مقالات

المصلى المرواني إعداد : د.حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي

يقع المصلى المرواني تحت ساحات المسجد الأقصىالمبارك الجنوبية الشرقية ، ويتحد حائطاه الجنوبيوالشرقي مع حائطي المسجد الأقصى المبارك ، وهماكذلك حائطا سور البلدة القديمة في مدينة القدسالمحتلة. يضم 16 رواقا حجريا قائما على دعاماتحجرية قوية ، ويمتد على مساحة تبلغ نحو أربعةدونمات ونصف ، حيث يعد أكبر مساحة مسقوفة فيالمسجد الأقصى المبارك حاليا. ويمكن الوصول إليهمن خلال سلم حجري يقع شمال شرق الجامع القِبْلي،أو من خلال بواباته الشمالية الضخمة المتعامدة علىالسور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك.

عمارة المسجد بالشكل الموجود حالياً تعود لعصورمتأخرة عن الفتح الإسلامي الأول، والحكام الذينتتابعوا على فلسطين أدخلوا عليه تعديلات كثيرةفهناك بصمات أيوبية وفاطمية ومملوكية وحتىصليبية حيث أطلق عليه الصليبيون عليه اسمإسطبلات سليمان وجعلوه إسطبلات لخيولهموتظهر حتى الآن في جنباته مواضع لحلقات ربطالخيول، وفيه ارتكب الصليبيون مجزرة شهيرة قبلألف عام وحسب مؤرخيهم فإن دماء من ذبحوا فيه(وصلت حتى الركب..!).

عرف هذا الجزء من المسجد الأقصى المبارك قديمابالتسوية الشرقية، إذ بناه الأمويون أصلا كتسويةمعمارية لهضبة بيت المقدس الأصلية المنحدرة جهةالجنوب حتى يتسنى البناء فوق قسمها الجنوبيالأقرب إلى القبلة على أرضية مستوية وأساساتمتينة ترتفع لمستوى القسم الشمالي. ويرجح أن يكونقد بنى قبل الجامع القِبْلي، لهذا السبب، وأنهاستخدم للصلاة ريثما يتم بناء هذا الجامع. وظلالمصلى المرواني مغلقا لسنوات طويلة، نظرا لاتساعساحات الأقصى العلويّة، وقلة عدد شادّي الرحال إلىالمسجد المبارك. ثم أعادت مؤسسة الأقصى لإعمارالمقدسات ولجنة التراث الإسلامي ببيت المقدستأهيله، وفتحه للصلاة، في نوفمبر 1996م1417هـ،وذلك بهدف حمايته من مخطط كان يهدف إلى تمكيناليهود من الصلاة فيه، ومن ثم الاستيلاء عليه، حيثأقاموا درجا يقود إليه عبر الباب الثلاثي المغلق فيالجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك.

واعتبر نجاح المسلمين في فتح بوابتين عملاقتين منبوابات المصلى المرواني الشمالية الضخمة وترميمهفي مايو 2000م، وبناء درَجٍ كبير داخل الأقصى يقودإلى هذه البوابات، في فترة زمنية وجيزة، سبباً فيإثارة حفيظة سلطات الاحتلال الصهيوني التي كانتتخطط للسيطرة على المكان. وفي 28-9– 2000م،اقتحم أرئيل شارون، زعيم المعارضة الصهيونية آنذاك، المسجد الأقصى المبارك، ، وحاول الوصول إلىالمصلّى المرواني مدنسا باحات المسجد الأقصى، الأمرالذي أدّى إلى اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة فياليوم التاليوتعاني كثير من أعمدة المصلىالمرواني وجدرانه ، خاصة في رواقه الأخير الملاصقللجدار الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، وكذلكسقفه، من تصدعات خطيرة تهدده بالانهيار نتيجةتراكم ترسبات من الأوساخ والأتربة بسبب تسربالرطوبة، مما يتطلب ترميما عاجلا يحظره المحتلونفي إطار حصارهم المتواصل للمسجد الأقصى المباركالأسير منذ 1967م.

هناك سلسلة إجراءات احتلالية اتخذت على مدارالسنوات الماضية فهم منها أن المسجد المروانيمستهدف مثل منع الشرطة الصهيونية لدخول أيةمعدات إلى باحة الحرم أو مواد الترميم لإعاقة العملفي المسجد المرواني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق