اقلام حرة

الحرب على شعب اليمن وتصريحات قرداحي

بقلم: شاكر فريد حسن
الحرب المجنونة المستمرة على اليمن، التي تخوضها وتقودها السعودية والامارات، هي حرب حركتها وتدعمها قوى التحالف الامبريالي، وهذه القوى لم تتوقف يومًا عن التدخل والاجتياح الكوليونالي طوال الأعوام والسنين السابقة.
وقد اقترف النظام السعودي والاماراتي خلال هذه الحرب الشرسة الدامية الممتدة جرائم ومجازر دموية بحق الشعب اليميني وأطفال اليمن. وهي مجازر وجرائم وحرب مدانة ومرفوضة ومستنكرة. وفي هذا السياق لا بد من الإشادة بالموقف الشجاع والشريف الذي اتخذه الإعلامي الشهير جورج قرداحي قبل تسنمه منصب وزير الاعلام في الحكومة اللبنانية الجديدة، بخصوص اليمن والحرب العبثية ضد شعبها.
وهذا الموقف البطولي والرجولي لقرداحي أثار ضجة واسعة وقوبل بردود فعل متباينة بين الأوساط السياسية والشعبية العربية، وهناك من اعتبره إساءة للملكة العربية السعودية والامارات، وطُلِبَ منه الاعتذار عن تصريحاته. وردًا على الهجمة الظالمة ضده، قال قرداحي: “أنا لم اخطئ في حق أحد، فلماذا أعتذر وأنا كنت واضحًا في كلامي ولم أتهجم على أحد، وعندما سألوني عن مواقفي خلال المقابلة، قلت أنا ضد الحرب العبثية وضد أي حرب بين الاخوة العرب والحرب في اليمن أصبحت عبثية والكثير من الاخوان في الخليج يعتبرونها كذلك، وأنا قلت موقفي بكل محبة، وكإنسان يشعر بالمعاناة العربية والهموم العربية، فهذه الحرب مكلفة ماديًا واقتصاديًا وبشريًا، ولم أقل انني مع الحوثيين أو مع السعوديين أو ضدهم، فكلامي قلته بمحبة وبيس بتحدٍ او عدوانية”.
وأعلنت السعودية عن استدعاء سفيرها في لبنان للتشاور، وطلبت من سفير لبنان المغادرة احتجاجًا على تصريحات قرداحي قبل توليه الوزارة، بشأن الحرب في اليمن ودور التحالف العسكري بقيادة السعودية فيها، كذلك طالبت البحرين من السفير اللبناني مغادرة أراضيها وحدودها، فيما طلب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، من الوزير جورج قرداحي تقدير المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب لإعادة إصلاح علاقات لبنان العربية.
لقد عبر جورج قرداحي، الذي تغلغل في قلوب الملايين من العرب، وأصبح وزيرًا للإعلام، عن رأي الأحرار والشرفاء العرب والعالم، وسار على قول كلمة حق، عن حرب عبثية متواصلة ومدمرة، لن تحصد سوى الخسائر البشرية والمادية الهائلة، وما سحب الدول المشاركة في العدوان على اليمن سفرائها من لبنان بسبب تصريحات قرداحي يصب في خدمة الدولة اللبنانية وشعبها، فهذه الدول تمول القوى الداعشية وجعجع وأنصاره بهدف إشعال الحرب الأهلية.
نحيي وزير الإعلامي اللبناني جورج قرداحي ونثمن مواقفه وتصريحاته المشرفة ونشد على يديه، ونستنكر كل الدعوات المطالبة بإقالته أو تقديم الاعتذار، فهو لم يخطئ أبدًا، بل قال رأيه بكل الصراحة والشفافية والوضوح والجرأة، وتصريحاته تندرج ضمن حرية التعبير عن الرأي.
لنتعلم من جورج قرداحي الشجاعة والعزة والكرامة والثبات وقول الحق، وليتوقف العدوان نهائيًا وبكل صوره واشكاله على اليمن، وليحظَ شعب اليمن بالسلم والعدل والرخاء والطمأنينة والحق السيادي التام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق