الرئيسيةمقالات

قال إن “السلام مع الأردن لا يهمنا”.. هل يُنهي نتنياهو العلاقة مع الأردن؟

حبيب أبو محفوظ (عمّان)
بدا الهجوم الذي شنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول علاقة بلاده الدبلوماسية مع الأردن مثيراً للاستغراب. إذ أشار إلى أن إلغاء اتفاقية “وادي عربة” للسلام الموقعة ما بين عمان وتل أبيب في العام 1994، بات أمراً ثانوياً بالنسبة له، وشأن لا يهم الإسرائيليين.

موقف إسرائيلي متغير

وأضاف نتنياهو خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة “ماكور ريشون” اليمينية العبرية، إنه سينفذ “صفقة القرن” وسيضم مناطق في الضفة الغربية إلى تل أبيب، وإن احتمال حل السلطة الفلسطينية، وإلغاء الأردن لاتفاقية السلام معنا “لا يهمّنا”.

الموقف الإسرائيلي الجديد بات متغيراً لجهة العلاقة مع الأردن، بحسب مراقبين تحدثوا لـ “قدس برس” بالقول إن “الإسرائيليين لم يعدوا يهتموا بعلاقاتٍ إيجابية مع الأردن كما الماضي”.

ورأوا أن تل أبيب باتت تعتقد أنّها لم تعد بحاجة إلى البوابة الأردنية للذهاب إلى دول الخليج من جهة، وإلى أنّها لم تعد مهتمّة بعملية السلام من جهة أخرى.

مع الإشارة إلى أن الجانب الإسرائيلي مهتمّ بالاستيطان وكيفية تكريس احتلاله للضفة الغربية والقدس، وهو الأمر الذي يتعارض كلّيا مع المصلحة الأردنية.

تداعيات كارثية

من جانبه، أشار الكاتب المختص بالشؤون الإسرائيلية، صالح النعامي، في تصريحٍ خاص لـ “قدس برس” أن على الجانب الأردني أن يتخذ جملة مواقف تكون أكثر جدية في مواجهة الاستفزازات الإسرائيلية تحديداً من بنيامين نتنياهو.

وقال: “تداعيات تطبيق صفقة القرن على الأردن كارثية”. مبدياً استغرابه من “سلوك الأردن كما بقية الدول العربية والسلطة الفلسطينية الذي لا يمثل تحديًا للكيان الصهيوني يمكن أن يجعله يعيد حساباته”.

وأضاف: “حكومة نتنياهو تتعمد تشويه سمعة الأردن والطعن في مواقفه، ومؤخراً ضم نتنياهو أحزاباً يمينية تنادي علنا بأن الأردن هو الدولة الفلسطينية، مثل حزب البيت اليهودي، الذي يقوده وزير الحرب نفتالي بنات”.

محاكمة نتنياهو

النائب صالح العرموطي رد على تصريحات نتنياهو بالقول إن “رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو خرج عن كافة قرارات الشرعية الدولية فيما يتعلق بغور الأردن، أو حتى ممارسات حكومته سياسة التهويد في القدس المحتلة”. مطالباً بمحاكمته لأنه أخل بالسلم الاجتماعي العالمي.

وأفاد العرموطي في تصريحٍ لـ “قدس برس”: “يجب علينا جمعياً اليوم أن نقف صفاً واحداً في مواجهة الخطر الصهيوني، وعلى الحكومة العمل بشكلٍ فوري بطرد سفير كيان الاحتلال من عمان، وإلغاء اتفاقية الغاز ومراجعة كافة الاتفاقيات الموقعة مع العدو”.

وحذر في الوقت ذاته من “الخطر الحقيقي الذي يشكله احتلال غور الأردن، وتأثيراته الاقتصادية السلبية على الأردن”.

وكان نتنياهو قد قال مؤخراً إنه لا يوجد مصالحة حقيقية مع الأردن ومصر على الرغم من توقيع معاهدات السلام وذلك بسبب القضية الفلسطينية.

وأردف: “العمل المشترك مع واشنطن قد بدأ، ينبغي أن ندرك أن الحديث يدور عن منطقة كبيرة (غور الأردن) وطول حدودها 800 كيلومتر”.

وكان عوزي دايان، نائب رئيس الأركان في القيادة المركزية لحكومة المنطقة ومستشار الأمن القومي السابق ورئيس بعثة الدفاع للتفاوض على السلام مع الأردن، قد أكد بأن “للأردنيين مصلحة، بشكل غير رسمي، بالطبع، في الوجود الإسرائيلي في غور الأردن، والذي سيشكل حاجزاً بينهم وبين الفلسطينيين في الضفة الغربية”.

ويرى أن مثل هذا العازل الإسرائيلي، حتى من وجهة نظرهم، مفيد وحيوي حتى من وجهة نظر الأردنيين لتجنب الربط بين فلسطينيي الضفة الغربية وفلسطينيي الأردن؛ وهو تواصل قد يهدد النظام، بوجود أغلبية فلسطينية في الأردن ووجود قوي للإخوان المسلمين إضافة إلى نحو مليون لاجئ من سوريا والعراق، وبالتالي فإن التهديدات الداخلية لا تقل خطراً عن التهديدات الخارجية، -على حد وصفه.

تهديدات بلا قيمة

في المقابل يؤكد الكاتب الأردني ماهر أبو طير أن “الدولة العميقة في إسرائيل تعتبر أن كل التهديدات الأردنية بشأن مستقبل العلاقات الدبلوماسية مع الإسرائيليين مجرد كلام في الهواء”.

وأوضح: “هذا الرأي يستند إلى رؤية محددة تقول إن الأردن أضعف بكثير من الوقوف في وجه إسرائيل القادرة على تهديد أمنه واستقراره وإغلاق بوابات كثيرة في وجهه في الولايات المتحدة والعالم، وإنه بدون إسرائيل فلن يكون الأردن قادرا على البقاء، أو حتى الحصول على المساعدات”.

المصدر. : خدمة قدس برس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق