شعر وشعراء

طالِبَةٌ تَعْشَقُ اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّة أَرْسَلَتْ إلَيَّ نَثْرِيَّةً جَميلَةً عُنْوانُها “عُروقُ الْحِياةِ”. إنَّها تُحِسُّ بِاللُّغَةِ تَتَغَلْغَلُ في نَسَغِ الرُّوحِ ، وفي شَرايِينِ الْجَسَدِ.

أ. د. لطفي منصور

هَذا الْعِشْقُ لَيْسَ ادِّعاءً، قّدْ بانَ صِدْقُهُ في جَمالِ الْعِباراتِ، وَدُرَرِ الْكَلِماتِ،: وَخَصائِصِ اللُّغَةِ وَالصِّفاتِ، وَذِكْرِ الْكِنايَةِ وَالِاسْتِعاراتِ.
وَطَفَتْ بَلاغَةُ الأُسْلوبِ عَلَى أَديمِ النَّثْرِيَّةِ فَزادَتْها جَمالًا أَخّاذًا مِثْلُ “هِيَ سِرُّ الْإلَهِ في عُروقِ الْحَياةِ”، أوْ “رَشْفَةُ ماءٍ عَلَى شَفَتَيِ الظَّمْآنِ” فَهُنا يَكْمُنُ الإبْداعُ، وَحَلاوَةُ التَّعْبير.

– أَعْشَقُ لُغَةً اسْمُها الْعِرَبِيَّةْ
إذا عَزَفْتُ عَلَى وَتَرِ حَرْفِها
تَصِيرُ كَلِماتُها حُزْمَةَ أُغْنِياتْ
هِيَ سِرُّ الْإلَهِ في عُروقِ الْحَياةْ
لُغَتِي! يا لَسْعَةَ نارٍ في الِاسْتِعاراتْ
وَالْبَيانُ مِنْكِ
رَشْفَةُ ماءٍ عَلَى شَفَتَيِ الظَّمْإنْ
تَشْبيهاتُكِ شَمْسُ الصَّباحاتْ
وَالْكِنايَةُ أُمَّةُ الضّادْ
أَنْجَبْتِ فُرْسانًا امْتَطَوْا صَهْوَةَ الْحَضاراتْ
وَنِساءً رَضِعْنَ الْبُطُولَةَ
دُرَّةً عَلَى جَببنِ الزَّمانْ
أَيُّها الْعَرَبُ يا فَخْرَ الْأَمْجادْ
لُغَتي جَحيمُ الْباطِلِ
وَجَنَّةُ الْحَقِّ
تُوِّجَتْ “السُّلْطانَةُ الْأُمُّ”
في مَمالِكِ الثَّقافاتْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق