اقلام حرة
في مواجهة سياسة الاحتلال
في مواجهة سياسة الاحتلال
بقلم: شاكر فريد حسن
يومًا بعد يوم تتصاعد الانتهاكات الاحتلالية ضد شعبنا الفلسطيني، ونشهد حالة تصعيد وتوتر قائمة نسبيًا في القدس العربية، وذكرت صحيفة “هآرتس” أن الشرطة الإسرائيلية، وكذلك جهاز الشاباك يستعدان لاحتمال تصاعد الاحداث في المناطق الفلسطينية، خصوصًا مع اقتراب شهر رمضان والأعياد اليهودية والإسلامية.
ووفق الصحيفة فإن الشرطة والشاباك يعتبران أن هذه الفترة من أكثر الفترات لإمكانية تفجر الأوضاع حتى بين أوساط الداخل الفلسطيني، مشيرة إلى تقديرات أمنية بأنه في حال اندلعت مواجهات بالقدس والداخل فإنها ستبقى محدودة ولن تؤدي إلى تصعيد أمني واسع كما جرى مع غزة في أيار من العام الماضي، ولكن كجزء من العبر والدروس المستفادة والتقييمات السابقة فإن النقاشات الداخلية لا تستبعد احتمال انضمام غزة للتصعيد.
المؤسسة الاحتلالية تعمل في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بالحرب الروسية- الأوكرانية، على تصعيد انتهاكاتها وجرائمها بحق الفلسطينيين دون ان يحرك المجتمع الدولي ساكنًا، هذا المجتمع الذي يتصف بازدواجية المعايير والكيل بمكيالين، فهو مع أوكرانيا ضد روسيا، وفي الوقت نفسه يدعم ويساند دولة الاحتلال والعدوان، التي تمارس سياسة الابرتهايد العنصرية ضد شعبنا.
وما دام العالم يدعم دولة الاحتلال، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، التي عاثت دمارًا وخرابًا في العراق وسورية، فمن الأجدر عدم الرهان والتعويل على أمريكا والدول الأوروبية الغربية التي ثبت بالدليل القاطع إنها لا تفعل شيئًا سوى بيانات الشجب والإدانة والاستنكار ليس إلا، وفي الوقت نفسه تقدم الدعم الكامل للمؤسسة الاحتلالية الإسرائيلية، رغم أن منظمة أمنستي وسواها من منظمات دولية اعتبرت إسرائيل دولة ابرتهايد.
وعليه، فليس أمام شعبنا وقيادته وجميع فصائله الوطنية والإسلامية سوى الاعتماد على النفس، والعودة للمقاومة الشعبية المشروعة، فهي السبيل الوحيد لدحر الاحتلال وإنقاذ شعبنا من ممارساته القهرية والتعسفية، وذلك يتطلب إنهاء حالة الانقسام المعيب والمدمر، وتوحيد الجهود الوطنية والساحة الفلسطينية سياسيًا وجغرافيًا، على أساس برنامج عمل توافقي واستراتيجية فلسطينية واضحة تستند على الثوابت الوطنية الفلسطينية، واعلاء مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والحزبية.
إنها فرصة سانحة لتحقيق ذلك، خصوصًا أن الدولة الجزائرية تعمل وتسعى من أجل وضع حد للحالة الانقسامية والتشرذم الفلسطيني، الذي ألحق الأذى والضرر بشعبنا وقضيته الوطنية التحررية، وجعلت أنظمة عربية ودولًا خليجية تقدم على التطبيع مع دولة الاحتلال رغم سياستها العنصرية وجرائمها الدموية المتواصلة بحق شعبنا واستمرار الاعتداءات والاقتحامات للمسجد الأقصى وباحاته.