مكتبة الأدب العربي و العالمي

بنت_الدراز الجزء الثالث والاخير الاخير

ذات صباح اسيقظت بنت الدراز كالعادة؛ وأعدت وجبة الفطور، ثم ذهبت لإيقاظ المرأة العجوز، لكنها لم ترد على نداءها، فقد سلمت روحها إلى بارئها، فخرت بنت الدراز حزينة باكية بكاءاً  شديداً فقد أضحت وحيدة لا أنيس ولا جليس في منزل لائذ وسط الغابة؛ لا هي تعرف الطريق إلى والدها، ولا هو يدري أي طريق يقود إليها ..
مضى يوم ويومين وبنت الدراز ينال منها الجوع والبرد؛ وفي اليوم الثالث سمعت صوت صهيل وخطوات حصان يقترب من المنزل؛ حتى وصل إلى جنب الباب، فخرجت بنت الدراز قائلة : من تكون يا خلق الله؟ إذا كان نواك الغدر بأصحاب المنزل؛ فإن صاحب الغدر خاسر مهما ربح.
رد عليها الغريب : أنت الغادرة هنا؛ فهذا منزلي. فعرفت بنت الدراز أنه ابن المرأة العجوز؛ فرحت بقدر حزنها. لأن أمه الذي جاء إليها قد ماتت. ذهبت حياة وآتت حياة
ظن السيد بأن بنت الدراز هي من قتلت أمه؛ حتى سمع منها كل ما حدث فترة غيابه وأنها كذلك مثل أمه ضريرة.. وسلمت له الخاتم المذهب الذي كانت تكنزه العجوز له منظرة عودته، قبل أن تسلمه لبنت الدراز.. قال لها : إن الخاتم اﻵن لك. تخيلي معي أنك تشاهدين أشجار الغابة وبديع الزهور وألوان السماء
ردت عليه : أنا أرى في الظلام؛ فالذي أخذ مني البصر عوضني البصيرة، إني أرى في أحلامي أبي وقبيلتي وكل أحبابي.
قال لها : هذا الدواء الذي جلبته لتستعيد بها أمي بصرها، فلم يذهب مجهودي هباء ولا ضاع هذا الدواء ، فهو اﻵن من نصيبك.. هذا الماء رش به وجهك وألقي منه قطرات في عينيك تسكن الرؤيا عينيك بحول الله .
كذلك فعلت بنت الدراز، فسكن النور عينيها؛ واستحالت الظلمة ضياء؛ قفزت من مكانها وهرولت نحو الغابة لرؤية الحياة..
ركبت بنت الدراز الحصان رفقة ابن المرأة العجوز فانصرفا في البحث عن قبيلة الدراز حتى وصلا إليها، واكتملت فرحة بنت الدراز وزادت بلقاء والدها حيا، فتعانقا عناقا متماديا ممزوجا بدمع حار ملتاع.. كم كانت سعادة الدراز غامرة لا تحدها بعد الزرقة في السماء؛ برؤية ابنته عائدة وهي تنظر إلى وجهه بصيرة.. فنالت الأفراح أرقى مراتبها عندما طلب ابن المرأة العجوز من الدارز يد بنته لزواج.. فوافق الدراز للتو واللحظة قائلا : لن أجد خيرا منك ليكون زوجاً لإبنتي  الوحيدة .. فتعالت الزغاريد صادحة في القبيلة.

هكذاأ بصرت بنت الدراز شعاع الحياة بعد ليل طويل.

من قصص حكايا العالم الاخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق