مقالات
عصر الشخصنة ونقابة الصحفيين المصريين

لاحظت عندما زرت نقابة الصحفيين أن القاعة الرئيسة تحمل لافتة باسم الكاتب الصحفي الاستاذ محمد حسنين هيكل. وربما كانت القاعة من قبل تحمل عبارة شهداء الصحافة المصرية أو بلا اسم لا أتذكر بالضبط .
” بصراحة ”
أحب تسجيل اعتراضي لأسباب عديدة مع تقديري لكتابات الأستاذ هيكل وتحديدا بعد خروجه من
العمل بالصحف وقيادتها
ومرحلة فك ارتباطه الاقوى مع السلطة والحاكم الفرد في البلد ..أي مغادرة رئاسة مجلس الإدارة والتحرير بمؤسسة الأهرام في فبراير 1974.
وأسباب اعتراضي على النحو التالي آملا من يهتم ويقتنع من أعضاء الجمعية العمومية التفضل بالتحرك وجمع توقيعات لإعادة الأمور إلى ما كانت ورفع اسم هيكل والالتزام بالامتناع عن وضع اسم اي كان على القاعة الكبرى للنقابة:
أولا..هذا التطور يحمل شبهة
اختصار للصحافة المصرية في اسم شخص صحفي واحد .. وهي صحافة تاريخيا ثرية الاتجاهات والمدارس وبروادها المهمين.
ثانيا .. هيكل عندما كان ممارسا للعمل والنشر في الصحافة ومسئولا عن قيادتها كانت له مواقف من الديمقراطية وحرية الصحافة ودور النقابات وديمقراطيتها
على الأقل لا تسر.. وهذا لارتباطه
بالسلطة
وصيغة الريس الزعيم
الحاكم الفرد
في عهدي عبد الناصر والسادات
.والارشيفات خير شاهد
ثالثا.. لم يعرف للاستاذ هيكل اي حضور أو إسهام في العمل النقابي وبنقابة الصحفيين ..وهذا باستثناء رسالته المعروفة خلال أزمة القانون 93 لسنة 1995 والجمعية العمومية المفتوحة والمستمرة الانعقاد لنحو عام .. وحتى في هذه المناسبة كلف الزميل العزيز الاستاذ يحيى
قلاش عضو مجلس النقابة حينها بتلاوة الرسالة ولم يحضر الى الجمعية أو النقابة لا لهذا الغرض أو في أي من جلسات الجمعية خلال الأزمة.
وأيضا لم يكن حاضرا بمدى تاريخ النقابة منذ الخمسينيات دفاعا عن حرية الصحافة وحقوق الصحفيين أو استقلال النقابة وفي معاركها
رابعا ..الاستاذ هيكل تورط في فصل زملاء صحفيين أعضاء نقابة وكان زميلنا الراحل الاستاذ سمير تادرس من ضحايا هذا الفصل
التعسفي السلطوي من العمل
بأخبار اليوم ورفع دعوى ضد هيكل أمام المحاكم .. واضع رابط مقال عن الاستاذ سمير يتضمن الواقعة التي جرت نحو منتصف الستينيات .
خامسا .. مواقف الأستاذ هيكل وحضوره الصحفي المهم في الصحافة المصرية منذ الخمسينيات يظل موضوعا خلافيا وسط الصحفيين وأعضاء الجمعية العمومية للنقابة والمؤرخين . ولا يخفى أن بينهم من يراه أضر بحرية ومهنية الصحافة لأسباب عديدة ولا يخفى رواج مصطلحات
الصحفي”
الأوحد” محليا و”البروباجانديست” في نظام
غير ديمقراطي.
كما أن مواقفه من الديمقراطية وحرية الصحافة محل اختلاف من بداية مسيرته زمن ملكية أسرة محمد على إلى ما قبل وفاته
.رحمه الله وبعد 2011.
سادسا .. ثمة من يقول بشبهات تأثير مجموعة
متنفذة من بين المجموعات بالنقابة ذات ميول لعهد عبد
الناصر مع أن هيكل طعن ناصريين كبار في الظهر وحرض عليهم وبرر التنكيل بهم وحبسهم في
حدث السادات
مايو 1971
وقد استمعت من زملاء اعزاء خلال زيارتي للنقابة
يقولون بارتباط بين وضع اسم هيكل على القاعة الرئيسة و بين لون وتماسك هذه المجموعة وتأثيرها على المجلس والنقيب.
…
أخيرا ..
لا أنكر وغيري قيمة كتابات
هيكل
وأهميتها لكن بالأساس غير
الصحفية وبعد مغادرته
الاهرام 74
مع كونها عندي وغيري محل
نقد في جوانب عديدة
ولا أنكر عطاء مؤسسته الصحفية
الخاصة في تدريب الصحفيين
وفي الوقت نفسه أظل ناقدا لاحتكاره و ورثته الأفاضل وثائق ومستندات تخص الاهرام والدولة المصرية والإصرار على استمرار عدم تسليمها لمصادرها واتاحتها. وقد أثرت هذه القضية في حضور الاستاذ هيكل بالأهرام نهاية ربيع
2011
ولم يجب.
.
.. اخيرا لسنا وفي نقابة الصحفيين في حاجة لمزيد من الصنمية و المبالغات والدروشة والشخصنة.
ولو جرى إطلاق اسماء اي من مصطفى وعلى امين أو التابعي أو ابو الفتح أو كامل زهيري أو أحمد بهاء الدين أو عبد الله النديم أو غيرهم على قاعة النقابة الرئيسة الكبرى لكتبت ناقدا معارضا.
..
من فضلكم زملائي الاعزاء قاعة الصحفيين المصريين
بنقابتهم أكبر من اي اسم
وشخص
ويجب ألا يجري تحميلها الاختلافات حول الماضي والحاضر.
فقط كان يكفيها شرفا أن تظل قاعة شهداء الصحافة المصرية
ولو هناك من داخل النقابة أو خارجها من لايروق له تسمية الشهداء هذه لارتباطها بثورة يناير الشعبية المصرية
ممكن اختيار اسماء تشير إلى قيم مجردة
مثل قاعة حرية الصحافة أو الحرية
.. والأمر متروك لزملائي الشباب ومن يود منهم التحرك والضغط لعل هناك من يعود إلى الرشد والتعقل والتجرد.
كارم يحيى
واحد من صغار الصحفيين
العاشر من يوليو 2025
..
رابط مقال
ذكريات الاستاذ عن سمير تادرس
في التدوينة اللاحقة
….
هامش :
عدت لمصر والنقابة خريف 2018 بعد نحو 20 شهرا مراسلا للاهرام بتونس لاجد في مدخل النقابة لافتة بالرخام كبيرة عليها اسم النقيب رئيس مجلس ادارة الأهرام ( طول عمري ضد هذا الجمع المخالف للاعراف واسس العمل النقابي وينتهك قرارات الجمعية العمومية 1979 و ينطوي على تضارب مصالح ) .. اقول عدت لاجد اسم الاستاذ عبد المحسن سلامة على لافتة رخامية كبيرة لمجرد اعادة تأهيل مقر الجمعية الاستهلاكية بمدخل النقابة .. طبعا هذا امر يتجاوز الشخصنة الكارثية عندما كمصريين إلى ما هو اسوأ .. ولا أريد ان أصفه بكلمات يعف عنها اللسان.

