مقالات

قراءة في كتاب: القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم، دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة (49)

بقلم: د. محمد طلال بدران - مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلامية

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى. وبعد:
نعود من جديد إلى السلسلة المتعلقة بكتاب الباحث الناقد موريس بوكاي؛ -المُشار إليه أعلاه- ووصلنا إلى العنوان التالي: -تعليقات المفسرين- المًحدَثين على الفترات ما بين آدم وإبراهيم، وما بين إبراهيم وداود، وما بعد فترة داود وصولًا إلى عيسى -عليهم الصلاة والسلام جميعًا-
– في كتاب : إنجيل الطفولة (1967) يُعطي الكاردينال دانيلو قيمة رمزية ذات أهمية كبرى للبيان الحسابي في إنجيل متّى، فهذا البيان في نظره هو الذي يحدد أسلاف المسيح الذين يؤكدهم لوقا أيضًا، إن لوقا ومتّى في نظر الكاردينال دانيلو، مجرّد “مؤرّخان” قاما “بتحقيق تاريخي’ وبما أن نسَب المسيح مقتبس من أرشيف عائلة المسيح إذن لا بد من تحديد أن هذا الأرشيف لم يُعثَر عليه قط.
– يُلقي الكاردينال دانيلو اللعنة على هؤلاء الذين ينتقدون وجهة نظره إذ يقول: “إن العقلية الغربية والجهل باليهودية المسيحية، والافتقاد إلى الحس السامي كل هذا أضل الكثير من المفسرين في تفسير الأناجيل، إذ أسقطوا قاطغورياتهم، كذا الأفلاطونية والعقلانية والهليجية والهيدجرية، ولهذا أصاب الخلط نفوسهم؛ -يريد أن يقول أسقطوا الطهارة من نفوسهم كما هي فلسفات افلاطون وفلسفات الفيلسوفين الألمانيين جورج فيلهم فردريش هيجل، وَ مارتن هايدغر- وواضح تمامًا أن ليس لأفلاطون أو ديكارت أو هيجل أو هيدجر ناقة أو جمل في هذا الموقف النقدي الذي يتخذه القارئ إزاء هذا النّسب الوهمي للمسيح…
– ثم وبعد استطراد يدور حول مثل هذه التناقضات يقول بوكاي معلّقًا على ذلك: ” لا شكّ أن نسَب المسيح في الأناجيل موضوع قد دفع المعلقين المسيحيين إلى بهلوانيات جدليّة متميّزة صارخة تكافئ الوهم والهوى عند كلٍّ من لوقا ومتّى”.
وأما العنوان التالي الجديد الذي وضعه الباحث والناقد بوكاي فهو: (تناقضات وأمورٍ غير معقولة في الروايات)
يحتوي كل من الأناجيل الأربعة على عدد هام من الروايات التي تسرد أحداثًا قد تكون مذكورة في إنجيلٍ واحد فقط، أو تُذكر في عدّة أناجيل، أو فيها كلّها، فإذا كانت مذكورة في إنجيلٍ واحدٍ فقط فإنها تطرح مشاكل هامة، وعلى هذا ففي حالة ما يكون الحديث بعيد المرمى فإن القارئ يُدهش أن مبشِّرًا واحدًا فقط قد ذكَرَهُ وعلى سبيل المثال: صعود المسيح إلى السماء يوم القيامة، يُضاف إلى ذلك أن كثيرًا من الأحداثِ مسرودة بشكلٍ مختلف، وأحيانًا مختلف جدًا لدى اثنين أو أكثر من المبشرين، وكثيرًا ما يُدهَشُ المسيحيون عندما يكتشفوا وجود هذه المتناقضات بين الأناجيل، فقد تكرر على مسامعهم وبكثيرٍ من التأكيد أن كُتّاب الأناجيل كانوا شهودًا معاينين للأحداث التي جرت مع المسيح والتي أخبروا بها المسيحيين في أناجيلهم الأربعة.
– في مقالة الغد بمشيئة الله سوف نبدأ مقالتنا بِ -روايات الآلام- بعد العَشاء الأخير للمسيح -عليه السلام- مع الحواريين فكونوا على موعدنا المتجدد بارك الله فيكم.
– مقالة رقم: (1641)
17. ذو الحجة. 1445 هـ
صباحكم طيب، ونهاركم سعيد
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق