبر عام ٢٠٢٠ م ، أعلنت الأكاديمية نوبل في ستوكهولم ،حصول الشاعرة الأمريكية لويز جلوك رسميا على جائزة نوبل للآداب.
وذلك لصوتها الشعري الرائع والذي لا لبس فيه ، ويصنع جمالا ووجودا خاصا ٠
كما أن موضوع شعرها و قصائدها تستمع الذات إلى ما تبقى من أحلامها وأوهامها، تسعى جلوك إلى تحقيق العالمية، وفي هذا تستلهم من الأساطير والزخارف الكلاسيكية الموجودة في معظم أعمالها ٠٠

ومدى المصدقية في التعامل مع التحديات الأسرية، ومشكلات التقدم في العمر، وهو ما ساهم في اختيارها لتكون الشاعرة الأولى في الولايات المتحدة عام 2013.

* نشأتها :
————
ولدت الشاعرة الامريكية لويزا إليزبثت جلوك في
في 22 أبريل 1943 في مدينة( نيويورك)،
ثم ترعرعت في لونغ آيلاند في نيويورك. بدأت تعاني من فقدان الشهية العصبي بينما كانت في المدرسة الثانوية ثم تغلبت على المرض لاحقًا.
أخذت دروسًا في كلية سارة لورانس وجامعة كولومبيا لكنها لم تحصل على شهادة.
بالإضافة إلى حياتها المهنية كمؤلفة، فقد عملت في الأوساط الأكاديمية كمعلمة للشعر في العديد من المؤسسات.
و من ثم فازت الشاعرة والكاتبة الأمريكية لويز جلوك بجائزة نوبل للآداب لعام 2020.
كما تعد واحدة من أبرز الشعراء الأمريكيين في جيلها، وقد فازت بالعديد من الجوائز الأدبية الرئيسية في الولايات المتحدة، مثل وسام العلوم الإنسانية الوطنية، وجائزة بوليتزر، وجائزة الكتاب الوطنية، وجائزة نقاد الكتاب الوطنية، وجائزة بولينجن، بالإضافة إلى جوائز أخرى.
كما حازت على جائزة ولقب الشاعر الأمريكي في الفترة من 2003 إلى 2004.
غالبًا ما توصف جلوك بالشاعرة ذات طابع السيرة الذاتية.
يُعرف عملها بكثافته العاطفية وبتصويره المتكرر للخرافة أو التاريخ أو الطبيعة للتأمل في التجارب الشخصية والحياة العصرية.

ركزت جلوك في عملها على الجوانب المضيئة للصدمة والرغبة والطبيعة.
ولذا أصبح شعرها معروفًا بتعبيراته الصريحة عن الحزن والعزلة في استكشافها لهذه المواضيع الواسعة. ركز العلماء أيضًا على بناء شخصيتها الشعرية والعلاقة بين السيرة الذاتية والأساطير الكلاسيكية في قصائدها.
تعمل جلوك حاليًا كأستاذ مساعد وكاتب مقيمة ضمن برنامج روسينكرانز في جامعة ييل. وتعيش في كامبريدج في ماساتشوستس.
و على أية حال حازت جلوك جائزة نوبل للآداب في عام 2020 وذلك “لصوتها الشعري المميّز” وفقا للأكاديمية المانحة.

و قد أعلن ماتس مالم أمين الأكاديمية السويدية عن فوز الشاعرة لويز جليك بجائزة نوبل في الآداب، وجاء في التقرير تنويه عن اهتمامها في شعرها بالطفولة والعلاقات الأسرية المختلفة ( العلاقة بالآباء والإخوة) في لغة يومية واضحة مع توظيف للأسطورة ٠٠

* دواوينها :
————–
فقد أصدرت اثنتي عشرة مجموعة شعرية، كما تعد مجموعتها الأولى “بكر” Firstborn عام ١٩٦٨ وآخر مجموعاتها الشعرية “أفرنو” Averno عام ٢٠٠٦ تقدم فيها تأويلا لنزول “بيرسفون” Persephone إلهة القمح إلى الجحيم ووقوعها في أسر زوجها “هاديس” Hades إله الموت.

* مختارات من شعرها :
===============
وهذه القصائد للشاعرة الامريكية لويز جليك ، اختارها وترجمها “سامر أبو هواش” والتى قدمها تحت عنوان “عجلة مشتعلة تمر فوقنا” عن منشورات الجمل ودار كلمة.
مع هذه القصائد حيث تقول فيها لويز جليك:
سعادة

رجل وامرأة على فراش أبيض

إنه الصباح، أفكر، وعما قليل سيصحوان.

ثمة زنابق على نضد السرير.

فى مزهرية تغمرها الشمس

آراه ينقلب نحوها

كأنه، بصمت، سيلفظ اسمها

عميقا فى فمها

على حافة النافذة

مرة، ثم مرة أخرى،

يشدو طائر.

ثم ترتعش المرأة،

جسدها يمتلئ بأنفاسه.

افتح عينى فأجدك تتأملنى

فوق حجرتنا

تنساب الشمس

تقول: انظرى إلى

وتقرب وجهم منى

كأنه مرآة

كم أنت هادئ

بينما العجلة المشتعلة

تمر بسلاسة فوقنا.

بورتريه

ترسم طفلة إطار الجسد

ترسم ما تجيده، الإطار الخارجى فحسب،

أما الباقى فيملأه البياض

لا تستطيع الطفلة ملء ما تعلم أنه كائن هناك

تدرك أمها: داخل خطوط الإطار الهشة

ليس من حياة

لقد فصلت بين الاثنين

وكطفلة تلتفت الآن إلى أمها

وها أنت ترسمين القلب

فى الفراغ الذى صنعته

الحديقة

تحبك الحديقة

ومن أجلك تلطخ نفسها بالخضرة

وبأحمر الورود

لكى تدخليها على عشاقك

أترين كيف أنشأت أشجار الصفصاف

خيم الصمت الخضراء هذه

لكن ما زال ثمة ما تحتاجين إليه

جسدك لينن جدا، حى جدا،

بين الحيوانات الحجرية

اعترفى أنه من الرهيب أن تكونى مثلها

بمنأى عن الأذى

المعاتبة

خدعتنى يا “إيروس”

حين أرسلت إلى

حبى الحقيقى

صنعت، على هضبة عالية

نظرته الثاقبة،

ولم يكن قلبى

صلبا كسهمك

ما الشاعر بلا أحلام ٠
***
هذه كانت لمحة سريعة على عالم الشاعرة الامريكية المحتفى بها بجائزة نوبل ٢٠٢٠ م في الآداب/ الشعر ٠
وذلك بصوتها ومدى صدق تجربتها التي تفرغت في تسجيلها من خلال الحياة اليومية ٠
مع الوعد بلقاء متجدد أن شاء الله ٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق