اخبار اقليميه
بذكرى حرب أكتوبر.. مصر للطيران تعبر سماء إسرائيل لأول مرة رسميا
القاهرة ـ قبيل ساعات من انطلاق احتفالات ذكرى عبور الجيش المصري خط بارليف لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، عبرت طائرة تابعة لخطوط شركة مصر للطيران الحكومية، السماء لتهبط في مطار بن غوريون الإسرائيلي قادمة من القاهرة.
وثمّن المتحدث باسم هيئة الطيران المدني الإسرائيلي عوفر ليفلر هبوط الطائرة أمس الأحد، واصفا الحدث بأنه سابقة تاريخية، بينما أشارت تقارير صحفية إلى أن الطائرة تجارية، وهي الأولى التي تحمل شعار الشركة المصرية بشكل علني، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت.
وقالت قناة “كان” الإسرائيلية، إنه اعتبارا من اليوم ستقوم مصر للطيران بتسيير 4 رحلات أسبوعيا بين المطار الإسرائيلي والقاهرة.
وهذه المرة الأولى التي تصل فيها طائرات مصر للطيران حاملة شعار الشركة الرسمي، فيما كانت في السابق تصل دون شعار أو تحت اسم شركة تابعة أنشأتها مصر للطيران تسمى طيران سيناء، بهدف تسيير رحلات جوية بين البلدين، تجنبا لظهور شعار شركة الطيران المصرية الرسمية.
ومع تفشي أزمة كورونا، تم تخفيض رحلات “طيران سيناء” إلى إسرائيل بشكل كبير، بل إنها توقفت في بعض الأحيان.
صدمة
وأعرب مغردون عن الصدمة من الخبر، خصوصا بالنظر إلى توقيته حيث اعتبروا أن تزامن الحدث مع احتفالات مصر بذكرى الانتصار على إسرائيل، في أكتوبر/تشرين الأول 1973 لا يخلو من دلالة، بحسب نشطاء.
وقال الكاتب والناشط في مجال مقاومة التطبيع محمد سيف الدولة إن “عودة شركة مصر للطيران لتنظيم رحلاتها إلى مطار بن غوريون، بعد توقف بسبب كورونا، ليست متغيرا جديدا”.
وأضاف سيف الدولة “منذ أن ذهبت طائرة رئيس الدولة المصرية إلى القدس المحتلة عام 1977، وذهاب الدولة كلها إلى اتفاقيات كامب ديفيد 1978، ومصر ليست بخير”.
ويأتي هبوط طائرة مصر للطيران بعد أسابيع من محادثات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الشهر الماضي في شرم الشيخ، حيث صرح بينيت بأنه والسيسي “أسسا لعلاقات عميقة للمستقبل”.
وبحث السيسي مع بينيت على مدى اللقاء الذي استمر لـ3 ساعات في منتجع شرم الشيخ، التعاون الثنائي وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، بحسب بيان لمكتب بينيت آنذاك.
وقال مراقبون إن الهدف سياسي لا اقتصادي كما هو معلن بدعوى نقل السائحين بين البلدين، وبرر هؤلاء ذلك بأن طيران سيناء والشركة الأخرى كانا يقومان بمهام نقل السائحين بين البلدين دون أزمة منذ فترة.
ويزور آلاف السياح الإسرائيليين مصر سنويا بما في ذلك شبه جزيرة سيناء ومنتجعات البحر الأحمر. وأعلنت إسرائيل أن عدد السياح الإسرائيليين الذين زاروا شواطئ سيناء المصرية، تجاوز 70 ألف سائح خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين، “قدموا للتمتع بما تعرضه هذه الشواطئ من الجمال والاستضافة الرائعة”.
لا دهشة
في هذا السياق، يقول مدير المعهد الدولي للعلوم السياسية والإستراتيجية ممدوح المنير، إن حط طائرة مصر للطيران في تل أبيب “لا يثير الدهشة أو الاستغراب فقد تجاوزت البلاد هذه المرحلة بكثير”، حسب تعبيره.
وتابع المنير بحديثه للجزيرة نت أن البعد الاقتصادي ليست له قيمة في حسابات السلطة هنا، مضيفا أن “توقيت الإعلان هو رسالة ضمنية بذكرى انتصار أكتوبر”.
وأبرمت مصر وإسرائيل اتفاق سلام عام 1979، انسحبت بموجبه إسرائيل من أراضي سيناء كافة، باستثناء قرية أم الرشراش التي تحولت لميناء إيلات.
ولم تبرح مظاهر التطبيع الشكل الرسمي، فيما استمرت المقاومة الشعبية للتطبيع وتمثلت في إعلان نقابات وأحزاب ومؤسسات شعبية مقاطعتها لأي نشاط إسرائيلي، وإن برز التطبيع بين مصر وإسرائيل بشكل واضح في المجال الزراعي في فترة من الفترات.
وعقب ثورة يناير/كانون الثاني 2011 تصاعدت حدة الهجوم على التطبيع حد اقتحام متظاهرين مقر السفارة الإسرائيلية بقلب القاهرة وإسقاط العَلم المثبت بشرفة السفارة.
وصعّد الرئيس الراحل محمد مرسي من لهجة الانتقاد لسياسات إسرائيل وعدوانها على غزة خلال سنة حكمه، إلا أن معارضيه يستعيدون خطابا مرسلا من الرئاسة لرئيس الوزراء الأسبق شيمون بيريز يذكر فيه اسمه مسبوقا بكلمة “عزيزي”، وهو ما وصفه مؤيدو مرسي بأنه كان إجراء شكليا بروتوكوليا تم استغلاله لتشويه الرجل.