منوعات
هؤلاء هم أبطال ماتانشيري الخارقون!

منذ أن كانت فاطمة في المدرسة الثانوية، كان حلمها أن تصبح طبيبة. وعندما كانت تضع سماعة الطبيب حول رقبتها وتكتب “الدكتورة فاطمة” في دفترها، كان والداها ينظران إليها بدهشة وفخر.
يعمل والدها أبو فاطمة كعامل حمّال في سوق ماتانشيري، الواقعة في يرناكولام وسط كيرالا / الهند بينما تساعد والدتها شيبا في تغطية نفقات الأسرة بإعطاء دروس خصوصية في المنزل. تعيش هذه العائلة الصغيرة في مجمع سكني من الشقق السكنية الذي بنته مؤسسة ” سان رايز كوتشي” في ثوروتيثي، كمأوى للأشخاص ذوي الدخل المحدود.
فاطمة هي الابنة الكبرى من بين أبنائهم الثلاثة. تفوقت فاطمة في دراستها وأنشطتها الأكاديمية منذ صغرها، وعندما حصلت على علامات كاملة في شهادتي الثانوية العامة (SSLC) والثانوية العليا (+2)، شعر والداها بفخر عظيم. وعندما شاهداها تدخر المال الذي حصلت عليه كجوائز نقدية ومكافآت على تفوقها الدراسي لدراسة الطب، تحول دهشة والديها إلى اهتمام بالغ. فعلى الرغم من ضيق الحال لتغطية نفقات المعيشة، لم يأخذ والدها روبية واحدة من مدخرات ابنته.
بعد المرحلة الثانوية، التحقت فاطمة بدورات تحضيرية للالتحاق بالجامعة. في ظل الضغوط الأكاديمية بعد جائحة كوفيد، تمكنت من دخول قائمة المرشحين. لكن عندما حصلت على مقعد في كلية الطب (MBBS) من خلال نظام المقاعد الخاصة بالجامعة (Merit Management Quota)، شعرت العائلة بالإحباط بسبب عدم قدرتهم على توفير الرسوم الدراسية المرتفعة. تساءل الوالدان عما إذا كان من الأفضل لها أن تدرس طب الأسنان (BDS) أو أي تخصص آخر. لكن فاطمة أصرت على قرارها بدراسة الطب.
وبعد حصولها على معلومات تفيد بأنه نظرًا لكونها تنتمي إلى فئة الأسر ذات الدخل المحدود (BPL)، فإنها ستكون مؤهلة للحصول على منحة دراسية للرسوم بعد السنة الأولى، قرر والداها دعم حلم ابنتهما. باعوا الذهب والمجوهرات التي كانت بحوزتهم وأيضًا النقود التي جمعوها لبناء منزل، ودفعوا رسوم السنة الأولى لالتحاق ابنتهم بكلية الطب.
ولكن بعد ذلك، انقلبت الأمور رأسًا على عقب. تحدث الوالدان عن السنوات الأربع والنصف التي تلت ذلك، والتي كانت مليئة بالصعوبات. قبل فترة وجيزة من امتحانات نهاية السنة الأولى، جاءهم إنذار من الكلية بأنه لا يمكنهم إجراء الامتحانات إلا بعد دفع رسوم السنة الثانية، وكانت هذه صدمة قوية. تذكروا أن هذا الطلب جاء بعد سبعة أشهر فقط من دفع الرسوم الباهظة للسنة الأولى. إضافة إلى ذلك، وبسبب تغيير في سياسة الحكومة، تأخرت المنحة الدراسية المخصصة للأسر ذات الدخل المحدود (BPL) إلى أجل غير مسمى.
في ذلك الوقت، كان الخوف من دفع مبلغ التعويض البالغ خمسة ملايين روبية في حال الانسحاب من الدراسة يلاحقهم في الليل، بينما كان هاجس توفير ثمانمائة وخمسين ألف روبية كل عام يؤرقهم في النهار.
وبعد ذلك، بدأت أيام من العمل المتواصل. لم يترك الوالدان بابًا إلا وطرقوه من أجل ابنتهم. حتى عندما كانت أيديهم تتألم من كتابة الطلبات، وعندما كانت الأسئلة القاسية مثل “لماذا انخرطتم في هذا الأمر؟” تثنيهم عن المضي قدمًا، لم يتراجعوا.
وقدم أفراد وجماعات الخير في كوتشي وخارجها يد العون والمساعدة من طرق غير متوقعة. تلقوا هذه الأيدي ودعموا بها أجنحتهم المنهكة، واستمروا في التحليق بلا توقف.
واليوم، بينما يتم الاحتفاء بالدكتورة فاطمة كفخر لماتانشيري، عندما حاولنا الاستماع وراء هذه الاحتفالات، سمعنا تنهدات مليئة بالدموع.
أليس هؤلاء الآباء والأمهات هم الأبطال الخارقون في الحياة؟ فقد مكّنوا ابنة عامل حمّال في ماتانشيري من الدراسة والتفوق والتنافس مع أبناء الأطباء ورجال الأعمال.
إن قصتهم ليست مجرد ذكريات مؤلمة، بل هي مصدر إلهام يتدفق. إنها شعلة تضيء الأزقة المظلمة التي تعاني من الحرمان في كوتشي.
كوتشي تتغير. عندما يتحد المنزل والمجتمع لدعم أحلام الشباب الجديدة وحمايتها، فإن هذا الشعب سيكون قادرًا على استعادة كل ما فقدوه.
إنه انتصار للتصميم على تحقيق ما ينقصنا من منزل ووظيفة من خلال الكفاءة والمؤهلات والعمل الجاد.
هذا ليس نجاحًا لعائلة واحدة فقط. إنها لحظة فخر لكل من يرى في التعليم أولوية قصوى حتى في أوقات الأزمات.
ألف تحية من أكاديمية كوتشي لفاطمة ووالديها!
استمري في الدراسة، استمري في النجاح.
أكاديمية كوتشي معك دائمًا.
ك. أ. عبد المعز
مدير
أكاديمية كوتشي ترجمه أ.د.عبد الحفيظ الندوي

