مقالات

قراءة في كتاب القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم، دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة (10)

بقلم: د. محمّد طلال بدران -مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلاميّة-

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
مقدمة الكتاب (4)
– نستمر وإياكم مع مقدمة كتاب العلّامة الباحث موريس بوكاي -رحمه الله تعالى- يقول بوكاي: “لقد اعتَبر الإسلامُ على الدوام كما فعل القديس اوغسطين بالنسبة للتوراة، أن هناك اتفاقًا بين معطيات الكتاب المقدس والواقع العلمي، وأن دراسة نص القرآن في العصر الحديث لم تكشف عن الحاجة إلى إعادة النظر في هذا، وسوف نرى في القادم أن القرآن يثير وقائع ذات صفة علمية، وهي وقائع كثيرة جدًا خلافًا لقلّتها في التوراة إذ ليس هناك أي وجه للمقارنة بين القليل جدًا لما أثارته التوراة من الأمور ذات الصلة العلمية، وبين تعدد وكثرة الموضوعات ذات السمة العلمية في القرآن، وأنه لا يتناقض موضوع ما من مواضع القرآن العلمية مع وجهة النظر العلمية، وتلك هي النتيجة الأساسية التي تخرج بها دراستنا”.
– يضيف بوكاي في مقدمة كتابه قائلًا: ” لقد قمت أولًا بدراسة القرآن الكريم، وذلك دون أي فكرٍ مسبق وبموضوعية تامة باحثًا عن درجة اتفاق نص القرآن ومُعطيات العلم الحديث، وكنت أعرف قبل هذه الدراسة، عن طريق الترجمات، أن القران يذكر انواعًا كثيرة من الظواهر الطبيعية، ولكن معرفتي كانت وجيزة، وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد الانتهاء منها أن القرآن لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث، وبنفس الموضوعية قمت بنفس الفحص على العهد القديم والأناجيل، أما بالنسبة للعهد القديم فلم تكن هناك حاجة للذهاب إلى أبعد من الكتاب الأول؛ -سفر التكوين- فقد وجدت مقولاتٍ لا يمكن التوفيق بينها وبين أكثر معطيات العلم رسوخًا في عصرنا”.
– ويضيف بخصوص الأناجيل ما خلص إليه بقوله: “أما بالنسبة للأناجيل فما نكاد نفتح الصفحة الأولى منها حتى نجد أنفسنا دفعة واحدة في مواجهة مشكلةٍ خطيرةٍ ونعني بها شجرة أنساب المسيح -عليه السلام- وذلك نص إنجيل (متّى) يناقض بشكلٍ جليٍ إنجيل (لوقا) وأن هذا الأخير يقدم لنا صراحة أمرًا لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الأنسان على الأرض..”
وللحديث بقية في مقالة الغد بمشيئة الله تعالى فكونوا على موعدنا المتجدد بارك الله فيكم.
– مقالة رقم: (1599)
03. ذو القعدة. 1445 هـ
صباحكم طيب، ونهاركم سعيد
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق