الرئيسيةالمنصة الدولية زووممنظمة همسة سماء
بين الزيتون والبحر: قراءة في شعر الدكتور عبد الله السلمي
بقلم: د. فاطمة أبوواصل إغبارية (قراءات نقدية)
يمثل شعر الدكتور عبد الله السلمي، الشاعر والأكاديمي القادم من كيرلا – الهند، جسراً حيًّا بين الشرق البعيد والقلب العربي النابض. في دواوينه، ولا سيما أنين الزيتون، يتجلى البعد الإنساني والالتزام بالقضية الفلسطينية، إلى جانب حساسية وجدانية تفتح أبواب التأمل والرمز.
في قراءتها النقدية لديوانه الأخير، ترى الدكتورة فاطمة أبوواصل إغبارية أن السلمي جعل من فلسطين مرآةً لألمه ونداءً لضميره الشعري. فالزيتون، والتين، والتراب، تتحول في قصائده إلى رموز للصمود والبقاء، بينما يظل الإيقاع الشعري مشحونًا بين النشيج والنداء، ليؤكد أن الشعر هنا ليس مجرد وصف، بل فعل مقاومة بالكلمة. ورغم الطابع السياسي الحاضر بقوة، يظل النص محافظًا على جمالياته الفنية وصوره البلاغية العميقة، فلا يقع في المباشرة ولا في الخطابية المفرطة.
وفي قراءتها لقصيدة “عيناكِ بحرٌ والجفونُ ضفافُ”، تكشف إغبارية جانبًا آخر من إبداع السلمي: الشعر الوجداني التأملي. فالقصيدة الغزلية لا تقف عند حدود العاطفة، بل تتجاوزها إلى فلسفة رمزية، حيث تتحول العيون إلى بحر بلا نهاية، والجفون إلى ضفاف حامية، بينما يظل المجداف والأصداف إشارات إلى رحلة إنسانية في البحث عن المعنى والكنز الداخلي.
تخلص الناقدة إلى أن السلمي شاعر يمزج بين حرارة الواقع ورمزية الطبيعة، وبين الالتزام بالقضية الفلسطينية والتأمل الوجداني الفلسفي. إنّه صوت شعري يثبت أن العربية قادرة على أن تنبض بالحياة حتى من وراء البحار، وأن الشعر حين يكون صادقًا يصبح لغة كونية لا تعرف الحدود

