زاوية الاقتصادمقالات

سلسلة مقالات د. عبدالرحمن ابراهيم الدايل إستشاري تنفيذي وقيادي ” جيب الموظف ليس حل للأزمات “

بواسطة مشاعل العنزي

بعض المنظمات لا تتذكر جيوب موظفيها إلا وقت الأزمات، فما أن تشعر الإدارة المالية بضائقة مالية حتى ترفع توصية عاجلة للإدارة لتخفيض الإنفاق، و الحل بسيط و جاهز ( تخفيض رواتب الموظفين، إلغاء بعض الامتيازات) وهنا تكمن المشكلة بحل سريع “غير مدروس تبعاته” لأنه بالتأكيد سيؤثر على الإنتاجية و ينتج عنه دوران وظيفي عالي (Turnover)  ، فبعض المنظمات دائما تسعى للحل السريع و الحلقة الأضعف هو الموظف، بدلاً من مراجعة شاملة لسير العمليات و محاولة التقليل من الإجراءات “غير الضرورية” و التي غالبا ما تكون ذو تكلفة قليلة لكن مؤثرة في النهاية، فعلى سبيل المثال قامت شركة Walmart بتخفيض التكاليف بعد أن اكتشفت أن عملية التغليف للمنتجات يفوق الحاجة اللازمة لحماية البضائع فقامت بتقليل طبقات التغليف لتوفر ملايين الدولارات و المساهمة في حماية البيئة من النفايات. السؤال الأهم، من الذي اكتشف هذه العملية؟! بالتأكيد هم كفاءات عالية ولديها حس المسؤولية والنظرة الثاقبة وهؤلاء من نبحث عنهم في منظماتنا في السعودية!

التطوير والتحسين المستمر للعمليات مثل استخدام تكنولوجيا جديدة أو برنامج تدريبي لرفع كفاءة الموظفين هو واحد من أهم الحلول لتخفيض التكاليف وزيادة تنافسية الشركة وفتح آفاق تطوير الأعمال داخلياَ وخارجياَ والتفكير بعقلية الوفرة.

لماذا يجب على الموظف الذي خدم شركته لسنوات طويلة أيام الرخاء وكان جزء من نجاحاتها، أن يدفع الفاتورة لأي أزمة اقتصادية في حين أنه بالتأكيد جزء متضرر من الأزمة، فعندما تقوم الشركة بتخفيض رواتب موظفيها أو منحهم إجازة بدون راتب فقط تماشيا مع الموجة هو أمر معيب، غير مهني وغير أخلاقي كذلك يدل على ضعف القيادة في المنظمة باتخاذها أبئس وأسهل الحلول!! لا يَخفى أن بعض الشركات قد عانت ضائقة حقيقة وخصوصا في أزمة كورونا لكن المؤلم أنها لجئت للحل الأسهل من الشهر الأول، نقترح لكم إن سنحت لكم الفرصة سؤال صانعي القرار هل توقفت إيجارات بيوتهم أو التزاماتهم الشهرية بسبب هذه الضائقة، كيف يطلب من الموظف الولاء لشركته وتقديم أفضل ما لديه في حين أنه خط الدفاع الأول لأزمات الشركة.

الأسبوع الماضي أعلنت شركة أمازون أنها ستدفع ٥٠٠ مليون دولار مكافآت لموظفيها في الخطوط الأمامية وشركائها الذي يعملون أثناء جائحة كورونا حيث سيحصلون على مكافآت تتروح من ١٥٠ إلى ٣٠٠٠ دولار.

في النهاية أريد أن أشيد بالمنشآت التي استفادت من جائحة كورونا عن طريقة صناعة الفرص وإدارة الأزمة مثل تحسين وزيادة كفاءة الإنتاج وكذلك فتح مجالات وخلق فرص جديدة وقت الحظر، استخدام الوسائل الرقمية والتكنولوجية لضمان استمرارية عملياتها وزيادة أرباحها، كما نشكر القيادة على ما قامت به مملكتنا الحبيبة من دعم القطاع الخاص في أزمة كورونا، وأن نشيد بتلك المنشآت التي تعتبر الموظف هو أهم رأس مال لديها والتركيز على تمكينهم و زيادة الاستثمار في البشر كمّاً وكيفاً من أجل تعزيز العــدالة والنمو الاقتصادي، فلو خليت خربت.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق