مقالات

الشيخ شوكت علي المولوي في ذمة الله بقلم أ . د . عبد الحفيظ الندوي

انتقل إلى رحمة الله تعالى فضيلة الشيخ الميلابور شوكت علي مولوي، العالم الجليل وكاتب العديد من المؤلفات، وأمين صندوق جمعية علماء جنوب كيرالا لفترة طويلة. نسأل الله أن يتقبله بقبول حسن.
تجربة لا تُنسى ذكرها تلميذه عبد المجيد الندوي :
ذات يوم، جاء أبنائي وأخبروني أن شيخًا مسنًا يبحث عني . عندما ذهبت إلى الباب، لم أصدق عينيّ. فقد كان الأستاذ الميلابور المحترم، الذي طالما نظرنا إليه بتقدير منذ أيام دراستنا، هو الذي جاء بنفسه. جاء ليتحدث عن بعض الأمور المتعلقة بنشر الجزء الثاني من كتاب شرح”مشكاة المصابيح”. شعرت بدهشة كبيرة؛ ففي هذا العمر، جاء هذا الرجل شخصيًا ليتحدث عن أمر يمكن مناقشته عبر الهاتف أو إرسال شخص ما، والأدهى أنه جاء لرؤية شخص مثلي، أصغر منه سنًا. هذا يدل على إخلاصه وتواضعه.
خلال فترة دراستي، صدر الجزء الأول من شرح “مشكاة المصابيح”.
لقد ألف فضيلته أكثر من أربعين كتابًا وألف ورقة بحثية في مجالات تشمل علم الفلك والفقه، ومن أبرز مؤلفاته: ترجمة “كتاب الصوم” إلى الملايالام، وتفسير “الفاتحة”، و “الدين والماديون”، و”مراجعة شاملة للقانون المحمدي”، ترجمة و شرح “مشكاة المصابيح”، و “خلاصة الحساب” (أساسيات علم الرياضيات)، و”نظام المواريث الإسلامي” و”شفاء الأسقام”. يعتبر دليله التعليمي “طريقة التدريس في المدارس الدينية” أول دليل تعليمي للمدارس الدينية باللغة الملايالامية.
على الرغم من وجود العديد من الترجمات الملايالامية لقصيدة الإمام البوصيري الشهيرة في مدح الرسول ﷺ، إلا أن ترجمته تتميز بجمالياتها الأدبية والشعرية. قامت مؤسسة اللغة الكيرالية بنشر ترجمته للبردة بدعم مالي من وزارة الثقافة بحكومة كيرالا. كما حاز كتابه “نظام المواريث الإسلامي” على جائزة خاصة من حكومة كيرالا. وقد لاقت قصته “ثلاثمائة عام في كهف”، التي تدور حول سورة الكهف، اهتمامًا كبيرًا في الأوساط الأدبية في ذلك الوقت. صدرت له أيضًا سير ذاتية تعريفية بالإمام الغزالي والإمام الرازي، بالإضافة إلى العديد من القصائد.
بصفته أحد قادة جمعية علماء جنوب كيرالا، وهي الهيئة العلمية الإسلامية المعتبرة في جنوب كيرالا تحت إشراف علماء أهل السنة ، عمل فضيلة الشيخ الميلابور شوكت علي المولوي أمينًا للصندوق على مستوى الولاية، وأمينًا مؤسسًا لجامعة المنانية، وأمينًا لمجلس تعليم الإسلام لجنوب كيرالا، ورئيس تحرير مجلة “النسيم”. حصل الدكتور محمد طه، الأستاذ بكلية “إم. إس. إم” في كايامكولام، على درجة الدكتوراه من جامعة كيرالا عن بحثه حول خدمات الشيخ المرحوم العلمية المتميزة في الأدب الملايالامي والرياضيات والعلوم الإسلامية.
نسأل الله أن يتقبل هذا العالم الجليل الذي كرس حياته لخدمة العلم، وأن يكرمه في الآخرة بالقبول التام.”
“إنا لله وإنا إليه راجعون.”

اترك تعليقاً

إغلاق