مقالات

أيها الناس … الظلم مرتعه خراب على الجميع … بقلم ؛ د. عائشة الخواجا الرازم

( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )

أرى أن الجميع في وسائل التواصل مظلوم … والكل سواسية بالنزاهة … ولا أرى هناك ظالما أبدا .. . فأين يقبع الظالمون ومن هم ؟ وأين يسكنون ؟؟؟
نعم … أين يسكنون ؟ وكم هم متقنون لارتداء طاقية الإخفاء .!!!
..يحدث ذلك ولا يظهرون ولا يعترفون وليس لهم وجود بالمطلق !
فلماذا وما هي أسباب ظهور الجميع بمثالية وطهارة وبراءة من دم يوسف وعبد الحميد ؟
أنا أبرر ذلك ولا أزعل أو أتهم بل أفرح آملة بتغير السيء ورفضه للشر … ولأن النفس بفطرتها مغسولة في التكوين … شفافة ناصعة في الأصل … وكل ما تلصقه بقشورها أو يلذعها به المجتمع ، ما هو إلا شواذ لا علاقة له بالفطرة الأصيلة …فالنفس هنا تتظلم وتتشكى وتتبرأ ظالمة أم مظلومة . ولو فطنت النفس البشرية لنور الله في الروح ( أمر الله الجميل الذي يحب الجمال ) والذي حرم الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرما ، لو فطنت تلك النفس لفطرة النزاهة المصممة من العدالة لبحثت عن طبقة القلب الشفافة للعودة لمساءلة مدارج الروح … ومدارج الروح أصلا تهفو لغسل الإفتراء على الروح نفسها …لأن كل ظلم لا يقع إلا ضد النفس سواء أكانت النفس تربة أم شجرا أم حجرا أم حرية معنوية أم حيوانا أم دما أم خبزا يلقى في الحاويات !
فالظلم حين يقع فإنما هو في كل الحالات ضد الحق ( وللعلم فالحق كله مال وعرض ودم وكرامة ، والمال حق الله في عدالة الحياة ألا وهو الرزق والوعد ) والأصل هو عدم التعدي على الحق .والكرامة أعلى جباه الحق …..والحياة حق كامل النظام والمنح والهبات والأرزاق والعمر المطبوع بالقدر .والإيمان بالله العدل العادل … فالحياة لا تستوي إلا بالنظام السماوي بإرادة الخالق والروح هي الحياة، وبدون روح لا تهلل نفس بالحركة … .
لذلك فإن الظلم لا يولد مع الروح لأن الروح نور من أمر الله …فنرى الظلم يبدأ تدريجيا يتسرب لحركة الإنسان أو حتى الكائن المخلوق ليمشي ، وينمو مع الطفل بظاهرة التملك … والطفل على استعداد لتخبئة دمية أخيه ليحوزها وربما يتمثل البراءة والبكاء والإنكار حتى يتم العثور على المفقود ومساءلته وفي أغلب الأحيان لا يعترف ..!
.ليس لأنه عبقري وخبير بالإنكار والكذب كما يتهمه خبراء الحياة الكبار … ولكن لأن فطرة الروح فيه تشمئز وترفض النهب والسلب وظلم أخيه أو غيره … ويرفض الاعتراف لأنه مفطور على معرفة الحق والحقيقة التي تهدي الناسىمن الظلمات إلى النور !
.. وتمر السنون وبعد أن يكبر ربما يكتبها في مذكراته ويعترف بها ، بينما يكون قد سبب الجرح والحرمان والأذى لأخيه الصغير ، أخيه البريء …الذي لم يرتكب فعل الانتقام من أخيه ، ذلك لأن أخاه فطريا أيضا يدرك خطر الانتقام من أخيه …والذي ربما يكون قد تعرض للعقاب لإضاعته تلك الحاجة . فليس غريبا ان يمثل الظالم ويتمثل بأنه المسكين المظلوم ويشتكي ويظهر أنموذجا للبراءة وكأنه مغسول الذيل من قبل ومن بعد … ذلك لأن طبيعة الخلق تحتم على المخلوق نزاهة الروح وعدالة المسار … فيفعل الظالم المستحيل للتمثل بالبراءة ، فنجد أن وجوه الجميع وسيرهم وسلوكياتهم نظيفة من الجرم والفساد والإفساد وظلم الآخر … وكل متهم مثبت الجرم والظلم يسوغ سلوكه وجرمه ويعيده لظلم الفريق المحيط به … وتدور الدوائر بالظلم ويكثر الظالمون الذين لا يعترفون بالجرم والخطأ ذلك لأنهم أنكروا التعرف على مكمن النزاهة وتحديد موقعها العادل النوراني في تكوين الخلق … ألا وهي الروح !!!! فكل مخلوق بريء عادل في أمنية روحه …ولكن هيهات والجسد يغلف الروح مهيمنا على شعاعها البراق واللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون !!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق