مكتبة الأدب العربي و العالمي

مرّ نبي الله موسى -عليه السلام- بالكثير من المراحل والمواقف والمحطات في حياته

وضعه في اليم وهو رضيع، انتشاله من النهر، تربيته في قصر فرعون، قتله القبطي، هروبه إلى أرض مدين
والحديث في الوادي المقدس، تلقف الألواح على جبل الطور
دخوله مصر،دعوة فرعون ،وعبور البحر، أحداث التيه، وغيرهافإن غضبنا فقد غضب موسى، وإن خفنا فقد خاف موسى، وإن تردّدنا فقد تردّد موسى، وإن تعجّلنا فقد تعجّل موسى، وإن دفعنا الأذى والسوء فقد دفع الأذى موسى ، وإن أخذنا بالشدّة والقوة من دون إثم أو ظلم فقد استخدم الشدّة موسى،وإن نصحنا فقد نصح موسى، وإن أغثنا ملهوف فقد أغاث موسى..سيرته عجيبة، وهي القصة من قصص الأنبياء التي قريبة ومشابهة لحياتنا ،
فكأن الله سبحانه يريد أن يبين لنا أننا لسنا بمختلفين عن صفات موسى، و بأنّه من صفاتنا قريب، ومن حياتنا مشابه ..سيرته التي ملأت صفحات المصحف الشّريف ذكرًا؛ ليست عبثًا ولا سردًا لقصص أمم خالية، وإنما الله سبحانه يريد من نبينا محمد ﷺ أن يأخذ من قصته العبر والدروس،وكذلك أمة محمد من بعده؛ لأجل أن ترى مثالًا مثاليّا ليقتدي الناس فيه من بعده..كذلك قصة استنجاد الإسرائيلي به، فقتل القبطي بغير تعمد منه،
فلم يتوقع -عليه السلام- أن الضربة قد تقتل القبطي
“فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ”
ثم ندم واستغفروالاعتراف بالخطأ وعدم المكابرة، عندما واجهه فرعون بقتله القبطي:
“وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ ”
فقال موسى:
“فَعَلْتُهَآ إِذًا وَأَنَا۠ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ”

و كذلك المرؤوة؛ عندما استفزعت به الفتاتين
“فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ “استخدم اللين والرفق بدعوته إلى الطاغية
” فرعون ”
ثم القوة مع السحرة ولم يخف، وهزمهم بإذن الله،
و الشجاعة والمواجهة حينما طارده فرعون بجيش عظيم
فأصبح البحر أمامه وفرعون خلفه؛
فخوفوه أتباعه ” قَالَ أَصْحَاب مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ”
فقال ” كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهدِينِ”استخدم الشدّة والحزم في حرق العجل عندما عبدوه اليهـ.ود،
وزاد على ذلك بأن رماه في اليم”البحر” و أتلفه، وبنو إسرائيل ينظرون إليه خائفين منه..

“لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا”‏و تنبيه الخضر بأن يأخذ أجرًا من أهل القرية عندما بنى لهم الجدار، وكأن موسى يقصد أنهم أساءوا لنا بلؤمهم
فكان موسى ينبه الخضر أن يأخذ أجرًا منهم على هذا العمل نكايةً بهم!

“فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا*فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا”قُرب حياة هذا النّبيّ الكريم تحديدا، وتشابهه مع بعض مايقابلنا في حياتنا، جعلتنا نحس أنه قريب منّا نحن النّاس العاديّين !
والإنسان ضعيف مهما أظهر من قوة، فإنه يحتاج إلى قدوة يسير بنفس ماسار عليه، لهذا الأمر قصّ علينا الله سبحانه سيرة موسى لنقتدي بأفعاله وبغيره من الأنبياء-عليهم السلام- بكل ثقة، مطمئنين النفوس مرتاحين البال؛ أمام صروف الدهر وتقلبات الأيام..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق