مكتبة الأدب العربي و العالمي

قصة وعبرة / الجزء الثالث… د. رسالة. الحسن

التقى الشيخ بزوجته وبناته وكانت ابنته الكبرى وتدعى شبل قد تزوجت وانجبت ولد أسمته فهد وكان فهد يبلغ من العمر ست سنوات إلا أنه يحمل عقل شيخ كبير فقد ورث صفات جده وذكاء جدته…،
علمت الزوجة مايدور في راس زوجها من مخاوف على أن يفقد تاريخه وما بناه طوال السنوات ويذهب صيته ولايبقى له أثر…،
ولولا حاجته للوريث لما تزوج غيرها طوال حياته ، لم يكن يعرف الشيخ مايدور في رأس زوجته إلا أنه كان واثقا من رجاحة عقلها وكأنها الملاذ الأخير له بعد الله سبحانه ، تهامست معه في بضع كلمات فبدت تباشير الفرحة على محياه ، وطلب من إخوتها السماح له بالعودة لدياره كونه اطال الغياب عن القبيلة وفعلا ودعوه وداع المحب ، فطلبت من بناتها الاستعداد للرحيل إلى ديار والدهن واللحاق به وهي ستكون في مقدمتهن ،وفعلا بعد بضع ايام اخذت بناتها وحفيدها شبل وتوجهت إلى ديار زوجها ، في هذه الأثناء وصل الشيخ إلى دياره وأمر ببناء خيمة كبيرة تليق بزوجته وبجانبها عدد من الخيام وهيى لها الخدم والحشم وكل مايلزمها،
وبعد عدة أيام وصلت بموكب مشرف وبرفقتها أحد إخوتها وعدد من اولاد إخوتها الشباب لحماية موكبها أثناء الرحلة وتم استقبالهم من قبل كافة أبناء القبيلة بالترحيب والتهليل للمكانة الكبيرة للشيخة ام البنات لديهم والتقت بالشيخ وولده ابن ضرتها فقال له والده من اليوم ستنادي الشيخة امي الكبيرة هي بمثابة امك وعليك طاعتها طاعة عمياء فوافق الشاب على ذلك لما رأه عليها من هيبة ووقار ، وهنا بدأت بتنفيذ مايدور في بالها من خطة طلبت من اولاد إخوتها وبناتها اخذ ابن الشيخ خارج مضارب القبيلة بحجة الصيد وان يطبقوا كل ما تقوله لهم ، رفضت أمه ذلك كونها أحست بأن هنالك مؤامرة ضد ولدها ولربما قاموا بقتله
وأبلغت الشيخ بما تشعر به من مخاوف على ولدها الوحيد وان قلب الام يعلم بالخطر قبل أن يصاب ابنها به إلا أن الشيخ حاول تطمينها أنها مجرد رحلة صيد وسوف يعود سالما غانما ويجب عليه مرافقة الرجال ليتعلم منهم ماينفعه في حياته القادمه عند تسلمه إدارة شؤون القبيلة بعد وفاته إلا أن الزوجه كانت مصرة على عدم ذهابه ، نسيت أن أخبركم بأن اخواته كن متنكرات بزي الرجال(حسب طلب والدتهن) باستثناء الاخت الكبرى شبل ام فهد ، نعود لنكمل قصتنا كانت الزوجة حزينة جدا وغاضبة من زوجها كونه لم يسمع كلامها ووافق على ذهاب ولدها الوحيد مع الرجال الذين جاؤوا برفقة الشيخة وما اثار قلقها وجود عدد منهم ملثم ولم ترى وجوههم ابدا ، وفعلا حان موعد الرحيل ودع الابن والده وذهب ليودع والدته التي انهارت بالبكاء والعويل وكأنها تراه لآخر مرة في حياتها وستودعه للموت هذا ماكانت تشعر به فياترى هل قلب الام صادق بمخاوفه وأنها ستفقد ابنها للابد ؟ وماالذي تنوي الشيخة القيام به ؟هل ستنتقم من ابن زوجها وماالذي يدور في ذهنها ؟ هذا ما سنعرفه بالاحداث القادمة

د. رسالة الحسن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق