خواطر
همسات للاباء والامهات … كفرقرع توشحت بالسواد على شباب اصحاب خُلق ودين فمن المسؤول ؟
فاطمة ابوواصل اغبارية
امتلأت صفحات الفيس ليل الأمس واليوم كما في مرات سابقة بالألم والحزن والاستنكار شباب في عمر الزهور لا ذنب لهم يذبلون فمن المسؤول !!!
هل الشرطة أم التربية ! التي تربى عليها جيل بأكمله لنقف ونتأمل ونراجع أنفسنا لعل سلسال الدم يتراجع
التربية أساس
إن تربية الآباء للأبناء اليوم تتعرض لمخاطر كبيرة أهمها ، تقصير الأبوين المكلفين بالتربية نهج التعليم الحالي الذي أغفل جوانب مهمة في تربية الأولاد وهنا أيضاً الآباء مذنبون لأن المعلم سيعاقب ويطرد من عمله اذا حاول ان يصحح مسار وتربية الطفل ، فنهج التعليم اليوم لم يحط الإحاطة الشاملة التي تلبي حاجة الإنسان الروحية والفكرية والخلقية والجسدية.
المعلمون تركوا المجال أمام دعاة الغزو الفكري والأخلاقي لبث سمومهم وترويج أفكارهم ليعملوا على هدم أخلاق الناشئين وتحطيم قيم أبناء الجيل. وهذا بالطبع ليس ذنبهم فالوالدين لهم بالمرصاد
إن من أعظم ما افترضه الله علينا تجاه نعمة الذرية أن نقوم على أمرتربيتهم, وتعاهدهم بما يصلح لهم أمور دنياهم وآخرتهم, قال تعالى: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الحياة الدنيا ﴾ {الكهف:46}.
فالأبناء أمانة ومسؤولية ، يقول عليه الصلاة والسلام: “كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، فالْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولة عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ”
ويقول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾ {الطور:21}.
فالله تبارك وتعالى يعلمنا أن الذرية إذا كانت في درجة نازلة عن ذرية الآباء في الجنة فإنهم يلحقون بهم في الدرجات العليا, حتى يحصل الاجتماع في الآخرة كما حصل الاجتماع في الدنيا.
قال الإمام الغزالي – رحمه الله تعالى -: (الصبيُّ أمانةٌ عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرةٌ نفيسةٌ خاليةٌ عن كل نقشٍ وصورة، وهو قابلٌ لكل نقش، ومائلٌ إلى كل ما يُمالُ إليه، فإن عُوِّد الخيرَ نشأ عليه، وسَعِدَ في الدنيا والآخرة أبواه، وإن عُوِّد الشر وأًهْمِلَ إهمال البهائم، شَقِيَ وهَلَكَ،وكان الوزر في رقبة القيِّم عليه. وكما أن البدن في الابتداء لا يخلق كاملاً، وإنما يكمل ويقوى بالغذاء، فكذلك النفس تخلق ناقصة قابلة للكمال، وإنما تكمل بالتربية، وتهذيب الأخلاق، والتغذية بالعلم
نحن غفلنا عن المنهج الإسلامي في التربية بل اقول أضعناه والذي يولي تربية الأولاد أهمية بالغة- ويمتاز عن غيره من النظريات بالشمول والتوازن والواقعية ووحدة التلقي.
هذه الأسباب وغيرها أدت ولا تزال تؤدي دورها في إضاعة عقول أبنائنا وإبعادهم عن قيمهم وأخلاقهم.
إن بعدنا عن ثقافتنا وهجر أساليب تربيتنا أورث أبناءنا ضعف الإرادة وفراغ العقل وخواء الروح…
إن إهمال الطفل وعدم تربيته تربيةً صالحةً مستمدةً من الكتاب والسنة منذ نعومة أظفاره لها أثر سيئ على سلوكه، حيث إن الطفل الذي لم يتلق تربية صالحة فإنه عندما يكبر ويشب, يقع في المحرمات والموبقات, ويعق والديه ولا يبرهما, ويقطع الأرحام ولا يصلها, ويضر المجتمع بأكمله
قَالَ عُثْمَانُ الْحَاطِبِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ لِرَجُلٍ: ” أَدِّبِ ابْنِكَ، فَإِنَّكَ مَسْؤول عَنْ وَلَدِكَ، مَاذَا أَدَّبْتَهُ ؟ وَمَاذَا عَلَّمْتَهُ، وَإِنَّهُ مَسْؤول عَنْ بِرِّكَ وَطَوَاعِيَتِهِ لَكَ ”
وقال أحد السلف:
“إن الأخلاق وهائِب ، وإن الّله إذا أحب عبده وهبه منها ” ..ولما سُـئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة قال :
“تقوى الله و حُسن الخُلق” ..
••ليست الأخلاق أن تُعطي من حولك في حال هدوئِك ورضاك وكل حقوقك مُستوفاة وإنما مِقياس الأخلاق الفاضلة أن تظلَّ أنت أنت ..! تربي ابنك كما ربى حدك أباك ان تبقى
ثابتٌ على خلُقك وصبرك ومعروفك وإحسانك ، وترفّعك عن السفاسف وأنتَ في أصعبِ المواقف وأشدّها على نفسك!!! ان لا تلهيك الحياة الدنيا عن بيتك وتربية الابناء ، فالصفوة من الخلق لا تتغير صفاتُهم حتى لو تغيّرت أحوالهم وظُروفهم ..
إن العودة إلى معين التربية الإسلامية وعودة الأبوين والأسرة لتولي مسؤوليتهما تجاه أبنائهم وعودة المربين المسلمين للأخذ بأساليب التربية الإسلامية الصحيحة، التي تعني بتربية النفوس عنايتها بتربية العقول والأجسام هو الطريق الصحيح الذي يصنع الجيل الصاعد
فالكريمُ يظل كريمًا حتى لو افتقر ، والعزيزُ يظل عزيزًا حتى لو قُهِر ،
المُوفَّق هو الذي إذا توقفتْ أنفاسه، لم تتوقف حسناته . .
مسافرٌ أنتَ والآثارُ باقيةٌ
فاترك وراءك ما تحيي به أثر
رحم الله ضحايا ذهبت دون ذنب سوى اننا لم نربي ابناءنا. وانشغلنا عنهم في الجري وراء الحياة الدنيا فخسرنا الدنيا ومن بعدها الآخرة