اقلام حرةالرئيسية

ليس الأمر جدلية أو أن نكون بانهزامية .

عيسى ابو الراغب نبية الزقاق

ليس الأمر جدلية أو أن نكون بانهزامية …. كل الأمر حوارية ذات بذات …..وعي وإدراك … نحن نسير خطوات بهذه الحياة ونمسك بكل ما فيها ونحاول أن لا نكون بخسارة وليس هنا الخسارة المادية بقدر ما هي خسارة الروح الحقيقية … هم أنبياء الزقاق وأرواح المتعبين أو حتى الذي هزمتهم الحياة ما زالوا يحافظون على الكثير مما يجب أن يكون
هو المخيم بكل ما فيه …. القوة الكامنة فينا … فلو طفت في يوم الزقاق لوجدت كيمياء الروائح والألوان ….. ووجدت قوة الجسد الذي إن أصابه مرض طردوه بقوة.. فقد وعد الله بديمومة الجمال والخلود … ونحن نثق بعهد الله… صحيح أننا نتداخل أحيانا ما بين قلقلة الأسئلة وانكسار الإجابات في أي بقعة في الكون ونقول يا الله لو جعلت الوطن اكثر اتساعا لما غادرنا
ورغم كل شيء يبقى الضجيج يحاول فينا أن يحني الروح في ذات مرة يكون بقدرة وفي أخرى نقدر عليه
هذا هو المخيم وما كان ..وسيكون ما هو إلا هاجس أو هذيان نحاول أن نعبر عنه
الحياة مقايضة … كل ما نحياه مقايضة … شيء نضحي به من أجل شيء آخر … لذلك لا علينا لو أننا وصلنا يوما أن نقايض الحب بالكره …القرب بالبعد … الحياة بالموت …
لا أدري إلى أين وصلنا …كل ما أردت إيصاله هو فقط أننا نحيا الفكرة ….. فلماذا إذا ننكرها …
الحزن في الصوت البعيد لنبية الزقاق أغواني حين قالت أتذكر كم منحنا الحياة بهاء ..كم وكم وكم …كل ذلك قايضناه بما نحن فيه الآن ..
لم تعرف بعد أنني حين كنت بهذا البهاء قايضت بعمري كله … وحين نتيجة ما وجدت إلا بضاعة رديئة
ها نحن نقايض بما هو خارج رباعية المواسم … بمواسم باهتة بلا لون ورائحة وصوت …
نقايض زقاق المخيم بشوارع فارهة الرقي ومع ذلك حين نسير فيها نشعر بضيق الروح ..
نقايض البسطاء بالطبقة الراقية فنتقيأ كل المبادىء عند أول نقاش ..
متعب انا حين تعبث تلك النبية بفكرتي … فكرتي ما كانت هكذا حين كنا معا في الزقاق … زقاق المخيم … ويبقى المخيم
المخيم مساحات سكنية عاهرة قاهرة مقامرة عاهرة بفكرة من عمل على التكالب وحياكة مؤامرة الليل لإنشاء تلك الوحدات السكنية والتي تحمل كل منها رقم يتبع رقم قاهرة ببردها وحرها لبعض روحانية هذا الشعب اللاجئ من أرضه وهو يحمل حلمه ولكن لم يكن لها القدرة على قهر الحلم وكسره بل زاد التمسك بهذا الحلم العظيم ..مقامرة فقد أمسك هذا الشعب اللاجئ ورقة الحياة مقامراً بين الحياة والموت كاسبا للحياة وواضعا حبة من ملح في عيون الحاقدين المارقين في عنق الزجاجة حيت قالوا سينسى الشعب ويموت ولن يكون له كيان موجود
تكوينية الوحدة السكنية عميقة المعنى بمساحتها وترتيبها وارتداد شباكها على الجيران ليتناول كل منا وجبة الإفطار بمعية جاره العزيز وفي المساء تتشابك فصول الحكاية أمام الأبناء فتكبر الوحدة السكنية وتكبر الحكاية ونبقى نقول باقون ( وعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة ولا حياة إلا هناك بفلسطين ) ولو دققت النظر وأرسلت البصر في كل ناحية لوجدت تلك العيون مدققة في تفاصيلنا ويرتسم على الوجه ألف عبرة
المخيم نحن ونحن المخيم
ورغم تلك المقايضة نبقى نحافظ على الكثير ..على ذكرى أرواح من رحلوا…. على ضحكات صويحبات أمي ورفاق أبي ….. وكلما مررنا زقاقا وجدنا نبيا فيرتقي الإيمان فينا ونعود .. فنحن بالأصل لم نغادر ولكن ما كانت إلا اغماضة عين قليلا
ويبقى المخيم ونبقى نحن
ويبقى العشق هناك في كل مكان عصيا على الفهم لكل إنسان
وتلك قصائدي
تعالوا نتعلم فقه الحب والثورة وحدود القلب
نتعلم كيف نداوي جرح المدن بقبلة
ووجع مقاتل بوردة
ونهدهد طفلنا الباكي بضمة على الصدر
قبل أن يختمر عجين الأرض
ويصبح رغيف احتراق
ونبقى بعشق
فلي حبيبة باقية
أنت يا جميلتي عاشقة
قوليها وأنت تجمعين كل الأشياء
لا تنسي شيئا في البيت
الصورة التي جمعتنا
والقبلة التي أثملتنا
وحبات العرق عن الأريكة الحمراء
قوليها قبل الحرب وبعد الحرب
أي بعد الحياة وقبل الحياة
استعجلي قليلا
أخرجي من الدولاب كحلك الأسود
وعطرك ولون الشفاه
قمصان نومك ورسائل الأجندة
لحظات الصمت التي جمعتنا
والليل الطويل
لحظات لسعات البرد على الشباك
استعجلي أكثر
قبل أن يأتي الموت
ويصبح رغيف الحب محرما
والأمل محرما
قوليها قبل نزوح الشمس
ودخول برد كانون
قولي أحبك
قبل الحرب والسلم والحسم والجنون
قبل الدم وقبل أشلاء الأرصفة
والطفل المفقود فينا
قبل خطاب الساسة
وموت الثوار برصاصة القناص
ما تشعرين به جميلتي يسمى عشق
وللعشق فقه
فإذا كفرت فعليك العقاب
سبعون قبلة في كل صباح
وطوافا حول عنقك عشرا
وخمر من عناقيد نهديك يعصر في المساء
قولي أحبك
قبل الحوارات والنقاشات
والمعاهدات
وقبل أن ينام ساسة الثوار في عطور المدن
أو قد يكونون في ضباب غيمة يرسمون خارطة وطن
وتشرق الشمس بعين قوية
ويضيع الوطن
ما تشعري فيه يا جميلتي عشق
فتعالي نتعلم فقه العشق كيف يكون
في وطن الجراح
وحكايات المتعبين
لن نتعامل بالإنكار
الإنكار والحسد حرام
هكذا قال نبي الأرض
لا تنكر عشقا أنت فيه
ولا تحسد متعب في وطن مجروح
ما أنت فيه يا جميلتي عشق
وليس بحرام
… بعض الصمت بيننا صلاة
ثم نفك سر العشق كيف يكون

عيسى ابو الراغب
نبية الزقاق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق