نشاطات
الحرب في أوكرانيا، وماذا بعد؟!
بقلم: شاكر فريد حسن
تتصاعد الاحداث وتتسع رقعة الحرب الروسية الأوكرانية، وسط تخوف من حرب عالمية لا تحمد عقباها وبالغنى عنها، أو حتى حرب استنزاف طويلة الأمد ستحدد مصير العلاقات الدولية وبناء التحالفات على مستوى العالم.
ولا شك ان الشعب الاوكراني هو الضحية والخاسر الأكبر في هذه الحرب بشريًا وماديًا، حيث سيحارب بالوكالة عن حلف الناتو الذي يحاول محاصرة روسيا في عقر دارها وإحكام الطوق عليها، وجر روسيا إلى حرب طويلة وفرض عقوبات اقتصادية تضر بها ومحاصرتها وإضعافها.
فروسيا تدافع عن حدودها وامنها القومي والإقليمي وسيادة أراضيها، ولا يمكنها أن تهادن بهذا الخصوص، في ظل التمدد والانتشار غير المعقول للناتو وللوصاية الأمريكية في أوكرانيا.
والحقيقة ان التحالف الامبريالي الاستعماري الغربي هو المسؤول عما يحصل ويجري من تدهور خطير في العلاقات الدولية، نتيجة حالة التردي والاستعلاء والعنجهية والعقلية الاستعمارية، لفرض أحادية القطبية من خلال حروب إجرامية ضد كثير من دول العالم ومصادرة أنظمتها السياسية بالتدخلات العسكرية والضغوطات الاقتصادية، سعيًا لفرض الهيمنة عليها والحيلولة دون إعادة التوازن الذي اختل لعقود بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي.
ولا جدال أن لهذه الحرب تداعيات مستقبلية وتسبب مخاطر على السلم العالمي وستترك آثارًا مأساوية، وخلق أزمات اقتصادية وغلاء في الأحوال والأوضاع المعيشية، لن تكون المنطقة العربية بمنأى عن هذه التبعات واسقاطاتها.
إن أمريكا وحلف الناتو والتحالف الغربي يسعون إلى تقزيم الدور الروسي في الساحة العالمية وتهديد أمنها الاستراتيجي، عن طريق تمدد حلف الناتو. ولكن انتصار روسيا حتى مع استمرار العقوبات لفترة سيؤدي إلى تطور التحالف المناهض للغرب، والذي يضم الصين ودولًا أخرى عديدة متضررة من الهيمنة الغربية، كذلك فإن الانتصار الروسي سيعيد التناقضات بين دول الغرب إلى ما كانت عليه قبل الحرب، وربما يعمقها أكثر من السابق.
الشعوب المحبة للسلام مدعوة إلى التكاتف والضغط على التحالف الامبريالي بقيادة الولايات المتحدة تلبية المطالب الروسية واجهاض هذه الحرب التدميرية ووقفها، كي لا تتوسع أكثر، وكي لا تقود لحرب عالمية ثالثة، ووقف محاولات هذا الحلف الدائمة لإشعال التوترات في مناطق من العالم وتفجير الحروب ودعم منظمات وقوى الإرهاب، بهدف وقف عجلة وحركة التاريخ واستعادة هيمنتها المنفردة على العالم.
من الاهمية التوصل لحلول سياسية بجهود دبلوماسية لوقف الحرب واحترام متطلبات الامن القومي الروسي، واحترام حق كل البلدان في حماية حريتها وسيادة أراضيها وأمنها، ومن هنا يبدأ تصحيح مسار التاريخ، ونهاية القطب الواحد.