نشاطات

الأديـــــــــــــــب وصـــــــــفي المشـــــــــهـراوي

( استأذنَتْ عفيفة مُجلببة برداء عفّتها ونقاب نضرتها لتسألني سؤالاً : هل لك أن تشرح لي معنى المثل الشائع : عاش من بكّاني وبكى عليّا . ولا عاش من ضحَّكْني وضحك عليّا ؟!! قلت لها وأنا أغض طرفي : يا أُخَيَّة : هذا المثل من الوضوح بحيث لا يحتاج الى تفسير . قالت : أنا أعرف أن من يتعامل مع الحروف يعرف تفسيراً من وراء السطور وأحيانا يأتي بالمعاني من خارج النص . ويقرأ ما بين السطور . ولعلي أعرف شيئاً جديداً من تفسيره غير الذي اعتدنا عليه . قلت لها : تالله إنك لأديبة أريبة ولعلك ممن يعرف القوس وباريها وتعرفين من أين تؤكل الكتف ؟ قالت : ألم أقل لك أنك ممن يتقن سبك الحرف الجميل ؟ قلت لها : ذاك مثلُ من أعظم ما قيل في باب النصيحة ولو تدبّره الناس جيداً لقلّتْ أخطاؤهم ! قاطعتني قائلة : أخطاؤهم أم أخطاءهم ؟ قلت لها : أخطاؤهم لأنها فاعل . قالت : جميل . قلت لها : فلو تدبر الناس معنى ذاك المثل لأخذوا بنصيحة المخلص ولو كانت مريرة ذات طعم مرير ! فكلام المُحِبّ لو أبكاك فهو من باب النصيحة حتى لو لم يرقُ لك سماعه ! لكن من يصفق لك على عمل خبيث كي تقوم به ويمدحك بالبطولة وهو الجُبُن بعينه فهو ممن يجلب لك المصيبة لأنه دلّك على شؤم الطالع ولؤم الطابع والنهاية الفشل المؤكد . فمن نصحك مثلاً بتفتيت الشعب والتمييز بينه فقد جلب لك وللوطن غراب البين ولن يكون هناك بلابل تشقشق على أغصان الوطن اذا كان الغراب دليل الأمة الممزَّقة ! يا أُخية : أبناء الوطن كفسيفساء رائعة كلما تماسكت عناصرها ازداد رونقها وبهاؤها قاطعتني قائلة : بهاؤها أم بهاءها ؟ قلت لها : بهاؤها لأنها فاعل . قلت لها : أفهمت يا ابنتي كيف يكون المحب الباكي والمُبْكِي وكيف يكون الحاقد الضاحك والمُضْحك ؟ شتان شتان ما بين الثرى والثُّريّا !! قالت : زادك الله ألقاً ولااراك الله يوماً أرقا . وافترقنا وما أضحكني مقاطعتها ولا أبكاني سؤالها ! المهم أنني أديت مهمة الجواب ومن الله الصواب ! ( الأديـــــــــــــــب وصـــــــــفي المشـــــــــهـراوي )

مقالات ذات صلة

إغلاق