مقالات
سعود الطبية”: احتمالية وجود علاقة وراثية للإصابة بالتشنج الحراري عند الأطفال
د. وسيلة محمود الحلبي
أفادت مدينة الملك سعود الطبية عضو تجمع الرياض الصحي الأول على احتمالية وجود ثمة علاقة وراثية للإصابة بالتشنج الحراري حيث تزداد فرص حدوثها إذا كان أحد أفراد الأسرة المقربين قد أصيب بها .
وأوضحت استشاري ورئيس قسم الاعصاب بمستشفى الأطفال د.أمل القاسمي بأن التشنج الحراري عبارة عن نوبة تشنج قد تحدث عند الأطفال ما بين 6 أشهر إلى 5 سنوات والمصابين بالحمى أو ارتفاع في درجة الحرارة فوق 38 درجة مئوية، و قد تستمر هذه التشنجات لبضع دقائق ومن ثم تتوقف من تلقاء نفسها ولكن قد تستمر الحمى بعد توقف التشنج لبعض الوقت، وقد يبدو التشنج الحراري عند الأطفال خطير ولكن في كثير من الأحيان يتوقف دون علاج ولا يسبب أي مضاعفات أو مشاكل صحية أخرى وإنما قد يشعر بعضهم بالنعاس بعد انتهاء نوبات التشنج الحراري.
وأضافت بالقول: سبب حدوث التشنج الحراري عند الأطفال غير معروف ولكن يرتبط حدوثه مع ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل والتي قد يكون سببها الإصابة بعدوى مثل جدري الماء أو الإنفلونزا أو التهاب الأذن الوسطى أو التهاب اللوزتين، وفي حالات نادرة بعد تناول الطعام.
وأشارت د.القاسمي إلى أن التشنج الحراري عند الأطفال يصاحبه العديد من الأعراض، وقد لا يصاب الطفل بجميع الأعراض، ومنها ارتفاع درجة الحرارة بشكل سريع و فقدانه للوعي أو إغمائه لمدة تستمر من 30 ثانية إلى 5 دقائق تقريبًا، وحدوث تقلص عام للعضلات والتي قد تستمر من 15 إلى 20 ثانية، وأيضًا تقلصات عضلية إيقاعية عنيفة تستمر عادة لمدة دقيقة إلى دقيقتين، وكذلك صرير الأسنان أو الفك وانحراف العين لجانب واحد أو دحرجتها إلى الخلف وفقدان السيطرة على البول أو البراز وضيق التنفس أو صعوبته وازرقاق لون الجلد.
ونوهت د.القاسمي بأنه لا يوجد ما يمكن فعله لوقاية الطفل من الإصابة بالتشنج الحراري؛ ولكن الوسيلة الأسلم هي المحافظة على برودته قدر الإمكان عند إصابته بالحمى والتي ستشعره بالراحة؛ إلا أنها لن تمنع الإصابة بالتشنج الحراري، وأفضل الطرق لخفض درجة الحرارة هي عن طريق خلع الملابس الثقيلة بحيث يرتدي طبقة واحدة فقط، وتغطيته بغطاء خفيف أثناء النوم وتشجيعه على شرب المزيد من السوائل مثل الحليب أو الماء أو العصائر الطازجة، إلى جانب منحه حمامًا فاترًا وتجنب وضعه تحت الماء البارد لأنه قد يسبب ارتفاع في درجة حرارة الجسم، والتأكد من أن الغرفة ليست شديدة الحرارة أو شديدة البرودة، والتي قد تمنحه الراحة مع الحرص على اتباع تعليمات الطبيب بخصوص الجرعة المناسبة، وإعطائه أدوية خافضة للحرارة مثل الباراسيتامول.