بارعات العالم العربيبارعات العالم الغربي

كل شيء خاضع لقانون الجذب، مهما أردت أن تشغل ذاتك

بقلم إخلاص فرنسيس

كل شيء خاضع لقانون الجذب، مهما أردت أن تشغل ذاتك بأخبار وأفكار أخرى لتبددها عنك، يأتيك من حيث لا تدري، من يمزق غشاء الأسمنت الصلد، ويفتك بك، كان يمازحني ويضحك فتغرق عيناه في البحر الرمادي، لتصب ضحكته في أذني مثل شلال هادر دون توقف، لا أجد لي مفر إلا وأن استجيب، مكتوب في بطاقة الهوية، دراسة الفراسة، الفراسة علم؟ لا أعرف ولكن هذا ما خطر ببالي، الحب شاغله الأول والأخير، ومن منا لا يشغله الحب قال، أن أموت ناقص جزء من سيرة حياتي حين لا يكون الحب همي الأول والاخير وليس الحب فقط بل وأنت وكل شيء عداك فليذهب إلى الجحيم، مضطربة جدا، وبعد الإجراءات الاخيرة في المطار توجهنا نحو الطائرة، سوف ننقطع عن العالم الارضي ونبدأ بالصعود نحو الفضاء الأزرق الرحب، أعشق هذا الأزرق، الأكثر صفاء وأناقة ودهشة، وستكون الكلمة الأخيرة لقانون الجاذبية، يشدنا إلى الأسفل، دورتي الدموية محكومة أيضا بهذا القانون الذي يحكم الكون/ قال/ ولكن من يمسك زمام القانون؟ للحروف أنامل، والبحر يبتسم، وأنا في جوف الحوت المعدني الكبير، أتقلب في أحلامي، واتخيل كلماته الأخيرة، اتحسس نكهة الحلم فوق شفتي، ونكهة القهوة تدغدغ خلخالي، تداعبه نسمة دافئة ورائحة الموج يتمرد معها جسدي، هل سأجدك على الضفة الأخرى تنتظرني، وهل سيكون للقراء قصة يتلونها في عيد عشقهم؟ وهل سنغتال الحرب ونسقط الراء بيننا، ونزرع القمح بدل الانقسامات؟ ونتلف بقبلات الهوى قائمات القتلى والضحايا؟ نعيد الطفل إلى نهد أمه، ونصنع أكاليل البلوميريا لمن خرجوا أحياء؟ أشعل سيجارة وأطفأها في كفه، استغربت تركت بقعة سوداء أغبياء صرخ، هناك قارة من الوجع تجسم على صدري، ترتديني عاصفة متخمة بنترات الصوديوم، وفحيح الوجع ومرآة تنتحب قبالتي، تكتم الكثير من وجع الأزقة ومن ألم الاطفال المغلفة أرواحهم بالياقوت، المتعلقين بأجنحة الغيم، بقبضة مرتعشة، انت تهذين قال، نعم أهذي بكل أسماء الاعشاب البحرية التي نبتت تحمل أغصانها ثمر أشلائهم، منقوش عليه رغيف أسمر، نحيفة ورقيقة أنامل العروس وعيناها بلون ورق الأرز، تنظر إليّ برأس مشوه، تمضغ الحديد المشوي بالملح والنار، تفترش سريراً من حمى، وتبتكر لها فستان عرس من طيور الحمام الكريستالية، وتقطر عطرها من رائحة البارود وتحوك طرحة مزينة بالجماجم وبكتريا المافيات التي تسحب الحياة من الأفئدة، ونياشين الطغاة، وأنياب الأفاعي “أنا العاشق السيء الحظ” مرددا مقولة درويش، كان عليّ أن أعشق غجرية ينبت كل صباح على أصابع قدميها توت بري، وتعلق في فك المساء كل غروب تعويذة للبحر، تقضم وردة كلما جاعت، وكلما جعت أنحت في جيدها قلادة مرصعة بالقبل، كلنا عشاق في لوحة فنان تشكيلي جنت خطوطه، أحترق في أتون الألوان وأحرقنا، اراد أن يحدد إطار للوباء الذي يقتات كل من حولنا، ربطة عنق كالحة، وأسماك نكهة الأطفال ما زالت عالقة في أسنانها، يدي ممتلئتين بالتعب، لا أستطيع أن أسرقك، تعال إلى الشاطئ لنبكي، تعال اسرقني من حقل الألغام، ورطوبة الأرصفة/تعال أرجع لي هويتي، بعد قليل سآتي، تشبثي بالموج، أدعوك إلى العشاء، في مقهى عصفور الشاطئ، لقد طردنا قتلة المدن، هل أستطيع أن أقبلك؟

اخلاص فرنسيس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق