مقالات

ما التنازلات التي ستقدمها انقرة بالملف السوري

جزء من قواعد اللعبة تغير خلال فترة الصراع السوري المستمر منذ أكثر من 5 أعوام، لكن الموقف الثابت لتركيا أبرز المؤيدين للمعارضة، قد يطرأ عليه تحولا على خلفية التطبيع الأخير مع روسيا.

تطرقت صحيفة “فاينانشال تايمز” في مقال نشرته الجمعة 1 يوليو/تموز، إلى التطورات الأخيرة التي تشهدها العلاقات بين أنقرة وموسكو وتأثيرها على الأزمة السورية.

وفي مقال تحت عنوان “تركيا وروسيا تعيدان تقيم دورهما في سوريا”، قالت الصحيفة البريطانية إن أنقرة مستعدة لاتخاذ خطوات من شأنها أن تغير مسار “الحرب الأهلية” في سوريا.

وتشير الصحيفة إلى أن تركيا منذ نشوب الصراع في سوريا عرفت بموقفها المؤيد “للمتمردين” الذي يقاتلون ضد الجيش السوري، ولكن المشاكل الداخلية في البيت التركي تحث أنقرة على البحث عن حل وسط، مع لاعبين آخرين في الأزمة السورية مثل روسيا، التي تدعم “الرئيس السوري بشار الأسد”.

ويعتقد هارون شتاين، الباحث البارز في المجلس الأطلسي أن تركيا تنوي “تضييق أهدافها في سوريا”، منوها إلى أن أولويتها ستكون محاربة الأكراد ومحاولة إضعاف تنظيم “الدولة الإسلامية”.

ولتحقيق هذين الهدفين فإن أنقرة بحاجة إلى دعم موسكو، ما يعني أن الجانب التركي على استعداد للتخلي عن مطالبه بـ “تغيير النظام في سوريا”، والدليل على ذلك بحسب بعض الخبراء رسالة الاعتذار التي وجهها الرئيس التركي، رجب طيب أوردغان، إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن حادثة إسقاط القاذفة الروسية “سو 24”. وفسرت هذه الرسالة على أن أنقرة تعطي إشارة إلى أنها قد تغير موقفها في سوريا.

وكدليل على أن موقف أنقرة قد يلين في سوريا قالت صحيفة “فاينانشال تايمز” إن تركيا قد بدأت بالبحث عن تسوية قبل اعتذار أردوغان الرسمي، حيث ذكرت مصادر “فاينانشال تايمز” الدبلوماسية أن أنقرة تناقش القضية الكردية مع “النظام السوري” عبر قنوات اتصال سرية، منوهة إلى أن المباحثات تتم عبر الجزائر. إلى جانب ذلك فإن تركيا حسب الصحيفة البريطانية نظمت قبل أسبوع اجتماعا حضره ممثلون عن المعارضة السورية ومبعوثون من روسيا.

من جهته، توقع عز الدين سلامة قائد تجمع “فاستقم كما أمرت”، أحد الفصائل السورية المعارضة المسلحة، أن تقدم أنقرة بعض التنازلات في الأزمة السورية، قائلا: “ستكون هناك تسويات وتنازلات فيما يتعلق بالأكراد والثوار، لكن الأتراك لن يتخلوا بشكل كامل عن المعارضة (في سوريا) هذه الأمر لا يصب في مصالحها”.

في حين يثق قادة آخرون في المعارضة السورية أن أي تغيير في سياسة تركيا فيما يخص الأزمة السورية، سينعكس بشكل أساسي على التنظيمات الإسلامية الراديكالية.

وفسر عزل أنقرة مؤخرا لممثل الأجهزة الأمنية المسؤول عن سوريا من منصبه، كمؤشر على إمكانية تخلي تركيا عن المعارضة المتشددة في سوريا، والتي ترفض تأييد أي صفقة مع بشار الأسد، وأن الجانب التركي مستعد للتوصل إلى حل وسط مع موسكو.

وختمت صحيفة “فاينانشال تايمز” مقالها بأقوال أحد قادة المعارضة المعتدلة السورية، إذ قال: “الآن أنا سعيد لهذا… ربما سيبقى الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية، ولكنه قد يعني أيضا أن تركيا ستعود (للمعارضة) المعتدلة”.

المصدر: “نوفوستي”

مقالات ذات صلة

إغلاق