اخبار العالم العربيالرئيسيةمنظمة همسة سماء
زيارة تحمل نبض الوطن وذاكرة المكان
إعداد: الدكتورة فاطمة أبوواصل إغبارية باحثة وكاتبة أدبية وأكاديمية مهتمة بالشأن الثقافي والإنساني والاجتماع

زيارة الوطن… حين تعانق الروح أرضها الأولى
في رحلة تحمل عبق الذاكرة ودفء الحنين، كانت زيارتنا إلى فلسطين أكثر من عودةٍ إلى المكان؛ كانت عودةً إلى الذات، إلى الجذور التي لا تذبل مهما طال البعد.
تبدأ الحكاية من أم الفحم، المدينة التي تنبض بالأصالة، حيث يلتقي التاريخ بالحياة اليومية، وتفوح من أزقتها رائحة الخبز والدفء والأمان.
أم الفحم، المدينة التي تنبض بالحياة والتاريخ والكرم، انطلقت الخطى تتنقل بين الوجوه المضيئة والقلوب الطيبة
حين يعانق القلب أرضه ويغمره عبق فلسطين
.زيارة الوطن… دفء اللقاء وعبق الجذور
وفي كفرقرع، تفتحت الأزهار على وقع الضحكات، وتلألأت الدروب بأسماء الأحباب الذين جعلوا من اللقاء عيدًا مصغرًا يعيد للحياة نكهتها الأولى
كفرقرع، البلدة التي تجمع الطيبة والكرم، وتحتضن القلوب كما تحتضن الأرض مطر الشتاء الأول.
زيارة الأهل والأحبة ليست مجرّد لقاءٍ عابر، بل هي مساحة من الضوء تُعيد ترتيب نبض القلب، وتذكّرنا بأنّ البيت ليس جدرانًا فحسب، بل وجوهٌ وذكريات وأصوات تملأ الروح حبًا وامتنانًا.
زيارة الأهل عودة إلى الذات، وإلى ذلك الشعور النقي بالانتماء، حيث تلتقي الدموع بالابتسامة، ويصبح العناق صلاةً صادقة للوطن.
وفي دار أبو وائل، يتجسد السند الحقيقي، بكل ما يحمله من كرمٍ واحتواءٍ ومحبةٍ نادرة، تجعلك تشعر أن الوطن بيتٌ يمتدّ في كل قلبٍ صادق.
ولأن الفنّ لا ينفصل عن الوطن، كان لصوت فنانتنا لميس الغالية حضوره الآسر؛ بصوتها المخملي الذي يروي الحنين ويعزف على أوتار القلب، فيغدو الوطن نغمةً من الجمال والوفاء
، فيملأ الأجواء جمالًا ويمنح اللحظة نغمتها الخاصة.
حقًّا، بلادنا قطعة من الجنة…
في كل زاوية حكاية، وفي كل نسمة ذكرى، وفي كل لقاء نبضٌ يؤكد أن العودة إلى الوطن ليست رحلة في المكان، بل رحلة في القلب ذاته.






