الرئيسيةخواطر

الصديق د.حسام عريدي أبوغسان / عزت ابو الرب

الحديثُ مع طبيب الأسنان أبي غسان ذو شجون، فيه الجادُ والهازلُ والطريفُ والسياسي والإجتماعي والأدبي والمهني.
عيادتُه بيتُهُ الأولُ الصغير، نظيفا مرتبا أنيقا. مخلصٌ لمهنتِه، يحترمُ مساعِدَتِهِ في العمل، لم تكن موظفۃً فحسب، بل شريكۃً في الرأي والقرار،ِ ومما جاد اللهُ يتقاسمان. يقدّمُ لمرضاه أجودَ ما عرف من لوازمَ طبيۃ، ولو شحَّ العملُ، وضاقت الحال. بدأ مهنتَه علی هذا المبدئِ السامي وانتهی عليه.
لم يوهنْهُ المرضُ العضال، بقي عالياً فوق الآلام، ضاحكاً مازحاً حامدا شاكرا ذاكراً فضل الله عليه.
و في مكالمتي الأخيرۃ معه، أوجعني صوتُه، لم أجد أبا غسان بروحِه المرحۃِ المعهودۃ، وإن سألني عن ثلاثي الأصدقاء. أنه المرضُ، تغلغلَ كثيرا في ذاك الجسمِ النحيل. وإنني لأرجو من الله له السلامۃ، و الرضی والعفو والعافيۃ.
وتمثل أمامي السريرُ الأبيضُ فقلتُ له:
لا أحبُك،
أكنت في البيت أو المشفی؟
فأنتَ مَنْ أنت:
قيدٌ، ولوعةٌ، ووجعٌ، وحسرة.
تنزعُ النضارةَ من الوجوه،
وتتربعُ كأثقلِ صخرٍ على الصدور، تَحني الهاماتِ، وتَطوي الجسمَ كحصيرٍ بالٍ.
تلتفُ حولَك وجوهٌ ممتقعة،
وعيونٌ كسيفة، يكادُ ينفرط عِقْدُ الدموعِ فيها.
وإن كنت ناصعاً فتحملُ في طياتِك السواد،
بياضُك أفولٌ لا إشراق .
كتب اللهُ الراحۃَ والسلامۃَ لراقِديك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق