شعر وشعراء

رحلتي

بقلم # رياض الصالح

ما عاد يقلِقُني ظلامُ الليلِ أو وَهَجُ النهار
ما عُدتُ أسمعُ تُرّهاتِ الخوفِ تعبَثُ في قَراري
نَفسي يُشِعُّ بها السكونُ فينجَلي منها غُباري
هذا الصفاءُ غريزتي مُتَرَبّعٌ عرشَ الوقارِ
لا أستسيغُ تَكَدُّراً .. روحي تعانِدُ لا تُجاري

و بجُعبَتي شَتّى الهمومِ غزيرَةٌ تَملا جِراري
لا تستطيعُ إبادَتي .. بل أنّها لَهَبي و ناري
فأنا المُحَصَّنُ بالبراءةِ عُنوَةً ضِدَّ انكساري
جَلَدي يُعَلّمُني التجاوزَ و التقدُّمَ في الغِمارِ

هذي العوالِمُ خُدعَةٌ .. فَلِمَ التنافُسُ بالفَخارِ
الكُلُّ في مِضمارها يَسعى بِضيقٍ و احتِيارِ
يَجرونَ في تَوَهانِها .. كالحوتِ يسبَحُ في الصحاري
متوَهّمونَ بظِلِّها .. و الحَرُّ يقدَحُ في الجِمارِ

ما عاد يسحَرُني مديحُ الناسِ حَوْلي .. باختياري
ما عُدتُ أرجو صفقَةَ التقديرِ .. أو دُرَّ المَحارِ
ما عُدتُ أخشى القادحينَ .. بلا مبرّرَ لاحتقاري
بل أَنّني أسعى لفَهمِ النقدِ إن فيهِ ازدهاري

لُغَتي البساطَةُ في الحياةِ و فَهمُها .. فالفهمُ داري
و السَيْرُ في شَتّى الدروبِ .. فكُلُّها حتماً مَساري
و بلوغُ غاياتِ المُنى .. أو حوزِها .. رغمَ الفِرارِ
كلٌّ سيَأتي إِن جَهِدتُ .. و ليسَ يَدنو بانتظاري
فأنا الشراعُ .. أنا السفينةُ .. في تهاويلِ البحار
لا شيءَ يَعدِلُ رِحلَتي .. هذي الحكايَةُ .. باختصارِ

# بقلم
# رياض الصالح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق