الرئيسيةشعر وشعراء

أصداء وأبعاد حسن إبراهيم حسن الأفندي

كم كنت أبكي غربتي وبعادي
فأتيت أبكي الحال من أرفاد

وأتيت أحمل من هموم جمة
لما نظرت فلم أجد عُوّادي

كل تفرّق هل صحيح ما أرى
أن الليالي قد نكرن معادي

فغدوت أسأل أين ؟ كيف ؟وما جرى؟
وأنا الذي أهديتها إنشادي

لم أنكر الفضل العظيم ولم تزل
ذكراك يا وطني تقض رقادي

لم أنس من عيش مضى بجوار من
كانوا الوداد ,نسائم الإسعاد

أيام كان لنا الإباء وعزه
وحماستي وشهامة الأجداد

وطني ولو أن المَواطن تشترى
وتباع كنت هديتي ومزادي

لا أتقي فيك العذول معاتبي
ومضيت يروي للتراب فؤادي

ما أرخص الموت الزؤام إذا بدا
حينا يكشر أو يشد زنادي

سيان عندي في هواك خريدة
أو تمتمات الحُرِّ يوم تنادِ

أيعيش مثلي في ربوعك نادبا
حظا وظلْتُ أنا فتاك الشادي

من كان مثلي في وفاء عهوده
أو كان مثلي حاكيا لبلادي

ألبسته عقدا فريدا غاليا
في كل أوزان جعلت مدادي

ورويت حبك مبصرين ومن وعى
حرفا وأدرك صادق الإنشاد

حاشاي ما عشت النفاق تزلفا
أجني مكاسب في ضلال مراد

بل كنت حرَّ الرأي غير مساوم
حينا أرى للنار تحت رماد

آليت أن أحيا أبي مرامه
مهما يلاقي الحرُّ عيش قتاد

هل تُرجع الأحلام عندك ماضيا
أو تستبيح قداسة الرواد

مالي أراك ولا أراك كما أنا
أهوى فتحمي صادق الأكباد

هم أودعوك ولاءهم فغضضت من
طرف تردُّ ولاءهم بعناد

أين الوفاء وأين ما عوّدتنا
من أرفع الغايات والأمجاد

فمتى لنكران الجميل عرفته
ومتى بقلبك كان من أحقاد؟

أنسيت من غنوا بحبك وامتطوا
يتخاطفون العز ظهر جواد

يتنافسون وهل لغيرك ناصروا
فلم الجفاء وقسوة الأنداد

ماذا أقول فهل أنا إلا أنا
مهما يبالغ حاقد ويعادي

ولقد ورثت من اسماعيل مبادئي
فسموت فوق ضغائن الحساد

وعجبت كيف بنوك يقتل بعضهم
بعضا فأين تلاحم الأفراد

في كل موقف ليس منا خاذل
هيهات ما النيلين ماء فساد

غذّى شرايينا لنا بمحبة
وشفا الصدور وردَّ كيد معادِ

ما قد عرفنا للنفاق شريعة
بالحق تسعى ألسن وأيادي

ماذا دهانا لم نكن من أمة
عرفت لتلوين وغدر عوادِ

كان التكافل في عظيم ردائه
يبدو مع الأحزان والأعياد

يحنو الكبير على الصغير مداعبا
يلقى به من عزة ووداد

إن غيّرت منا الحوادث سحنة
شلّت شريف القوم بالأصفاد

لابد من يوم يسابق فارس
ليعيد من فضل لنا وهوادِ

من حكمة ظلت حبيسة حزنها
ظلمت لتاريخ وحلو مبادي

من حكمة نامت بصدر موغل
في غيه ضلّت طريق رشاد

**************

يا موطني ها قد أتيتك راجعا
أرجو رضاك سكبت حُرَّ فؤادي

إن لم أجد عزا لديك يصونني
بعد الذي وفّيته بسداد

فعتاب مثلك يومذاك قصيدة
نالت من الأصداء والأبعاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق