نشاطات

…….. جريمه ……؟؟ بقلم …… الكاتب والأديب ……. نضال أبوغربيه

جريمه ……؟؟

 

الشمس في كبد السماءوالجو شديد الحرارة والمارة مستاؤن من لهيبها والعرق يتصبب باعثاً روائح مزعجه ،

 وأنا سائر في أحد الشوارع الفرعية وإذ بفتاة تخرج من إحدى الأزقة بمنظر يثير الشفقة والإستغراب معاً !! .

 فتاة لم تتجاوز السابعة من عمرها تستجدي المارة ترتدي بعضاً من الملابس الرثة والممزقة لتحرك المشاعر ولتجلب العطف إليها ، فبعضهم ينقدها المال وآخر يصرخ بوجهها وينفر منها محاولاً الإبتعاد عنها ، فأثار ذلك فضولي وأخذت أسأل نفسي لم كل ذلك ؟ ولماذا ينفر منها البعض كأن بها مرضاً أو شيئاً من هذا القبيل ؟ تقدمت إليها وسألتها ما إسمك ….؟

 فأجابت ( هبه ) فقلت لها ولماذا تستجدين المارة ولا تذهبين إلى المدرسه ؟ فأخرجت آه تتفجر منها الجبال كأنها تحمل هموم الدنيا ومأسيها .

أذهب إلى المدرسه ….. ؟!

إن قلبي ليتقطع عليها ولكن ما الجدوى وما تملك يداي حيال اللحاق بها فوقفت قليلاً والصمت خيم على المكان وقالت يا عماه إما أن تعطيني أو تتركني أذهب في طريقي فذهلت لكلامها وألجم لساني فما عدت أستطيع الكلام وقرأت في وجهي علامات الدهشه فأخذت طريقها ورحلت بعيداً بين الأزقه .

 صحوت من ذهولي لأجد الفتاة قد إختفت فسألت عنها لعلي أستطيع مساعدتها بشئ يكفل لها حياة كريمة بعيدة كل البعد عن الإستجداء ولكي تلحق بأترابها في المدرسة ورحت أسأل المارة فمنهم من عرفها ومنهم لم يعرفها . فسألت أحد العارفين بها . كيف أستطيع الوصول إليها لأمد يد المساعدة . فضحك الرجل ضحكة هستيرية ففوجئت لردة فعله وقلت له أتهزأ بي ……؟

 قال معاذ الله يا رجل ولكن الموضوع مضحك بعض الشئ . قلت إذا ما الذي يدعوك للضحك …… ؟

قال إن لهذه الفتاة أباً سكيراً عربيداً يدمن الخمر والقمار ويصرف شقاء أولاده على ملذاته وشهواته فهل علمت الأن لماذا أضحك ولماذا ينفر الناس منها …… ؟.

ينفرون من بطش أبيها وحبه وولعه بالمشاكل وبأنه لا يقبل أن يتدخل أحد ما بشئ يخصه ويملكه فأنت بذلك تكون قد منعت عنه مردوداً مادياً يصرفه على ملذاته فهل تراه يقبل بذلك ……؟

 وبهذه الكلمات أنهى حديثه معي بسؤاله هذا وتركني في حيرة من أمري بين تساؤلاتي التي لا تنتهي .

أيعقل أن يكون الاباء على هذه الشاكله ….. ؟

 ايعقل ان تمسح ارادة الاطفال  ……؟

 أيعقل أن تذهب الإنسانية ادراج الرياح …..؟

 أيعقل أن  يقف المجتمع مكتوف الايدي تجاه هؤلاء الاطفال ….؟ أيعقل أن لا ينظر بعين الرأفة لمستقبل الطفولة …..؟

 أيعقل أن لا يكون للجهات المختصة الحق في  الردع لمن أراد أن تدفن الطفولة وتفقد الأمل في المستقبل ….؟

 أيعقل أن يتركوا تلك الحفنة من الأباء تتحكم بمصير أولادها وتنشر الرعب والفسق والفزع بين أطياف المجتمع ….؟

 أيعقل أن لا تكف أيديهم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الطفوله البريئه …؟ أيعقل …؟

 أيعقل …؟

 ويعقل ….؟؟

   بقلم : نضال أبوغربيه

[email protected]

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق