الرئيسية

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 2 تموز 2018

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 2 تموز 2018

 

دعم لبيد لقانون التجنيد خلص المتدينين من مأزقهم

تكتب “هآرتس” أن الكنيست ستصوت، اليوم الاثنين، في القراءة الأولى على مشروع قانون التجنيد، بعد موافقة الحكومة عليه أمس. ومن المتوقع أن يتم تمرير مشروع القانون بأغلبية الأصوات بعد إعلان رئيس حزب “يوجد مستقبل” يئير لبيد أن حزبه سيدعم القانون، مدعيا أنه مماثل من حيث المبدأ لمبادرة الحزب الرئيسية من الفترة السابقة.

وأوضحت الأحزاب الدينية المتشددة أمس أنها ستصوت ضد القانون، رغم أن معظم نوابها يعتقدون أن المخطط الذي نشرته وزارة الأمن، الشهر الماضين معقول. وقال مصدر في حزب “أغودات يسرائيل” لصحيفة “هآرتس”: “في الوقت الراهن، لا يوجد تغيير في موقفنا، وسوف يصوت جميع النواب المتدينين ضد القانون. بعد ذلك، سيتعين على اللجنة رؤية كيفية تغيير العبارة التي تنص على أنه في حالة عدم تلبية 85 في المائة من الأهداف خلال ثلاث سنوات، سيسري قانون التجنيد الإلزامي على جميع طلاب المدارس الدينية”.

ووفقا له، من المتوقع أن ترفض المحكمة العليا مشروع القانون في شكله الحالي، وبالتالي، “يدرك الجميع أنه لا مفر من تطبيق قانون تعليم التوراة الأساسي، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يوقف تدخل المحكمة العليا، ولكن هذا لن يحدث على الأرجح في القريب العاجل، ولكن فقط في الفترة القادمة مع الالتزام باتفاقات الائتلاف”.

وعبر أعضاء الكنيست المتدينين عن رضاهم الكبير عن إعلان لبيد بأنه سيؤيد مشروع القانون. وقال المصدر من “اغودات يسرائيل”: “لو لم يدعم لبيد القانون لكانت لدينا مشكلة صعبة. لبيد ليس أحمقا، إنه يدعم القانون حاليًا لأنه يعلم أنه لكي يصل إلى القراءتين الثانية والثالثة، سيتعين إجراء تغييرات، وعندها سيخوض الحرب، وسيعرض نتنياهو على أنه استسلم للابتزاز الديني، وعندها لن يستطيع أحد القول إنه يكره الحريديم أو يهاجم بيبي عبثا”.

وقال لبيد أمس “إن هذا في الواقع هو قانون “يوجد مستقبل”، وليس من قبيل الصدفة أن يعارضه الحريديم. لقد تم التوقيع عليه من قبل رئيس الأركان والجيش الإسرائيلي وسيؤدي إلى تجنيد المزيد من الحريديم وخروجهم إلى العمل”.

إسرائيل تمنع دخول يهودية أمريكية بسبب نشاطها في حركة BDS

تكتب “هآرتس” أن سلطة الهجرة والسكان، منعت الليلة الماضية، دخول مواطنة يهودية أميركية إلى إسرائيل لأنها ناشطة معروفة في حركة المقاطعة BDS. وتم منع أريئيل غولد، وهي في الأربعينات من عمرها، بسبب نشاطها المعروف لمقاطعة إسرائيل في إطار حركة “Code Pink”.

وكانت غولد قد صولت إلى إسرائيل كسائحة قبل بضعة أشهر، وأثناء إقامتها، اتضح أنها ناشطة معروفة في حركة المقاطعة. ولدى مغادرتها لإسرائيل، تم تسليمها رسالة تبلغها بأن عليها تنسيق زيارتها القادمة لإسرائيل مسبقاً. واتصلت غولد مؤخراً بالسلطات وادعت أنها ترغب بالحضور إسرائيل لدراسة تعاليم اليهودية في الجامعة العبرية في القدس.

وبعد وصولها إلى مطار بن غوريون ليلاً، تم استجوابها، وبعد اتضاح جميع البيانات ضدها، أوصى وزير الشؤون الاستراتيجية والإعلام، جلعاد إردان، بمنع دخولها إلى إسرائيل. وبعد التوصية، قرر وزير الداخلية أرييه درعي إلغاء تأشيرة الدراسة ومنعها من دخول إسرائيل.

وكتب الوزير اردان في توصيته أن: “غولد وزّعت أشرطة فيديو على الشبكات الاجتماعية، تظهر فيها وهي تضايق جنود الجيش الإسرائيلي وأفراد شرطة حرس الحدود في الخليل، وتتهمهم بالفصل العنصري والقمع، وأن أعمالهم لا تتفق مع القيم اليهودية”. وكتب عن المنظمة التي تنشط غولد فيها إنها “منظمة نسوية تدعم وتشجع BDS ضد إسرائيل”. ووفقًا للتوصية، “في سياق نشاطها ضد شركة HP، تنشر غولد منشورات حركة BDS التي تدعو لمقاطعة الشركة”. وأخيراً، كتب في التوصية، أن “غولد ليست مجرد ناشطة على الشبكة، بل هي ناشطة فعالة في إسرائيل والخارج”.

وقال وزير الداخلية درعي ردا على ذلك: “أنا استخدام مرة أخرى سلطتي لمنع دخول امرأة جاءت إلى إسرائيل للعمل ضدها والدعوة لمقاطعتها. هذه يهودية حاولت إساءة استغلال هذه الحقيقة. يجب أن يدرك نشطاء المقاطعة أن قواعد اللعبة قد تغيرت. لن يُسمح لهم بعد الآن بدخول البلاد للإضرار بالدولة وسكانها”. وقال الوزير اردان: “السياسة التي حددتها واضحة: من يتصرّف باستمرار لمقاطعة إسرائيل لن يدخل هنا. لقد تغيرت القواعد، دولة إسرائيل لن تتجاوز الأمر أمام الذين يحاولون إلحاق الأذى بها”.

مياه الصرف الصحي من البؤرة الجديدة لمستوطني عمونة سابقا، تصب في أراضي الفلسطينيين

تكتب صحيفة “هآرتس” أن المياه العادمة من مستوطنة عميحاي الجديدة، التي أنشئت في منطقة مستوطنة شيلو في وسط الضفة الغربية، تصب في حقول مجاورة يملكها مزارعون فلسطينيون من بلدة ترمسعيا. وقد حفر المستوطنون حفرة لتجميع المياه العادمة بالقرب من الحقول، ويضخون إليها مياه المجاري، لكن الحفرة تفيض وتغرق مياه الصرف الصحي الحقول.

وتم إنشاء مستوطنة عميحاي الجديدة بعد إخلاء المستوطنين من عمونة، وتعيش فيها 40 عائلة. وبأن البناء فيها بدأ بعد الإخلاء، فقد تم التخطيط لها بشكل متسرع. واعترض المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت على إنشائها بهذه الطريقة وقرر بأن هناك مشكلة في خطة إقامة المستوطنة وفقا لأمر عسكر فقطي. ومع ذلك، فقد مرت عملية المصادقة عليها في آليات التخطيط في الضفة الغربية بشكل مذهل، دون إجراء مناقشة مستفيضة لاعتراضات السكان الفلسطينيين قبل بناء المنازل.

وتم إنشاء المستوطنة قبل بناء مجمع لمعالجة مياه الصرف الصحي بالقرب من الموقع، والذي من المفترض أن يستوعب المياه العادمة لمستوطنة عميحاي والمستوطنات الأخرى في كتلة شيلو. وبما أن المستوطنين باتوا يقيمون فيها كان من الضروري تصريف نفاياتهم بعيدا عن المستوطنة. ولهذا الغرض، تم حفر بئر امتصاص لمياه المجاري.

وتكشف زيارة للموقع أن الحفرة لا تبعد سوى أمتار قليلة عن الحقول الزراعية الفلسطينية وتتسرب مياهه إليها. والتربة حول “الحفرة” مبللة من مياه المجاري الذي تسربت إليها. وقام نشطاء منظمة “توراة تسيدك” بتصوير تدفق مياه الصرف الصحي. وقال الحاخام أريك أشيرمان، المدير العام للمنظمة: “عندما شممت الرائحة لأول مرة، سألت نفسي كيف يمكن للمستوطنين الذين عانوا من صدمة الإجلاء ألا يظهرون الحساسية للآخرين. يبدو أن قدسية أرض إسرائيل، أعمت عيونهم عن أصحاب الأراضي الذين سرقوا الأرض منهم لبناء عمونا، انهم لا يأخذون أصحاب حقول ترمسعيا في الاعتبار”.

وزعموا في مجلس إقليمي مطيه بنيامين أن البئر أقيمت بشكل مؤقت إلى أن يتم إنشاء مجمع الصرف الصحي، وانهم يعالجون مسألة التسرب الناجمة عن خلل!

الإدارة المدنية تجري قياسات لمنازل خان الأحمر قبل هدمها

تكتب صحيفة “هآرتس” أن رجال الإدارة المدنية قاموا، أمس الأحد، بإجراء قياسات للبيوت في قرية خان الأحمر، المقرر هدمها، حسب ما ذكره سكان من القرية. وأكد مصدر أمني التفاصيل في محادثة مع صحيفة “هآرتس” وقال “لن يحدث أي إجلاء الليلة”.

وخلال الشهر الأخير، منذ أن سمح قضاة المحكمة العليا بهدم منازل القرية، وصل ممثلو الشرطة والجيش والإدارة المدنية إلى الموقع، وقاموا بإجراء قياسات مختلفة للمنطقة والبيوت وفحصوا الطرق لدخول المركبات والجرافات. وأثارت عملية القياس التي استغرقت ساعات طويلة، أمس، تخوف السكان من نية تنفيذ الهدم في غضون ساعات قليلة. ويشار إلى أن قرار القضاة نوعام سولبرغ، عنات بارون وياعيل فيلنر، سمح للدولة بهدم القرية في أي وقت ابتداء من مطلع حزيران.

وقال أحمد أبو دهوك، من سكان القرية، لصحيفة “هآرتس” إن ممثلي الإدارة المدنية شوهدوا برفقة جنود صباح أمس، خمس مرات عند مدخل القرية، على الطريق رقم 1، الذي يؤدي إلى أريحا. ووفقا له، فقد دخلوا إلى القرية ست مرات، وتجولوا حول المنازل، ودخلوا المدرسة البيئية وقاموا بإحصاء عدد الأغنام. وفقا له، فقد هرب الأطفال من المدرسة في حالة من الذعر. وقال أيضاً إنهم عندما دخلوا القرية، لم يُعرفوا على هويتهم ولم يتحدثوا كثيراً. ووفقا لمنظمة “بتسيلم” فقد قال أحد أفراد الشرطة للسكان بأنهم سيتم إخلاؤهم بالقوة وأنه من المفضل أن يخلوا المنطقة طواعية. وبحسب بتسيلم، فقد رفض الشرطي تحديد موعد الإخلاء.

فلسطينيون اجتازوا السياج وأحرقوا معدات عسكرية

تكتب “يسرائيل هيوم” أن عدة فلسطينيين اجتازوا السياج الحدودي في جنوب قطاع غزة أمس، وأضرموا النار في المعدات العسكرية في موقع قناصة غير مأهول. وتم استدعاء القوات العسكرية إلى مكان الحادث، لكن الفلسطينيين تمكنوا من الفرار إلى قطاع غزة دون أن يصابوا بأذى.

ويصف الجيش الإسرائيلي مثل هذه الأحداث بـ”الهجمات اللاسعة” ويوضح أن حماس مسؤولة عنها وتقف وراءها. ووفقاً للجهاز الأمني، فإن حماس مسؤولة أيضاً عن المظاهرات العنيفة على حدود غزة يوم الجمعة، وكذلك عن إرهاب الطائرات الورقية في الأسابيع الأخيرة على طول حدود قطاع غزة.

وتواصل، يوم أمس أيضا، إرهاب الطائرات الورقية والبالونات المشتعلة، في يوم حافل بالنيران على الحدود مع قطاع غزة، اندلع خلاله حوالي 35 حريقا متعمدا. وتشير التقديرات إلى أن الحرائق نجمت عن بالونات حارقة. ولدى الجيش الإسرائيلي اليوم القدرة على اكتشاف البالونات والطائرات الورقية، ويتم اعتراض نحو ثلثيها بوسائل مختلفة. وقامت الطائرات، أمس، بمهاجمة مطلقي البالونات المتفجرة والحارقة في منطقة مخيم البريج ومنطقة خان يونس في جنوب قطاع غزة. وأعلنت حماس أنها تملك بالونات متفجرة يمكن أن تصل إلى بئر السبع.

في المعسكر الصهيوني واليمين يشجبون مؤتمر “أطفال تحت الاحتلال”

تكتب “يسرائيل هيوم” أن بعض نواب المعسكر الصهيوني انتقدوا زميلتهم النائب كسانيا سفيتلوفا، لمشاركتها مع أعضاء الكنيست ميخال روزين (ميرتس)، وأيمن عودة ودوف حنين (القائمة المشتركة) في المبادرة إلى عقد مؤتمر “الأطفال تحت الاحتلال”، اليوم في الكنيست.

وقال نائب بارز في المعسكر الصهيوني الليلة الماضية: “نحن نعارض بشدة عقد هذا المؤتمر في الكنيست. للأسف، لم تقم كسانيا بالتنسيق مع الكتلة بشأن قرارها المبادرة إلى هذا المؤتمر ولم تطلب دعم الكتلة. في رأينا، لا يوجد مكان لانضمام نائب من حزبنا للانضمام إلى أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة وميرتس، والمبادرة إلى هذا الاجتماع وعقده”.

وأشارت مصادر في الكنيست إلى أن “أعضاء الكنيست الذين بادروا إلى الاجتماع اختاروا انتهاك الإجراءات من خلال عدم الاتصال بإدارة الكنيست للحصول على الموافقة. لقد موهوا حقيقته عندما طلبوا تنسيق “اجتماع” تحت عنوان “التعليم في سياق النزاع الإسرائيلي الفلسطيني”. وتم تقديم الطلب من قبل عضو الكنيست سفيتلوفا.”

في المقابل أمر رئيس الكنيست يولي ادلشتين (الليكود) بمنع عرض الفيلم الذي أنتجه المنظمون، والذي يعرض مقارنة بين حياة الأطفال في غزة والضفة الغربية، بادعاء أنه وفقًا للإجراءات المتبعة في الكنيست، يُمنع عرض الأفلام في الاجتماعات، ولكن فقط في المناسبات واللوبي، وبعد الحصول على موافقة إدارة الكنيست وقسم المناسبات والمراسم.

وقال إدلشتاين إنه في أعقاب هذه المبادرة، أصدر تعليماته إلى المدير العام للكنيست، ألبيرت سحروفيتش، بإجراء مناقشة عاجلة حول الموضوع، قائلاً “إنهم ينظمون فعاليات جماهيرية تحت غطاء الاجتماعات، كما لو أنهم يستضيفون الزائرين الأبرياء. أتوقع من المسؤولين أن يتعاملوا مع محنة أطفالنا أولاً”.

وهاجم عضو الكنيست يئير لبيد، المعسكر الصهيوني وقال “انهم انضموا إلى القائمة المشتركة ودعوا “يكسرون الصمت” و”بتسيلم” وجميع أنصار BDS إلى مؤتمر “أطفال تحت الاحتلال”، هذه هدية لأعداء إسرائيل”.

وقال المبادرون للمؤتمر “إن محاولات التخويف من قبل اليمين، وظله الشاحب لبيد، لن تضعفنا. الاحتلال يمس بالأطفال الفلسطينيين ويهدد مستقبل أطفال إسرائيل أيضا. من واجبنا كمجتمع يحب الحياة مناقشة ذلك. يجب أن تكون الكنيست بمثابة معقل للديمقراطية وحرية التعبير. وأي محاولة لإسكاتنا وإخفاء الاحتلال لن تنجح.”

مقالات

عبرية حماس

يكتب تسفي برئيل في “هآرتس” أنه لا توجد مفاوضات بين حماس وإسرائيل، كما تصرح الحكومة الإسرائيلية وقيادة حماس. لكن المفاوضات تجري في الأيام الأخيرة، بمشاركة الأمم المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية والعديد من الدول الأوروبية. ووفقا لصحيفة “الشرق الوسط” فقد طرحت على “حماس” ثلاثة اقتراحات مختلفة، يحاول كل منها ربط حل الأزمة بالالتزام بوقف إطلاق النار، تقديم المعونة الإنسانية، أو إعادة جثث الإسرائيليين.

وفقا للتقرير، فإن حماس ما زالت غير راضية. وهي تفصل بين إعادة الجثث، التي يعتقد أنها يجب أن تكون جزء من صفقة شاملة لتبادل الأسرى، والحل للأزمة بكاملها، وهو يرفض عرض المساعدات الإنسانية ما لم تكن جزءًا من خطة واسعة لتنفيذ الالتزامات بإعادة بناء قطاع غزة، كما تم الاتفاق بعد عملية “الجرف الصامد”. وتمر هذه المقترحات بعملية تصفية في إسرائيل ومصر قبل أن تصل إلى حماس، وكذلك ردود المنظمة. إذا لم تكن هذه هي المفاوضات، فكيف يمكن لنا تعريف المفاوضات؟

وفي الوقت نفسه، يجري مونولوج علني ​​ومباشر بين كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، والجمهور الإسرائيلي. ويجري الحوار عبر الموقع العبري للمنظمة، والذي ينقل قصة كفاحها، وانتصاراتها ووهن العدو الصهيوني. اللغة العبرية المستخدمة في الموقع جيدة وغنية، والصياغة دقيقة، والأخطاء اللغوية لا تثير السخرية والرسالة دقيقة. على سبيل المثال، في أحد التقارير الأخيرة الذي نشر في الأسبوع الماضي، تحت عنوان “بين نفق ينازع الموت ونفق نابض” والذي تسخر فيه المنظمة من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الذي “ربما لا يقول الحقيقة، على الأقل فيما يتعلق بتفصيل صغير بالغ الأهمية: لقد نسي أن يذكر بأن الأنفاق التي تم قصفها هي الأنفاق المحروقة التي لم تعد مستخدمة منذ أربع سنوات. لقد فعل الاحتلال كل شيء لتحسين معنويات جمهوره، ومن بين أمور أخرى، يخترع البطولة الزائفة التي سرعان ما سيتبين في أي مواجهة قادمة بأنها وهمية”.

باستثناء علامة الاستفهام التي تطرحها هذه الفقرة حول جودة تقارير المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، والسؤال الذي تطرحه بشأن نوع الأنفاق التي يقصفها الجيش الإسرائيلي، من المثير للاهتمام الجهود التي تبذلها حماس للتحدث مع العدو باللغة العبرية. هل يعتقد أن الجمهور الإسرائيلي لديه مصلحة في قراءة رسائله أو تفسيراته أو مبادئه؟ هل تعتقد حماس أنه مثلما يتابع رجالها وشعب غزة بشكل عام وسائل الإعلام الإسرائيلية عن كثب، يريد الجمهور الإسرائيلي، أيضا، قراءة ما يكتبه الطرف الآخر؟

إذا كان هذا هو افتراضه، فلربما يجب عليه أن يجنب نفسه بذل الجهد. الجمهور الإسرائيلي غير مهتم. انه يكتفي بالرسائل المتشددة للمنظمة أو رسائلها العنيفة. ما يفكر به العدو عندما يكتب بلغة واضحة ومفهومة، لا يهز الإسرائيليين. أحد العناوين التي ظهرت على الموقع، في شهر مايو، يقول “ليئة، نتنياهو غير مهتم بإعادة هدار”. ويقتبس التقرير الذي نشر تحت العنوان، تقارير إسرائيلية عن الانتقادات الشديدة التي وجهتها والدة هدار غولدين، ليئة غولدين، لعجز نتنياهو فيما يتعلق بإعادة ابنها. المثير للاهتمام في العنوان هو أن كاتب الخبر يفترض أن “ليئة” و “هدار” هما اسمان مألوفان في إسرائيل لدرجة أنه لا توجد حاجة إلى ذكر اسم عائلتهما. كما لو كان الحديث عن بيبي وسارة. كما أنه يفترض، كما يبدو، أن النقاش حول إعادة الجثث يعصف بالرأي العام الإسرائيلي – نظرا لأنه محور المفاوضات مع حماس – إلى حد عدم وجود حاجة للشرح للإسرائيليين من هما “ليئة” و “هدار”.

كما أن التقرير حول النفق كتب بلغة عبرية منمقة، تتطلب مستوى عال من فهم المقروء. ومن خلال استخدام التشبيهات التي تتطلب المعرفة التاريخية والإلمام بحرب فيتنام، يقارن كاتب المقال بين نتائج حرب فيتنام والصدمة المحفورة في وجدان الشعب الأمريكي، وبين النضال الذي تخوضه حماس ضد إسرائيل حماس. “إذا كانت القوة العظمى التي تغذى من حبل الصرة الكيان الصهيوني، قد منيت بنفسها بهزيمة قاسية من قبل أبطال فيتنام بواسطة الأنفاق المميتة التي بنيت لهذا الغرض، فهل ستتعامل العدالة المنحازة مع جنين مشوه وواهن [على صورة] كيان اليهود الأجانب الذي تم زرعه على أرضنا المقدسة؟ هذا مصدر شك … جيوب المقاومة الفلسطينية تعج بالمفاجآت التي من شأن أصغرها أن يبقي العدو في حالة ذهول وفاغرا فاه لفترة طويلة، وإذا كان سيلتقي عقرب وقف إطلاق النار سيلتقي مع الجدول الزمني (وفقا للمصدر العربي، “إذا انتهى وقف إطلاق النار وبدأ العمل العسكري”)، فلن يعرف الجميع، مع التأكيد على الجميع – بدء من رأس الأفعى وانتهاء بذيله – معاني الفرح”.

المضمون هو مسألة هامشية، لكن المستوى العالي من العبرية يؤدي إلى عدة استنتاجات: يعطي المؤلف فضلًا كبيرًا لقدرة القارئ العبري العادي على الإعجاب بنص عبري معقد وملون، ويريد الكاتب إثارة الانطباع بعمق سيطرته على اللغة العبرية. يمكن أن يؤدي كلا الاحتمالين إلى فقدانه لقرائه المحتملين. يجب أن نأمل بأن تكون حماس وإسرائيل تجريان المفاوضات غير المباشرة بلغة مفهومة وأكثر وضوحًا. وفي الوقت نفسه يجوز التفكير في أهمية ونطاق تأثير الدعاية بلغة العدو، لغة الناطق باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية وحماس باللغة العبرية. في كلا الجانبين، اعتبر لغة الأم مصدرًا أكثر موثوقية من استخدام اللغة الأخرى، ويعرف الطرفان كيفية ترجمتها بشكل جيد.

غزة مثل إيران: يمنع التهاون

يكتب اريئيل كهانا في “يسرائيل هيوم” أن الجميع باتوا فجرأة يشفقون على غزة. وزير الأمن أفيغدور ليبرمان – الذي أعلن قبل شهر واحد فقط أنه “كفى لكل أنواع الهلوسة والأوهام التي تعتقد أن تحسين الوضع الاقتصادي سيضع حدا للإرهاب” – يفعل العكس تماما الآن، ويتفق مع قبرص على إنشاء ميناء على الجزيرة للغزيين.

رئيس الوزراء يعلن أن “إسرائيل ستواصل البحث عن طرق لتحسين الوضع الإنساني في غزة”. وزير الطاقة يوفال شتاينتس مدعو إلى البيت الأبيض للاتفاق مع كوشنر وغرينبلات على تطوير حقل الغاز في غزة وعلى “الحلول التي ستخفف من الوضع الإنساني، بما في ذلك إمدادات الكهرباء والمياه”.

وفوقهم جميعا، يقوم المستشارون الخاصون للرئيس ترامب، باستغلال تصريحاتهم العلنية القليلة للتحدث عن غزة. وقال جارد كوشنر في مقابلة مع صحيفة القدس العربية “إن ما يحدث في غزة محزن للغاية، الوضع الإنساني هناك بدأ قبل وقت طويل من تسلم الرئيس ترامب لمنصبه، ولكن ما زال يتعين علينا القيام بما في وسعنا لتحسينه”. ويستخدم المبعوث، جيسون غرينبلات، موقع تويتر بشكل رئيسي لوصف الضائقة في غزة، رغم أنه يفعل ذلك من خلال توجيه إصبع الاتهام إلى حماس.

لكن هنا يكمن جوهر الموضوع. طالما أن حماس تسيطر على قطاع غزة، فإن عدوانها على إسرائيل لن يتناقص حتى لو ازدهرت غزة غداً. لقد أظهرت ذلك الكثير من المفترقات التاريخية، منذ فك الارتباط وحتى الأيام التي تلت الجرف الصامد. إن التفكير بأن تحسين الظروف المعيشية في غزة من شأنه أن يقلل من عداء غزة لإسرائيل ليس أكثر من وهم. أي شخص غير متأكد من هذا يجب أن ينظر إلى الشرق.

في هذه الأيام، بدأ النظام الإيراني يعاني من الصدمات الداخلية، لأن العقوبات الأمريكية تخنق اقتصاده. إن الشعب الإيراني يدفع ثمن جرائم قادته، لكن في الوقت الحالي، لم يتم العثور على أي طريقة أخرى جيدة، باستثناء الحرب، للحد من خطوات النظام العنيف والتوسعي.

تدعم إسرائيل بحماس الضغط الشديد على إيران. وخاض نتنياهو حرباً شاملة ضد الاتفاق النووي مع إيران، أيضا لأن المليارات التي تلقتها إيران من أوباما كجزء من الاتفاق لم تكن موجهة نحو تحسين أوضاع الشعب الإيراني، وإنما لزيادة عدوان آيات الله في الشرق الأوسط.

هذا ما هو متوقع في غزة. إن أي إغاثة إنسانية في قطاع غزة لن تؤدي إلا إلى تخفيف الضغط عن حماس وتمكينها من تحقيق مكاسب من الأموال التي ستدخل. وسيسهل الأمر عليها تحسين قدراتها العسكرية، كما تفعل منذ أن جددت إسرائيل إمدادات الأسمنت والاحتياجات إلى غزة، بعد الجرف الصامد. على الرغم من حقيقة أن إسرائيل قد أظهرت نهجا إنسانيا، إلا أن حماس الآن مسلحة من الرأس إلى أخمص القدمين. وأما أمن إسرائيل، فقد ازداد سوءا ولم يتحسن.

لذا، يجب أن يكون الموقف تجاه قطاع غزة وحماس مثل إيران وآية الله. عدم تقديم تسهيلات، ولا تحسين ولا أخذهم في الاعتبار، وإنما تشديد الخناق حتى تنكسر. مع كل الأسف على السكان الذين يعانون، كما هو الحال في إيران، يجب علينا ألا نخفف من الضغط على قطاع غزة. العكس هو الصحيح. يتوجب على إسرائيل والولايات المتحدة التعامل مع غزة والنظام الخبيث الذي يديرها بنفس الطريقة التي يتعاملون بها تجاه إيران والنظام المجنون الذي يديرها: السعي إلى إسقاطه.

سكان غزة، مثلهم مثل مواطني إيران، بعضهم ضحايا لنظام عنيف ومظلم يسبب التعاسة لشعبه ويجسد على ظهورهم، رؤى كونية في غزة وإسرائيل. وفي كلتا الحالتين، فإن العلاج لا يتمثل في تقديم التنازلات والتعامل الساذج، بل بقطع رأس الأفعى في طهران وقطع ذيل الثعبان في غزة. ففي نهاية الأمر، هذه نفس الأفعى.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق