مقالات

هل فكرت يومًا في الجيل X؟

بقلم أ.د. عبد الحفيظ الندوي

هل فكرتم يومًا عن أولئك الذين ولدوا بين عامي 1965 و1980، والذين تتراوح أعمارهم بين 45 و60 عامًا، وهم حاملو الأعباء العظيمة في مجتمعنا اليوم. ما الذي يمكن أن تتذكره عنهم! خاصة وهم يلهثون ويعانون وسط صخب وضجيج جيل “العشرينيات”، وبين الأضواء الساطعة لمقاطع الفيديو، والأصوات المدوية لأغاني الراب، والسرعة الفائقة للحياة؛ إنهم يحملون على أكتافهم متطلبات شعب بأكمله، وعليك أن تفهم بعض الأمور عن هذا الجيل العظيم.

أكثرهم قد يكون أبًا وأمًا، وابنًا وابنة في آن واحد. وبعضهم قد يمثل دور الجد والجدة أيضًا. عندما يقودون ثلاثة أجيال دون أي تقصير، فإنهم يتعرضون للضغط والسحق مثل جلبة مطاطية تعمل داخل آلة ضخمة. وكل يوم يعيشونه هو نتيجة لهذا الضغط. وإذا قال ميكانيكي ما إن هذه الجلبة بحاجة إلى تغيير، فستنتهي حياتهم عند تلك النقطة.
عندما تُقام مراسم زفاف صاخبة، ستجد شخصًا يلهث حاملًا على صدره كل أعباء هذه المناسبة. هذا الشخص هو ممثل هذا الجيل. وفي كل حفل تخرج، وبين كل التصفيق، يتوقع قلبهم الملتهب أن يحظى بقليل من الراحة، ولكن في أغلب الأحيان لا يتحقق ذلك. إن القلب الذي يلهث هو قلب هذا الجيل أيضًا.
إنهم قادة المجتمع في مختلف الميادين: المدراء، والمشرفون، وكبار المسؤولين، والمسؤولون عن المستشفيات والكليات، وقادة الأحزاب، وقادة المجتمعات، وقادة القوات، والعمال المهرة الذين يمكن الوثوق بهم، والسائقون الذين يمكنهم توصيل المركبات إلى وجهتها بأمان. في كل مكان، تنتمي الأيادي الآمنة لأفراد هذا الجيل.
ولكن، هذا التحمل الهائل غالبًا ما يأتي على حساب صحتهم. إنهم الذين يلهثون في طوابير الدفع في المستشفيات، ويبحثون في جيوبهم عن النقود لدفع الفواتير، ثم فجأة في يوم من الأيام، قد يصبحون مرضى في حالة خطيرة يتنفسون بصعوبة في وحدة العناية المركزة. إن مرض السكتة الدماغية يغضب منهم بشكل خاص. فهو يأتي فجأة، يضربهم، ويجعلهم غير قادرين على المشي، ويتركهم كأشبه بالأحياء الأموات. إن الموت المفاجئ هو رفيقهم الدائم، ولذلك ستجدهم بكثرة في صفحات الوفيات.
لكن كل هذا لا يوهن أبدًا من حماسهم أو من عزمهم على تحمل الأعباء. فمحور الأرض الدوار يقع على أكتافهم، ونبع الأرض الذي لا ينضب يكمن في عيونهم. كل فجر جديد هو تذكير لهم بحمل مسؤوليات جديدة على أكتافهم.
لنحيّ هذا الجيل الرائع تحية إجلال.

إغلاق