شعر وشعراءمقالات

حدث هذا مرَّة في التاريخ ولن يعود. الشاعرُ ذو الوزارتين ابنُ زيدون يناجي الشاعرةَ ولّادة بنت الخليفة المستكفي

البروفيسور لطفي منصور

الشاعرُ ذو الوزارتين ابنُ زيدون يناجي الشاعرةَ ولّادة بنت الخليفة المستكفي من الزهراء. وهي متنزَّهٌ جميلٌ بناهُ عبد الرحمن الثالث الملقَّب بالناصر لدين الله لجاريةٍ له تسمّى الزهراء. وكانت ولّادة في قرطبة:
ومن أجمل الصدف أنني كنت الصيف الماضي في قرطبة.فسألت أين تقع الزهراء. وكان معي صديق يعرف الإسبانية التقيت به من المغرب فأشاروا علينا أن نأخذ حنتورا ونذهب الى الزهراء التي لا تبعد أكثر من كيلومتر واحد. اصطحبت العائلة معي. ووصلنا إلى المكان. فإذا بحفريات كثيرة قدرتها بكيلومتر مربع. يحفرُ الإسبان عن آثارها.
إني ذكرتُكِ بالزّهراءِ مُشتاقا
والأفقُ طَلْقٌ ووجهُ الأرضِ قد راقا
وَلِلنَّسيمِ اعتلالٌ في أصائِلهِ
كَأنَّهُ رَقَّ لي فَاعتَلَّ إشْفاقا
والرّوضُ عن مائهِ الفِضِّيِّ مُبْتَسِمٌ
كَما شَقَقْتَ عنِ اللَّبّاتِ أطواقا
يومٌ كأيامِ لذّاتٍ لنا انصرَمَتْ
بِتْنا لَها حينَ نامَ الدهرُ سُرّاقا
نَلْهُو بما يَسْتَميلُ العَيْنَ مِنْ زَهَرٍ
جالَ الندى فيهِ حتى مالَ أعناقا
كَأَنِّ أعيُنَهُ إذْ عايَنَتْ أَرَقِي
بَكَتْ لما بي، فجالَ الدّمْعُ رَقْراقا
وَردٌ تَأَلَّقَ في ضاحي منابِتِهِ
فازدادَ مِنْه الضُّحَى في العينِ اشراقا
سَرَى يُنافِحُهُ نَيْلوفَرٌ عَبِقٌ
وَسنانُ نَبَّهَ منه ةلصبحُ أحداقا
كُلٌّ يهيجُ لنا ذكرى تشوِّقُنا
إليكِ، لم يَعْدُ عَنْها الصدرُ أنْ ضاقا
لا سَكَّنَ اللهُ قَلْبًا عَقَّ ذِكْرَكُمُ
فَلَمْ يَطِرْ ، بجناحِ الشَّوْقِ خَفّاقا
يا عِلْقِيَ الأَخْطَرَ الحبيبَ إلى
نَفسي، آذا ما اقتنى الأحبابُ أعلاقا

الكلمات الصعبة:
التيلوفر: ورد ينبت في البرك المائية الضحلة.
اللَّبّات ، في البيت الثالث: جمع لَبَّة أعلى الصدر مع أسفل العنق.
الاطواق: ما تلبسه المرأت من قلائد في عنقها.
وسنان: الوسن: النعاس أو أول النوم.
العِلق في البيت الأخير: العِقد أو القلادة الثمينان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق