الرئيسيةشعر وشعراء
نجمُ الشمال .. رياض الصالح
رأيتُ الشمسَ تغرُبُ لا تُبالي فَجُلُّ الكونِ .. تسكُنُهُ اللّيالي
وكَم حَشَدَت نجومُ الكونِ جَيشاً وما عَزَمَ السوادُ على ارتِحالِ
ولكن السما قد أبهَرَتني وِشاحٌ .. قد تَزَيّنَ باللآلي
كأنَّ تناغُمَ الضدّينِ شَرطٌ لإبداعٍ .. يؤولُ إلى الجمالِ
رأيتُ العَتمَ في الدنيا يُنادي بأنَّ النورَ .. كارِثَةُ اشتعالِ
فلا نورٌ يُشِعُّ بلا حريقٍ بإفراطٍ يَضيرُ أو اعتدالِ
ولكنَّ الظلامَ بهِ خُنوعٌ وحَجبٌ للحياةِ .. مع اعتلالِ
فكيفَ تطيبُ في الدنيا حياةٌ بلا طيرٍ يغرّدُ في الجبالِ
رأيتُ النورَ مثلَ الضيفِ يأتي ليلبِثَ بُرهَةً قبلَ الزوالِ
تُبَدِّدُ شَمعَةٌ حَلَكَ الظلامِ بِجُهدٍ واحتراقٍ واغتيالِ
فتُتلِفُ نفسَها أمداً وتخبو لتمضي في الغياهِبِ والظلالِ
ولكنّي بصُحبَتِها اشتعلتُ فلمّا فارَقَت .. لَمَعَت نِصالي
رأيتُ الأرضَ ليسَ بها نجومٌ سوى أهل التفاهةِ والضلالِ
هي الأضواءُ والأموالُ تسعى لتقليدِ السماءِ والانتحالِ
لذلكَ إن رأَت عيناكَ نجماً يجولُ بِفِعلِهِ .. لا بالخيالِ
تأكَّد .. أن موطِنَهُ سماءٌ وأنَّ مَكانَهُ .. نجمُ الشمالِ
# بقلمي
# رياض الصالح