نشرت مجلة “ذا ويك” في نسختها الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن الدور الذي سيلعبه فيروس كورونا في تغيير صناعة الأفلام.
وقالت المجلة، في تقريرها، إنه من غير المحتمل أن تعود الحياة إلى سابق عهدها بعد انتهاء وباء فيروس كورونا، ومن المتوقع أن تتغير العديد من جوانب الحياة بشكل لا رجعة فيه. وتعتبر صناعة الأفلام من بين جوانب الحياة التي سيُعاد تشكيلها بشكل كبير بسبب الأزمة الصحية العالمية التي يمر بها العالم.
وذكرت المجلة أنه في البداية، بدا الأمر مؤقتًا لذلك حدثت تغييرات بسيطة على التواريخ المقررة لإصدار جملة من الأفلام خشية رواد السينما من الوباء. ونتيجة لذلك، وقع تأجيل فيلم جيمس بوند الجديد ومولان والأرملة السوداء لمدة أشهر، إلى جانب تأجيل الجزء التاسع من سلسلة أفلام “السرعة والغضب” لمدة سنة كاملة. وفي الوقت الراهن، تحاول الأستوديوهات الكبرى في ظل قوانين الحظر المفروضة على دور السينما البحث عن طرق مختلفة لتوزيع أفلامها.
قريبا، ستقوم “إن بي سي” العالمية بإطلاق فيلم “الرجل الخفي” و”إيما” و”ذا هانت” التي بدأ عرضها في المسارح منذ أقل من خمسة أسابيع. ويشير ذلك إلى أن الأيام التي تفصل بين تاريخ إصدار الفيلم وتاريخ تحويله إلى نسخ بلو راي وفيديو حسب الطلب ودي في دي ستصبح قليلة، بينما تستغرق هذه العملية في الوضع العادي ثلاثة أشهر.
وأوردت المجلة أنه سيقع إصدار الفيلم الخاص باستديو يونيفرسال بيكتشرز وشركة دريم ووركس أنيميشن، “ترولز وورلد تور” في العاشر من نيسان/ أبريل بدلا من 20 من نفس الشهر، وسيكون متاحا للبث في المنزل في اليوم نفسه. ومن الصعب إلقاء اللوم على الأستوديو لاعتماد مثل هذا الحل، خاصة عندما لا توجد طريقة أخرى لمشاهدة الأفلام في الأسواق الكبرى.
وحسب صحيفة “لوس أنجلوس تايمز”، شهدت أرقام شباك التذاكر انخفاضات كارثية تزامنا مع تسارع انتشار المرض. بالإضافة إلى ذلك، ستكون أفلام يونيفرسال التي ستصدر قبل الموعد المحدد متاحة بسعر 19.99 دولارًا مقابل تأجير لمدة 48 ساعة. وإذا كنت تريد مشاهدة فيلم في أقرب وقت ممكن قبل أي شخص آخر، فلا يزال يتعين عليك دفع ثمن التذكرة، ولكن للأستوديو بدلاً من المسرح.
وأوضحت المجلة أنه بعد أن غيرت الأستوديوهات استراتيجياتها في التوزيع، من غير المحتمل أن تعود ببساطة إلى الطريقة القديمة لممارسة الأعمال التجارية عندما تعود الحياة إلى وضعها الطبيعي. وسيمثل ذلك أحد الأشكال التي سيتغير بها عالمنا إلى الأبد بسبب فيروس كورونا.
وذكرت المجلة أنه في حين أن المشاهدة المباشرة من المنزل لا تمثل أمرا جديدا، حيث تطلق نتفليكس العديد من أفلامها الرئيسية مباشرة على منصة البث الخاصة بها، تتمثل المشكلة في أن أستوديوهات مثل “إن بي سي” العالمية لن تجد حوافز للعودة إلى الجدول الزمني المعتاد لإصدار الأفلام في المسارح بعد انتهاء هذه الأزمة، خاصةً إذا ثبت أن طريقة مشاهدة الأفلام مباشرة أو عن طريق الفيديوهات حسب الطلب مثمرة.
وحتى مع ارتفاع أسعار تأجير الفيلم، فإن سعر 20 دولارًا يبدو بسيطا بما أن التواجد في الحجر الصحي أمر ممل. كما أن سعر الإيجار لم يُحدد بـ 20 دولارًا للشخص، بل بـ 20 دولارًا للتلفزيون، أي أنه إذا تقاسم زملاء الغرفة أو الأصدقاء سعر الإيجار، سيصبح السعر بخسا أمام سعر تذكرة الفيلم.
وأشارت المجلة إلى أنه بينما تعمل “إن بي سي” العالمية على تعويض الإيرادات الضائعة، فإن المسارح تعاني خاصة إذا استمر تفشي الفيروس لمدة ثمانية أسابيع أو أكثر، وإذا ما قرر منافسو “إن بي سي” العالمية الاستفادة من نفس نموذج العرض المباشر في المنزل بدلاً من تأجيل تواريخ الإصدار.
ونوهت المجلة بأنه بينما يمكن لسلاسل المسارح الرئيسية مثل سلسلة مسارح ريغال وأي إم سي أن تتحمل في جميع الاحتمالات قضاء بضعة أسابيع دون تحقيق دخل، فإن المسارح المستقلة الصغيرة والمسارح الفنية لا تستطيع فعل ذلك. وفي الواقع، تمثل هذه المؤسسات جزءا مهما من المجتمع، وسيؤثر فقدانها بشدة على الثقافة.
وفي الختام، أكدت المجلة أن مشاهدة الأفلام في صالات السينما لن ينتهي عصرها أبدًا، ولن يحل أي شيء تمتلكه في المنزل محل الشاشة الضخمة والنظام الصوتي الرائع لدور السينما والمسارح