الرئيسية
قراءة في نماذج من قصائد الشاعر محمد ثابت شاعر الأمة بعنوان: شاعر الهوى في الحب يرنو للوصل والوفاء
شاعر الأمة محمد ثابت

قراءة في نماذج من قصائد الشاعر محمد ثابت شاعر الأمة بعنوان:
شاعر الهوى في الحب يرنو للوصل والوفاء
ان جولة سريعةفي بعض قصائد الحب لشاعر الأمة محمد ثابت يلتقط دون كبير عناء قيمة انسانية أخلاقية راقية لعلي لا أبالغ حين أقول انها عماد الأخلاق ألا وهي قيمة الوفاء.
فالوفاء لدى شاعرنا القدير أولا هو وفاء لشعر التفعيلة، لأصل الشعر. لكن قيوده لم تمنعه من التحرر على مستوى الأغراض اذ نجده في غير ذي موضع يكتب في أغراض ليست من تقاليد القصيدة العمودية. لكنه ظل وفيا ملتزما بالذائقة الفنية على مستوى الفصاحة اللغوية دون اسهاب في غريب اللفظ وعلى مستوى التفعيلة السلسة دون اطناب في استعمال البحور ذات التفعيلة المزدوجة. فجاء المعجم اللغوي واضح اللفظ يسير الحفظ بليغ المعنى. اما الايقاع فخفيفة أوزانه شفيفة أشجانه.والوفاء في شعر الهوى كان قيمة بدت لي ثابتة وربما غرضا شعريا فيه شيء من أغراض الشعر التقليدي اذ نجد روح القصيدة الغزلية والقصيدة الفخرية والمدحية والهجائية وحتى الرثائية.
فلو قرأنا مثلا “هيا اذهبي” ستطالعنا غيرة شرقية على الشرف المهدور وثورة عنترية انتصارا للحب العذري،للحب الطاهر النقي. وما تكرار صيغ الامر ذات المعنى الزجري الا دليل على تمسك الشاعر بالحب كعاطفة نبيلة بل كقيمة انسانية روحية راقية ترتقي بالانسان عن دنس المادة.
– هذا المعنى يتكرر أيضا في قصيدة” وجاء العيد” والتي يمكن وضعها في خانة شعر الومضة وهو شكل من أشكال التحرر وان جزئيا من شكل القصيدة التقليدية لكن الوفاء ظل قائما على مستوى الالتزام بالتفعيلة والمعنى أي شكوى الحبيب المؤمن بطهر المشاعر من الحبيبة اللعوب واختيار الهروب والصبر على الفراق لانقاذ المشاعر من الدنس وفاء للقيم والمثل العليا رغم رحلة المعاناة في قصيدة”رحلة الأشواق” التي تقوم على التقابل بين الحضور والغياب والأشواق واللامبلاة فيكون الحب مرة أخرى بسبب الجفاء وهذا الغياب مصدرا للعذاب بل للرحيل مادام التلاقي الروحي النقي بين الحبيبين صار من المستحيل لأن الشك تسلل الى قلب المحب فاذا “المهالك” مزروعة في كل درب واذا المحب المعذب يشكو في قصيدة”لا تخجلي” من خيانة الحبيبة في ندم على المشاعر النبيلة التي حباها بها لغرورها بجمالها فاذا الجفاء وعدم الوفاء يثيران فيه مشاعر النقمة فتنقلب الرقة الى شدة في اللفظ يقوم على التحذير من ثورة المحب وجنونه اذا جرحت كبرياؤه وخدش شعوره. ورغم هذه الثورة الا ان الهوى ظل متلبسا بالشاعر نبعا لا ينضب وظمأ لا يغرب وسهدا ووجدا وشوقا وتوقا للحبيبة وفؤادا معذبا. ولكنه العذاب العذب مثلما تجلى في قصيدة”من غرامك ما ارتويت” حيث يعترف فيها الشاعر بسلطان الهوى وسطوته على القلوب. فبدا متسامحا غفورا لا قاسيا غيورا، رقيقا رفيقا لا شديدا عنيدا حتى ان الفراق يبكي والحرف فقط عن الحبيبة يحكي ليعزف انغاما من جنون عاشق لليلاه تقتله ضحكة الحبيبة في قصيدة”انغام” التي كانت فيها الصورة الشعرية عميقة مشحونة مشاعر تفيض عشقا يأخذ العاشق الى حياة جديدة حياة الحب والحرف والتي بهما الشاعر يحيى. وهكذا يبرهن على ان عاطفة الحب تسمو بالشاعر فتكون له دافعا وهدفا نافعا لحرف بديع وغرض بليغ.
بقلم الشاعرة والناقدة التونسية
– عيادة جابر
–

شاعر الأمة محمد ثابت
مؤسس شعبة شعر الفصحى باتحاد كتاب مصر
مؤسس نوادي الأدب بإقليم شمال الصعيد الثقافي
–
–

