مقالات
رؤية 10-11-12 * هذه السلسلة يكتبها د. محمد طلال بدران – مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلامية – * السلسلة مكونة من إثنَتَيْ عشرَة مقالة. عنوان السلسلة: “التدجين الدعوي: هندسة الطاعة باسم النّص”
د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)

* عنوان المقالة: “نماذج مقاوِمة: دعاة ومنابر حرة تتحدى التدجين” (10)
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
في زمنٍ باتت فيه بعض المنابر منابر ترويضٍ لا منابر هداية، وأضحى بعض الوعاظ أبواقًا للسلطان لا حُراسًا للنص، تشتد الحاجة إلى الحديث عن النموذج الحقّ للداعية، ذاك الذي يصعد منبره الحرّ، لا ليُسبّح بحمد المستبد، بل ليُبقي للدين هيبته، وللحق صوته، وللنص استقلاله.
إن الداعية الذي يتحدى التدجين لا يقتصر دوره على الوعظ الأخلاقي المجتزأ من سياقه، ولا على تكرار العبارات الآمنة المألوفة، بل هو صاحب رسالة تُحاكي ضمير الأمة، وتخاطب آلام الناس وآمالهم، وتعيد للنص الديني روحه التحررية التي ترفض الظلم وتقاوم الطغيان.
* المنبر: مسؤولية لا وظيفة
ليس المنبر مقعدًا يُشغله من أُدرج اسمه في سجلات الدولة، بل هو أمانة تُحمِّل صاحبها مسؤولية أن يقول الكلمة حين يخشاها الآخرون، النموذج المطلوب للداعية هو الذي يرى المنبر ساحة صدع بالحق، لا منبر تزيين للباطل، وهو الذي يستحضر دائمًا قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ﴾ (الأحزاب: 39)
* منطلقات النموذج الحقّ:
• تحرير النص من قبضة السلطان:
الداعية المقاوم لا يسمح بتأويل النصوص لصالح الطغيان، الطاعة في الإسلام مشروطة بالمعروف، والدعوة إلى الله لا تعني الدفاع عن الممارسات السلطوية، النموذج الحق يقرأ النص ضمن مقاصده، لا ضمن مزاج الحاكم.
• خطاب يعيد المعنى إلى الأمة:
في زمن التفاهة باسم الدين، يحرص هذا الداعية على أن لا يُفرّغ الدين من جوهره الحُر. لا يُلهي الناس عن واقعهم بالوعظ الاستهلاكي، بل يربط السلوك الفردي بالعدالة الاجتماعية، والعبادة والتحرر من الذل.
• الوعي بمكر التدجين الناعم:
التدجين لا يأتي دائمًا بالترهيب، بل كثيرًا ما يُغلف بالترغيب، عبر الرواتب والمناصب والمِنح، الداعية النموذجي يدرك ذلك، ويرفض أن يتحوّل إلى موظف علاقات عامة للسلطة، أو إلى لسان يروّج لسياسات لا أخلاقية باسم الشّرع.
• الاستعداد لتحمّل التبِعات:
هذا النموذج لا يطلب السلامة على حساب الصدق، بل يوقن أن السير على طريق الأنبياء لا يخلو من أشواك، وأن التبليغ الحق قد يُقابَل بالإقصاء أو التشويه أو السجن، لكنه يثبت، لأن مرجعيته ليست رضا الحاكم، بل رضوان الله.
* نماذج واقعية: حراس المنابر الأحرار
لم تكن هذه المعاني يومًا حبرًا على ورق. لقد جسّدها رجال صدقوا، فكتب الله لذكرهم الخلود.. وأليكم بعضًا من هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر.
ففي الجزائر، رفض الشيخ عبد الحميد بن باديس أن يُدجّن الإسلام ليخدم الاحتلال الفرنسي، وأسس جمعية العلماء المسلمين، فقاوم الاستعمار بالعلم والمنبر معًا.
ومن هؤلاء في مصر الكنانة، وقف الشيخ محمد الغزالي شامخًا في وجه من أرادوا اختزال الدين في طاعة عمياء، وقال كلمته: “الذين يحوّلون الدين إلى طقوس جامدة، يخدمون الاستبداد من حيث لا يشعرون.”
أما الشيخ سعيد حوّى، فكان من أوائل من وعوا خطورة اختطاف المنبر، فكتب وناضل، وفضح محاولات الدولة لتدجين الدين في سوريا.
وفي الداخل الفلسطيني، جسّد الشيخ عبد الله نمر درويش نموذج الداعية الذي جمع بين الدعوة والبصيرة والموقف، فأسّس مشروعًا إسلاميًّا وطنيًّا، وأصرّ على أن يظلّ منبره صادقًا مع الناس، لا تابعًا لأجندة السلطة. لم يُغْرِه القرب من الحكم، بل بقي صوتًا يحمل همّ شعبه، ويتحدّث باسم قضيته، ويوازن بين فقه النص وواقع الناس في أرض محاصرة ومجتمعٍ مهمّش.
كما تألق صوت الشيخ عبد الفتاح مورو في تونس، حيث مثّل خطابًا متزنًا لكنه غير مهادِن، يدعو إلى حرية المنبر، ويرفض أن يُستخدم الدين غطاءً للسلطة.
ولم تغب هذه الروح عن مساجد الأحياء والقرى، ففي كل مدينة تجد إمامًا أو واعظًا رفض حذف آية، أو تحوير خطبة، أو مسايرة أجهزة تريد للإسلام أن يُختزَل في طقوس لا تُقلق الطغاة.
* خاتمة: النموذج مسؤولية كل صاحب منبر
إن الداعية على منبره ليس فردًا يعبّر عن رأيه فقط، بل هو وريث رسالة، وصوت أمة، وأمين على الوحي في زمان تكثر فيه الخيانات.
وإذا سكت عن الظلم، أو صمت عن قهر الناس، أو استُعمل النص في يده لشرعنة الاستبداد، فهو لا يُؤثم فقط، بل يُسهم في إطالة عمر الطغيان.
وإنّ الأمة اليوم، وهي تُصارع التبعية والقهر والاضطراب، بحاجة ماسّة إلى هذا النموذج الحر، لا ليكون خصمًا للسلطة، بل ليكون صوتًا للضمير، وامتدادًا لمنبر النبي ﷺ، الذي قال يومًا لأصحابه: “أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر.”.. ولكم مني كل تحية وسلام.
* عنوان مقالة الغد إن شاء الله: آليات التدجين الحديثة: من الإعلام إلى المؤسسات الدينية”
* اللهم لا تجعل للهوى علينا سبيلًا، ولا للباطل في قلوبنا مدخلًا، واحقن دماء أبناء شعبنا وأمتنا في أفضل أيام الله.
* مقالة رقم: (1975)
* 02. ذو الحجة . 1446 هـ
* ألخميس . 29.05.2025 م
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)
*************
* سجووووووون، تابع
* رؤية
* هذه السلسلة يكتبها د. محمد طلال بدران – مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلامية –
* السلسلة مكونة من إثنَتَيْ عشرَة مقالة.
عنوان السلسلة: “التدجين الدعوي: هندسة الطاعة باسم النّص”
* عنوان المقالة: “آليات التدجين الحديثة: من الإعلام إلى المؤسسات الدينية” (11)
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
لم يعد التدجين الدعوي في زماننا مقصورًا على خطاب وعظي جامد يُلقى من على منبر تقليدي، بل بات منظومة متشابكة، تتقاطع فيها أدوات التأثير النفسي، وتندمج مع وسائل القوة الناعمة، حيث تعمل أجهزة الإعلام الحديثة والمؤسسات الدينية الرسمية ضمن شبكة واحدة، تُهندس الطاعة وتعيد تشكيل الوعي الجمعي، لا سيما في المجتمعات التي ترزح تحت نُظم استبدادية.
* الإعلام: هندسة التلقي وتطبيع الاستسلام
لقد أصبح الإعلام في نسخته المعاصرة ليس فقط ناقلًا للخبر، بل مُنتِجًا للمعنى ومُشكّلًا للواقع، حتى غدا بوسعه أن يُقنع الإنسان أن الحرية فوضى، وأن الذل حكمة، وأن طاعة الحاكم -وإن ظلم وجار- من صميم الدين.
تمتلئ القنوات الرسمية والموالية بخطابات تُعيد تدوير مقولات الطاعة العمياء وتُلبسها لبوس الشرع، ويُستقطب فيها بعض الدعاة لتبرير القمع، وتحريم الاعتراض، وتسفيه المطالبين بالإصلاح، بل ويُقدَّم هذا الانبطاح على أنه “وسطية” و”اتزان”!
* المؤسسات الدينية: حارسة الطاعة لا مرشدة الوعي
من المفترض أن تكون المؤسسة الدينية جهازًا ناصحًا للأمة، حارسًا للضمير الجمعي، تعيد التوازن حين تميل كفة الظلم، وتُوقظ الضمائر حين تخبو، لكن في كثير من بلادنا، تحوّلت هذه المؤسسات إلى أذرع ناعمة في يد الحاكم (المعصوم)! ، تُصاغ خطب الجمعة بإشراف سياسي، وتُختار مواضيعها بعناية تضمن ألا تُقلق راحته،
بل إن بعض الفتاوى باتت تصدر ضمن “استراتيجيات أمنية”، لا على ضوء نصوص الشرع ومقاصده، وإنما بما يخدم استقرار الكرسي، ولو على حساب كرامة الشعوب.
* كيف يحدث التدجين؟
تبدأ العملية من انتقاء المصطلحات: يُشاع الحديث عن “الفتن”، و”طاعة أولي الأمر”، و”الخروج على الجماعة”، وتُهمّش المفاهيم النبوية حول “أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر”، أو “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق”.
ثم يُعاد تعريف “الدين” ليُختزل في مظاهر فردية: صلاة وصيام وحج، دون أي امتداد اجتماعي أو سياسي لقيم العدل والحرية والشورى.
وبالتوازي، تُشن حملات تشويه ممنهجة ضد العلماء الأحرار والمفكرين المستقلين، فيُصوَّرون على أنهم متشددون، أو عملاء، أو أصحاب أجندات، مما يسهل عزلهم عن الناس وتحطيم تأثيرهم، أليس كذلك يا سادة يا كِرام؟
* النتيجة: جماهير مُروَّضة ونُخب مُصادَرة
بمرور الوقت، يُنتج هذا المشهد وعيًا خائفًا، يرفض السؤال، ويخشى النقد، ويُسلّم بما يُلقى إليه من فتاوى، ولو ناقضت مقاصد الشريعة وروح الإسلام،
وتنشأ أجيال ترى في الحاكم ظلًّا لله، وترى في المصلحين مصدر قلق وتهديد، وتسخر من أصوات التغيير لأنها لم تتشرب سوى خطاب الطاعة.
* مقاومة التدجين: إحياء العقل والضمير
الرد على هذه الآليات لا يكون برد الفعل الغاضب فقط، بل ببناء وعي بديل، يُعيد الوصل بين النص ومقاصده، بين الدين وكرامة الإنسان، ويعيد للمسجد رسالته، وللخطاب الشرعي صدقه، ويجعل من الدعوة منصة للوعي لا أداة للتهدئة.
لقد آن الأوان أن نكشف كيف يتم تسخير النص لتثبيت الاستبداد، وكيف نُعيد قراءة النصوص بروحها الحية التي تنصر الإنسان، وتواجه الظلم، وتحرر العقول لا تُكبّلها…فما أكثر السجون المادية في بلاد العرب والمسلمين ناهيك عن سجون الجهل، وسجون الخوف، وسجون القمع الفكري، وسجون الانتهاكات الحقوقية.
هذه السجون غير المرئية، هي الأكثر فتكا بالإنسان والمجتمع، تُقيّد حركة الفكر، وتحاصر الإبداع، وتقضي على إرادة التغيير، فتتحوّل الشعوب إلى أسرى داخل أوطانهم، من غير أصفاد مرئية… ولكم التحية والسلام
عنوان المقالة الأخيرة في السلسلة غدًا إن شاء الله: “آفاق التحرير: كيف نعيد للدين حريته ودوره الحقيقي؟”
* اللهم لا تجعل للهوى علينا سبيلًا، ولا للباطل في قلوبنا مدخلًا، واحقن دماء أبناء شعبنا وأمتنا في أفضل أيام الله، جمعة مباركة للجميع
* مقالة رقم: (1976)
* 03. ذو الحجة . 1446 هـ
* ألجمعة . 30.05.2025 م
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)
*************
* أليس كذلك يا سادة؟ تابع المقالة
* رؤية
* هذه السلسلة يكتبها د. محمد طلال بدران – مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلامية –
* السلسلة مكونة من إثنَتَيْ عشرَة مقالة.
عنوان السلسلة: “التدجين الدعوي: هندسة الطاعة باسم النّص”
* عنوان المقالة: “آفاق التحرير: كيف نعيد للدين حريته ودوره الحقيقي؟” (12)
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
حين يُقيَّد الدين، يفقد الناس بوصلتهم، ويضيع المعنى، وحين يُستخدم الدين لتبرير القهر، يصبح الطغيان مقدّسًا، ويُكفَّر الاعتراض، وفي زمنٍ كثرت فيه الفتاوى المعلبة، والخطب المروّضة، والعقول المُنومة، تبرز الحاجة إلى سؤال جوهري: كيف نحرر الدين من قبضة التدجين؟ وكيف نعيده إلى موقعه الحقيقي كمحرّكٍ للتحرر والنهضة؟
إن هذه السلسلة، التي كشفت أساليب “هندسة الطاعة باسم الدين”، لا تكتمل إلا بفتح نوافذ الأمل، والتأسيس لخطابٍ تحرري يُعيد وصل الأمة بروح دينها الأصيل. وفيما يلي محاور سبعة، تمثّل خارطة طريق نحو استرداد الدين من أيدي المروّضين، وتحريره ليعود رسولًا للحياة لا حارسًا على مقابر الصمت.
1. تحرير الدين من الاستغلال السلطوي
أول بوابات التحرير أن نقطع الحبل السري بين السلطان المتسلط، والفتوى المُذعِنة، فالدين ليس أداة تبرير، بل قوة مساءلة. ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ﴾ (القصص: 4)
وكان أول من وقف في وجهه موسى عليه السلام باسم الله لا باسم البلاط، لا قداسة لحاكم، ولا شرعية لطغيان، ولا مكان لخطاب يُلبِسُ الظلم عباءة الشريعة.
2. استعادة وظيفة المنبر بوصفه منبرًا للحق
لقد تحوّل المنبر، في كثير من البلاد، إلى أداة تطويع لا أداة توعية، خطب تُكرّر ما يُطلب منها، وتُخدّر بدلاً من أن توقظ، ولتحرير الدين، لا بد من تحرير المنبر، وإعادة رسالته إلى ما كان عليه في عهد النبوة: مواجهة الظالم، وتثبيت المستضعف، وبثّ الوعي لا الوهم.
3. بناء فقهٍ تحرريٍّ متجذّر في النصوص
نحن بحاجة إلى إعادة قراءة النصوص بعيدًا عن مقصّ الرقيب، وبمنأى عن التفسيرات التي صاغها “فقهاء البلاط”، فالإسلام دين يُربّي الإنسان الحرّ، لا المواطن الخاضع الخانع، والطاعة فيه ليست مطلقة، بل مقيدة بالحق: ﴿ولا تُطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا﴾ (الكهف: 28)
التحرير يبدأ من فهم الدين كما أراده الله: دين تحرير لا تدجين، ومقاومة لا استسلام.
4. تجديد الخطاب الدعوي ليواكب التحديات
خطابنا الدعوي اليوم بحاجة إلى ثورة مفاهيم، تعيد تعريف العلاقة بين الدين والواقع، لم يعد مقبولًا أن نتحدث عن الصبر فقط دون مقاومة، أو عن القناعة دون سعي، أو عن الطاعة دون مساءلة، الدعوة اليوم إما أن تكون مشعلًا للتحرر، أو تتحول إلى خنجر بيد المستبد، والخطاب الواعي هو ما يُرشد الناس إلى حقوقهم، ويزرع فيهم روح العزة والكرامة.
5. تحرير المؤسسات الدينية من هيمنة السياسة
منظومات الفتوى والتعليم الشرعي في كثير من الأقطار باتت تعمل وفق إملاءات السلطة، لا وفق بوصلة النص، والمطلوب اليوم بناء مؤسسات دينية مستقلة، يقودها علماء أحرار، لا موظفون لدى الأنظمة، علماء يحملون همّ الأمة، لا همّ الوظيفة، ويقيسون الأمور بميزان الشريعة، لا بميزان المخابرات.
6. ربط الدين بمشروع حضاري نهضوي
لا يمكن للدين أن يبقى حبيس الزوايا والوعظ، بل يجب أن يُستعاد بوصفه مصدرًا لرؤية حضارية كاملة، الإسلام الذي أنشأ حضارة امتدت من قرطبة إلى سمرقند، ليس عاجزًا اليوم عن إلهام مشروعٍ نهضوي، تحرير الدين معناه أن يعود الدين مهندسًا للعمران، حارسًا للعدالة، ورافدًا للعلم والعمل والكرامة.
7. التربية على الحرية من خلال الدين
التحرير لا يتم فقط بخطابٍ نخبوي، بل لا بد أن تُعاد صياغة تربية الناس، خصوصًا الأجيال الجديدة، على قيم العزة والكرامة والوعي، لا بد أن يسمع الطفل في دروس الدين أن “الساكت عن الحق شيطان أخرس”، وأن الإسلام حرّر الإنسان من كل عبودية لغير الله. فهذا هو الجذر الذي ينبت عليه الوعي، وتثمر فيه الأمة.
وفي ختام السلسلة، نحو يقظةٍ كبرى
لقد آن الأوان أن نخرج من “قفص الطاعة” إلى فضاء التحرر، أن نكسر الأصنام الجديدة: صنم الفتوى المزيفة، وصنم الخطيب المروّض، وصنم الحاكم المؤلَّه. آن الأوان لنعيد للدين حريته، ليعود هو فيحرّرنا.
فالدين حين يُحرَّر، يحرّر.
وحين يُفهم، ينهض.
وحين يُصدَّق، يُحدث الانقلاب الكبير في وعي الأمة.
ومن هنا تبدأ اليقظة…
ومن هنا تبدأ الآفاق… بوركتم ولكم تحيتي والسلام
غدًا إن شاء الله: على موعدٍ مع سلسلة جديدة
* اللهم لا تجعل للهوى علينا سبيلًا، ولا للباطل في قلوبنا مدخلًا، واحقن دماء أبناء شعبنا وأمتنا في أفضل أيام الله.
* مقالة رقم: (1977)
* 04. ذو الحجة. 1446 هـ
* ألسبت. 31.05.2025 م
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)