الرئيسيةشعر وشعراء
لعبة الأبناء / للشاعر كامل النورسي
في أعقاب الجريمةِ الشنعاء التي حدثت مساء اليومِ في مدينةِ جنين
قـلـبي تـفــطّــرَ مِـنْ أذى الأنـبـــاءِ … والـنـفـسُ تـشكو جُرأَةَ الجهـلاءِ
فالــقـــتــلُ أصـبـحَ لعـبـةً وهِـوايـةً … تَـبِـعـاتُـهُ عـادتْ عـلى العُـقـلاءِ
فـالـنـفـس إبــداعُ الإلــهِ وفَـضـلــه … هـانـت على الـغُـربـاءِ والأبـناءِ
تغـيـيبُ قانونٍ يحـاسـبُ مَن طغى … ويُعـيــد كــلَّ الـحَـقِّ للـضعـفـاءِ
قد شـجَّعَ الـغَـرَّالصَّـفـيـقَ بأرضنا … أن يَـسْـتـبـيــحَ مَـحـارمَ الـنـبلاء
إِنَّ الـشــوارعَ تشتكي مِن ظلـمـنا … عانـت مِنَ الـفـلـتـانِ والغَـوغـاءِ
حتى مدارسُنا الجمـيـلـةُ أصبحت … وكــرًا لِـكـل كــريـهـة وغَــبــاءِ
فـتَـرى الـمعـلِّـمَ حائرًا مُـسْـتَهـدَفُا … من عصبةِ الأشـرار والـسُّـفهـاءِ
صـرنـا نـعـيـش كـأَنّـنــا في غابةٍ … والـذنـبُ ذنـب الأهـــلِ والآبــاء
أبنـاؤنــا أمـوالــنـــا هُــمْ زيــنـــةٌ … وبِـجـهـلـنـا صاروا مِنَ الأعـداءِ
عُدنا إلى عَـهْـد الـضلالِ وبُـؤسِهِ … وَنَـسـيرُ في نَـفَـقٍ مِـن الـظلـماءِ
ماذا جَـرى بِعـقـولـنا يا أهـلـنـا؟! … حـتّى نَـعـــودَ لِـــرِدَّةٍ حَـمـقــــاءِ
مِنْ أينَ هذا الحقد جاء لأرضنا؟! … غـشّـى الـقـلوبَ بِـنـقـطةٍ سوداءِ
لا عُـرف لا دينٌ يُـجـمِّعُ شـمـلَـنا … والحبُّ ضاعِ بـلـوثـةِ الـبغـضاءِ
داءٌ أصـاب بــلادنـــا وقـلــوبـنــا … وكأَنَّـهُ الـسـرطانُ في الأحشـاءِ
فعلى الحكـومةِ جانبٌ مِمّـا جرى … في كلِّ تـقـصـيـر لِـكَـبْـحِ الــدَّاءِ
في كلِّ يــومٍ دمـعـــةٌ وجـريـمــةٌ … قضَّت مضـاجـع ثُـلَّـةَ الشـرفـاءِ
وترى القـضاءَ بِغـفـوةٍ محمـومةٍ … وبـسـكـرةٍ فـيـهـا أذى الصهـباءِ
فالأمر بالمعـروف صارَ جريمةً … والـمُنكـرٌ المشـؤوم في إستعلاءِ
فَإِلى متى يبقى التـسيُّبَ بـيـنـنا؟! … وَإِلى متى نحيـا معَ الإِغْـمـاءِ؟!
كيفَ الخلاص مِن الفساد وأهـلِهِ … إِن الخلاصّ بِـشـرعـتي الغـرّاءِ
فأَرى الحُـدودَ جَـوابـرٌ وزواجرٌ … فَـهْي الحـيـاة وعـيـشـة الـسـرَّاءِ