أخبارمحلية

حماس وفتح: صلح حقیقي أم تمویھ ومھادنة؟

من داخل فلسطین وخارجھا، أشاد الكثیر بالتقارب
الحاصل بین حركة حماس وحركة
التحریر الفلسطیني فتح. حتى إنّ البعض وصف ھذا
التقارب ب”التاریخي” وبأنّھ الفرصة “الذھبیة” لتوحید
الفصائل الفلسطینیة في سبیل مواجھة عدوان الكیان المحتلّ. تُعتبر وجھة النظر ھذه متفائلة للغایة وغیر دقیقة،
نظرا لإغفالھا الكثیر من المعطیات الواقعیة والتاریخیة.
ب
ارك الكثیر اللقاء الصحفي الذي جمع صالح العاروري،
القیادي بحركة حماس، بجبریل الرجوب، القیادي بحركة
فتح. وكان ھذا اللقاء تتویجا لسلسلة من الاتصالات من
الجانبین في سبیل توحید وجھات النظر وتنقیة الأجواء بین
الحركتین. ومع ردود الفعل الإیجابیة وتفائل الكثیر بتبعات
ھذا اللقاء، تواترت بعض التصریحات والتحالیل السیاسیة
وحتى المعطیات الاستخباریة التي بإمكانھا -إذا صحّت-
تقویض ھذه المساعي السیاسیة من أساسھا. تحدث الكثیر
مؤخرا عن مشروع حماس السرّي الذي تحاول إخفاءه
وتمویھ السلطة وفتح، حتى یتسنى لھا العمل علیھ دون
ضغط ومراقبة. وحسب ما یقع تداولھ، ترید حماس
السیطرة على الضفة الغربیة كما سیطرت على قطاع غزة
بل 13 سنة. ھذه المخاوف دفعت حركة فتح لتجنب

العمل مع حماس طیلة سنوات طویلة، لكنّھا الآن مضطرة
للمخاطرة ووضع یدھا في ید غریمھا السیاسي التقلیدي لأنّ الخطر الخارجي أكبر ھذه المرة من الخطر الداخلي.

كما یرى بعض المحللین السیاسیّین أن حماس تحاول

استحداث ھدنة ظاھریّة مع فتح، والحفاظ على الاستقرار
في قطاع غزة لكسب دعم خارجي أكبر، ثمّ بثّ جنودھا

في الضفة الغربیة تحت غطاء مقاومة سلطة الاحتلال،
وھو ما یجعل الأرضیة مھیأة أمامھا للسیطرة على الضفة

الغربیة مستغلة حاجة فتح لقوّة داعمة بمثل حجم حماس.
تبقى ھذه التحلیلات محلّ نظر وتشكیك رغم المؤشرات
ا

لكثیرة التي تؤكد صحتھا. أمام ھذه الفوضى الشعبیة
واللایقین السیاسي، یأمل الشعب الفلسطیني في وحدة
حقیقیة بمقتضاھا تتجاوز الفصائل السیاسیة نعرات
الماضي وجراحھ وتركز على الحاضر فحسب. في
الأثناء، ھل تقوم الفصائل الفلسطینیة التاریخیة بمراجعات
عمیقة حقیقیة وتغلّب مصلحة الوطن والشعب على
مصلحة الحزب والجماعة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق