اخبار الفن

( تهاليل الشرق ) مرسيل خليفة ( جِدَاريَّة ) محمود درويش

أَرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَنَاوَلِ الأَيدي .
ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ
طُفُولَةٍ أُخرى . ولم أَحلُمْ بأني
كُنْتُ أَحلُمُ . كُلُّ شيء واقعيٌّ . كُنْتُ
أعلَمُ أَنني أُلقي بنفسي جانباً . . .
وأطير . سوف أكونُ ما سأَصيرُ في
الفَلَكِ الأخيرِ . وكُلُّ شيء أبيضُ ،
البحرُ المُعَلَّقُ فوق سقف غمامةٍ
بيضاءَ . والَّلا شيء أَبيضُ في
سماءِ المُطْلَق البيضاء . كُنْتُ ، ولم
أكُّنْ . فأنا وحيدٌ في نواحي هذه
الأَبديَّة البيضاءِ . جئتُ قُبَيْل ميعادي
فلم يَظْهَرْ ملاكٌ واحدٌ ليقول لي :
” ماذا فعلتَ ، هناك ، في الدنيا ؟”
ولم أَسمع هُتَافَ الطيِّبينَ ، ولا
أَنينَ الخاطئينَ ، ، أنا وحيدٌ في البياض ،
أنا وحيدُ …
لا شيء يُوجعُني على باب القيامةِ .
لا الزمانُ ولا العواطفُ لا
أُحِسُّ بخفَّةِ الأشياء أَو ثِقلِ
الهواجس . لم أجد أحداً لأسأل :
أين ” أيْني ” الآن ؟ أين مدينةُ
الموتى ، وأين أنا ؟ فلا عَدَمٌ
هنا في اللا هنا … في اللا زمان ،ولا وُجُودُ
وكأنني قد متُّ قبل الآن …
أَعرفُ هذه الرؤيا ، وأعرِفُ أَنني
أَمضي إلى ما لَسْتُ أعرفُ . رُبَّما
ما زلتُ حيّاً في مكانٍ ما ، وأعرِفُ
ما أريدُ
سأصيرُ يوماً ما أُريدُ

( تهاليل الشرق ) مرسيل خليفة
( جِدَاريَّة ) محمود درويش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق