مقالات
أهداف زيارة بينيت لواشنطن بقلم: شاكر فريد حسن
الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس الحكومة الاسرائيلية نفتالي بينيت إلى الولايات المتحدة الامريكية، منذ انتخابه، هي بلا شك زيارة تاريخية ومهمة بالنسبة لإسرائيل. ومن خلال هذه الزيارة يريد بينيت أن يثبت لحكومته ولمعارضيه أنه يميني متطرف أكثر من بنيامين نتنياهو.
ويسافر بينيت إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن دون أن يكون في جعبته سياسة واضحة المعالم تجاه مختلف القضايا العالقة، خصوصًا في المجال الإيراني، لكن الشيء الوحيد الذي يحركه هو الحفاظ على الائتلاف الحكومي الحالي، خشية انهياره، الامر الذي يجعل زيارته تحمل أهدافًا غير محددة للغاية.
ولعل من أولويات بينيت في هذه الزيارة هو ترميم وإصلاح العلاقة الخاصة مع الحزب الديمقراطي في أمريكا، وإعادة العلاقات الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى ثوابتها، التي تعرضت لهزة وتدهور كبير خلال فترة حكومات نتنياهو التي استمرت عقدًا من الزمن، علاوة على أيجاد سند داعم لحكومته، وتقديم استراتيجية شاملة لمواجهة إيران، وإقناع الإدارة الأمريكية بالعدول عن المسار الدبلوماسي معها.
ووفق مسؤول إسرائيلي أنه بعد اللقاء الذي جمع بينيت بمسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” نجح بينيت بتغيير الخطاب ووضع إيران على رأس سلم الأولويات في جدول الاعمال في لقائه مع بايدن.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية، فحال وصول بينيت إلى واشنطن أعلن انه لا سلام مع الفلسطينيين، وإنه سيواصل سياسة توسيع المستوطنات قائلًا:” أن إسرائيل ستستمر في السياسة المعيارية للنمو الطبيعي”، مؤكدًا على أن الحصار المفروض على قطاع غزة سيبقى حصارًا على حماس وإنه على استعداد لشن عملية عسكرية حربية أخرى على قطاع غزة.
ويبدو أن بينيت لم يفهم ولم يستوعب حتى الآن أن تهميش القضية الفلسطينية هو أمر مستحيل، لأنها تحظى بدعم ومساندة العالم، ورفضه إقامة دولة فلسطينية في المناطق المحتلة العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتوصل مع سلام عادل وشامل مع الفلسطينيين، سيمنع الحدث التاريخي في المنطقة.
والسؤال: هل يحقق بينيت هدفه زيارته إلى واشنطن؟ هذا سنعرفه بعد اللقاء المرتقب بينه وبين الرئيس الأمريكي جو بايدن، والذي تأجل بسبب التطورات في أفغانستان.