الرئيسيةالمنصة الدولية زووممكتبة الصورمنظمة همسة سماء
بالفيديو / كلمة الاستاذة سمر أحمد محمد الدمنهوري بندوة ” عصاميات صانعات النجاح “
تنظيم منظمة همسة سماء الثقافة ومؤسسة دولي نت وبالتعاون مع جامعة القدس المفتوحة
مؤتمر العصاميات العربيات عبر "المنصة الدولية"
Gepostet von رشيد خير am Sonntag, 7. Juni 2020
بسم الله الرحمن الرحيم
بطاقة تعريفية:
الدولة: دولة فلسطين
الاسم : سمر أحمد محمد الدمنهوري
العمر : ٤٥ عام
العمل: موظف إداري في وزارة الصحة الفلسطينية في الإدارة العامة للشؤون الإدارية.
الحالة الإجتماعية : زوجة شهيد وأم لثلاث بنات، أكبرهن حصلت على دبلوم محاسبة مع شامل وتعمل الان مساعد اداري في هيئة تسوية الاراضي والمياه، أما أوسطهن فقد حصلت على شهادة بكالوريوس قانون وقد أنهت تدريبها وتنتظر الان امتحان مزاولة المهنه وحلف اليمين، أما الصغرى فهي طالبة في السنة الرابعة تخصص إذاعة وتلفزيون.
الدرجة العلمية:
– توجيهي/ ثانوية عامة من الفرع العلمي
– بكالوريوس ادارة وريادة تركيز تمويل
– ماجستير منازعات ضريبية
المشاركات العلمية:
– المؤتمر الدولي الثاني للدراسات العليا، حيث تم عقده في جامعة النجاح الوطنيه بمدينة نابلس في فلسطين.
– مؤتمر عدالة البيئة والمناخ الدولي والذي تم عقده في جامعة بيرزيت في مدينة رام الله في فلسطين.
المشاركات التدريبية:
قمت بالمشاركة بالعديد من ورشات العمل على اختلاف التخصصات والقطاعات سواء على الصعيد المهني أو الاجتماعي أو حتى العمل النقابي.
الدورات التدريبية:
بالاضافه الى بعض الدورات المتخصصة على الصعيد الوظيفي، قمت بأخذ دورات في اللغة الانجليزية في معهد الامد ايست، بالاضافه الى دورة تحضيرية لخوض امتحان الآيلتس.
أما قصتي بالحياة فقد بدأت منذ انتهائي من الحياة المدرسيه وبعد حصولي على شهادة الثانوية العامة، حيث أنني تزوجت والتحقت مباشرة بجامعة النجاح الوطنيه لانتسب الى كلية الاقتصاد والعلوم الاداريه في العام ٩٣/٩٤، وقد اجتزت الفصل الاول بجدارة رغم المسؤوليات الجديدة التي فرضها علي قرار تكوين أسرة؛ ولكن بعد أن سجلت للفصل الثاني كنت قد اكتشفت بأنني حامل بابنتي البكر التي انجبتها قبل موعد الولاده بشهرين مما يترتب زيادة اعتناء ورعاية خاصه بها، هذا الظرف فرض علي سحب الفصل الدراسي والاستجابة لعاطفة الأمومة ورعاية طفلتي … بعد سنتين من الزمن قررت العودة لمقاعد الدراسه والالتحاق بجامعتي لكني بالوقت ذاته كنت احسب بأنني قد احمل مره أخرى وبالتالي قد اضطر لتأجيل فصول لاحقه، لذلك قررت الانفصال عن جامعة النجاح الوطنيه والالتحاق بجامعة القدس المفتوحه بما تحمله من مرونه تخدمني كربة أسرة وتراعي التزاماتي تجاه زوجي وبيتي وطفلتي، وبالفعل التحقت بالجامعة في برنامج نظم المعلومات الحاسوبية وكنت من الطلاب الذين يشار اليهم بالبنان على نشاطي واجتهادي وحضوري وان كان شحيح للمحاضرات؛ ولكن في العام ٢٠٢٠ حصلت الطامة الكبرى وانفجرت انتفاضة الأقصى وكان الشعور بالفقد يلازمني لا أعرف لماذا وكأن الله يهيء لي مساحة للصبر والتقبل، وبيوم ١٥/١٢/٢٠٠٠ وردتي نبأ استشهاد زوجي الذي اغتيل اثر عملية اغتيال منظمة، وهنا بدأت حياة اخرى لم أكن أحسبها لي أبداً، بين ليلة وضحاها أصبحت الام والأب لبناتي دون إنذار سابق ولَم أكن محققة إستقلالية ماليه حتى أنني لم أكن أملك شهادتي الجامعية التي تؤهلني للعمل….
كنت قد انهيت ٩٩ ساعة معتمدة من أصل ١٤٢ ساعة معتمدة في تخصصي في الوقت الذي استشهد به زوجي، فقررت بأنه لا بد من إكمال طريقي الذي بدأت لكي أحقق ذاتي وأؤمن مصدر دخل لي ولبناتي، بالفعل حاولت جاهدة إنهاء ال ٤٣ ساعه وكنت أسجل بكل فصل ولمدة اربع سنوات- اَي ما يقابل ثمانية فصول دراسيه- ولكن عبث ، لم أكن أقوى على دخول قاعة امتحان وبالتالي كنت أحصل على الصفر الجامعي، وبيوم من الأيام قررت تحويل تخصصي لأن التخصص السابق كان يتطلب حضوري للجامعة واستغراق وقت طويل في مختبرات الحاسوب وفِي ظل كوني ام وأب الاسرة يبدو الامر مستحيلاً…. اثناء مباشرة الإجراءات لتحويل التخصص فوجئت بحصولي على فصل أكاديمي من الجامعة
وهنا شعرت بأن الدنيا ضاقت علي والشعور الاستسلام بدأ يسيطر علي، لكن بكل مره كنت أكلم نفسي من الداخل وأحاول أن اسمع نفسي كلمات داعمه لكي لا استسلم وبالفعل تم توجيه طلب احتساب ساعات لرئيس جامعتي شارحةً به ظروفي التي أوصلتني للفصل الأكاديمي ، وما هي الا ايّام قليله ليصلني رده الإيجابي فقد تم احتساب ٦٤ ساعه من أصل ٩٩ وسمح لي الالتحاق بالجامعه من جديد برقم جديد وكطالب جديد وبتخصص جديد فأصبحت مناسبه الى كلية الادارة والريادة واخترت التخصص الفرعي- تمويل….
اثناء ذلك كنت قد تقدمت بطلب توظيف الى وزارة الصحة وبالفعل قوبلت وقبلت على الوظيفه فأصبحت ادرس واعمل وأربي بذات الوقت، وفِي السنة الدراسيه الاخيرة قررت بضرورة الالتحاق بالدراسات العليا بعد التخرج وبالفعل بمجرد حصولي على شهادة البكالوريوس تقدمت بطلب الى الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنيه ولكن للأسف تم رفض طلبي لمدة ثلاث سنوات على التوالي، وفِي السنه الرابعه قبلت على برنامج المنازعات الضريبية واثبتت نفسي من الطلبة المتفوقين اللامعين وكتبت رسالة كانت الاولى من نوعها على مستوى جامعتي على الأقل حتى أن عميد كلية القانون طلب مني نسخة هارد كوبي عن الرسالة واقتطاع اجزاء منها واعتماد تلك الأجزاء كمساق يدرس في كلية القانون لكوني تحدثت عن جرائم الفساد والتي لم تكن مدرجة ضمن مواد طلاب القانون ….
بعد أن ناقشت رسالتي وبعد حصولي على الدرجة قررت إكمال مسيرتي التعليمية فما زالت الروح ظمئآ للمزيد من العلم وبالفعل تقدمت للالتحاق ببرنامج الدكتوراه في جامعة اسطنبول الحكومية ولَم أكن أتوقع حصولي على قبول سريع خلال فترة قياسيه، لكن القدر دائماً يعاندني فقد توفي أخي وحزني عليه حال دون التحاقي بالجامعه، لكن بعد انقضاء فترة ست أو سبع شهور قررت التقدم لجامعة العلوم الاسلامية الماليزية ومع الاسف بعد أن كنت على يقين من قبولي فوجئت برفض طلبي لاسباب فنيه تتعلق بشح عدد المشرفين بالمقارنة مع عدد المتقدمين، لكني لم أيأس وقد سمعت عن تقديم دولة تونس الشقيقة لعدد من المنح الدراسيه لدولة فلسطين فكنت من السباقين في تقديم طلبي …. وقد رفض طلبي أيضاً
هذا يعني بأن القدر يعاندني لكني والله لن أبرح حتى أبلغ وسوف أجاهد وأسعى لتحقيق حلمي رغم الصعاب والمنغصات وضخم حجم المسؤوليات، أنا استعرض حياتي كشريط مصور يبدو لعين المشاهد وكأنها أحداث سريعة لكنها بالواقع عمر بأكمله ممزوج بالألم والتحدي والصمود والانكسار أحيانا والشموخ والفخر أحيانا أخرى، وما أطيب الشعور بلذة الحصاد بعد سنين من الشقاء وما أطيب الشعور بالفخر وأنا وبناتي نرتدي زي التخرج معاً أمام دكاترتنا الأعزاء والاهل والاصدقاء.
لك الحمد يا الله رغم كل الظروف التي مررت بها وما زلت.
وأخيراً جزيل الوقار وشكري وتقديري للدكتورة فاطمة إغبارية والدكتور رشيد جبر والأستاذ الدكتور يوسف ذياب لاتاحة الفرصة وايصال قصة نجاحي التي تتسع لتتجاوز سطور الكون بأكمله إلى كل مهتم علها تكون وقود تحدي لمن أرهقته الحياة وعاش مرار الفقد ليكتب بدوره قصة نجاح أخرى يشار إليها وتذكر فتثمن.