الاعلام الشعبي
بقلم الكاتبة : تمارا حداد.
اعلامنا يصل العالم، ولكن اتضح ان اسرائيل اعلامها يصل الى العالم بشكل واسع اقوى واكبر من اعلامنا، لذلك قضيتنا لم تصل صداها بشكل قوي الا هذا العام ولكن بعد فوات الاوان، بعد ما تم سرقة الارض وبعد ما تم اقرار القدس عاصمة لاسرائيل وبعد التنكر لحق اللاجئين حول عودتهم لبلادهم، نعم اعلامنا ضعيف على مستوى العالم لم يكن اعلاماً يخاطب العقل الغربي، لم يكن اعلاما شعبيا يعبر عن رأي الشارع بل كان اعلاماً حزبياً اخذ الطابع الرسمي الذي لم ولن ينجح، تحتاج قضيتنا العادلة الى اعلاماً متواضعاً يمثل الشعب الفلسطيني يخاطب الجمهور وبكل اللغات، نحتاج اعلاماً يوازي الاعلام الاسرائيلي، وهذا يحتاج الى شباب اليوم الذي يؤمن بعدالة قضيته فهو لا يعرف التدجين، يحتاج اعلامنا الى مدربي لعلماء النفس في كيفية مخاطبة الغير والقدرة على الاقناع ومخاطبة العقل الخارجي من اجل ان تتحول اخبارنا الى رسالة تستطيع تغيير الراي العام.
نحتاج الى اعلام يؤثر على سلوك البشر، حيث اصبح الاعلام بمختلف وسائطه المكتوبة والمسموعة والمرئية والافتراضية ووسائل التواصل التقني من ابرز خصائص هذا العصر لما اهميته في مجال الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
اعلامنا يضج بالاقلام ولكن اقلام تبحث عن الشهرة ولاجل المال ومعظم الاقلام تحولت الى ابواق واصوات لنصرة هذا وذاك، مما افقد تلك الاقلام قوتها، الاعلام على المستوى العالمي هدفه التضلضل والمراوغة وتسويف الحقائق لادخال البشر في حالة من الانفصام الشخصي وما هي الا عملية ممنهجة للتاثير على الراي العام، ولاعادة برمجة العقول فلا تعود قادرة على كشف الحقائق وعاجزة على التفكير السليم.
قضيتنا تحتاج الى جرأة المعلومات بعيدة عن مناخ الخوف والاضطراب تحتاج الى موضوعية ونزاهة وشعبية واعلام رائد ومتميز يملك السمات الخالية من النزعة العنصرية والفئوية، نحتاج الى دائرة اعلام خارجية داخل السفارات الفلسطينية حول العالم من اجل ايصال الصورة الحقيقية للقضية الفلسطينية فاذا انتهت القضية انتهت البعثات الدبلوماسية الخارجية.
نحن شعب يطالب بجزء من الحقوق، فالقادم اعظم لشعبا وليس لصالحه، فعند اشارة وزير الزراعة الاسرائيلي ” اوري اربيل” بانه حان الوقت لفرض السيادة الاسرائيلية على الضفة فهذا الامر ليس بالسهل، وهاهي سيناء يتم تهجير سكانها ليس بحجة القضاء على داعش وانما لاستكمال صفقة القرن، يهدف التهجير لانشاء كيان وليس دولة فلسطينية تحت شعار ” توسيع قطاع غزة” وهناك خطة مشاريع تنموية سيبتدأ العمل بها 2020 وبتمويل سعودي واماراتي، ليس لصالح الفلسطينين او اللاجئين ، كون اهل غزة سيقتلون بعضهم البعض وذلك بعد ابراز النعرة الطائفية والموالية لجهة معينة، الكثير من افراد حماس غير راضيين عن حركة حماس ليتوجهوا الى داعش والجماعات السلفية المتشددة، اسرائيل ستجندهم لابراز النعرة الفئوية من خلال انت سني مع الجماعات السلفية او انك مع جماعة حماس الموالية لايران، تلك الفئتين ستتحولان الى نار اذا ما تدارك الشعب ذلك الامر وما الهدف المستقبلي لغزة من ذلك؟
الخوف الان على غزة من قتل بعضهم البعض ونشوب الفلتان الامني فيها، ومن ثم توسعة القطاع ليس لصالح الفلسطينيين وانما لتوسعة السيادة الاسرائيلية من الفرات الى النيل وهذا ما تؤول اليه لانشاء دولة اسرائيل الكبرى كما حلم بها قيادة بن غوريون.
هنا ياتي دور الاعلام في التصدي، فالقارئ والسامع والمشاهد يبحث عن عملة جيدة في وسائل الإعلام وأقلام مخلصة ووطنية وجدية فالأصوات تؤلب الرأي العام، فما جدوى ركض الإعلام إلى خبر ما، ما لم يكن في الطريق الصحيح وعاجز عن قول الحقيقة .