منوعات

بين الحقيقة والخرافة.. 5 معتقدات مثيرة للجدل حول علم الوراثة

استطاع العلماء من خلال علم الوراثة فهم طبيعة الإنسان والروابط التي تجمع الشعوب من خلال دراسة الجينات المسؤولة عن الصفات البشرية.

لكن هذا يرتبط بعدد كبير من المعتقدات السائدة حول الصفات الموروثة من الأهل أو الأجداد والتي تتعدى الشكل وتطال الصفات الشخصية والطباع ومعدل الذكاء.

إلا أنّ الأمر ليس كذلك وهناك الكثير من المعتقدات المغلوطة التي ترتبط بعلم الوراثة بل “الخرافات” كما يحلو للبعض وصفها، ما يتطلب الحيطة والحذر في التعامل معها.

فيما يلي نستعرض خمسة من أبرز المعتقدات المرتبطة بعلم الوراثة، في محاولة لتوضيح حقيقتها:

هل نرث عن أهلنا أمراضهم؟

يسود اعتقاد أن الأطفال يرثون الأمراض من أهلهم، بمعنى أنّه إذا كان أحد الأبوين مريضًا في السكري على سبيل المثال، فيصبح من الحتميّ أن يرث أولاده هذا المرض منه خلال حياتهم.

إلا أنّ هذا الكلام لا يبدو دقيقًا، بحسب الطبيب المتخصص في الجراحة والتوليد د. جورج يارد الذي يوضح في لقاء سابق مع “العربي”، أنّ الأمر نسبيّ؛ إذ إنّ احتمال الإصابة بمرض معيّن يزيد إذا ما كان أحد الوالدين يعاني منه، لكن ذلك ليس حتميًا بالمُطلَق.

ويشرح ذلك بقوله: “احتمال إصابة الشخص بأمراض القلب مثلًا يرتفع إذا ما كان أحد أفراد عائلته يعاني منها لكن ذلك لا يعني أنه سيصاب بأمراض القلب حتمًا”، لافتًا إلى وجود عوامل أخرى ترفع احتمال الإصابة بأمراض معينة تضاف إلى العامل الوراثي تتعلّق بنوعية الحياة التي يعيشها الفرد والتلوث الذي يتعرض له، إضافة إلى نظامه الغذائي.

ويلفت يارد إلى أن الأشخاص في حوض المتوسط يحملون مرض التلاسيميا في جيناتهم مما يعني أن هناك احتمالًا أن يظهر هذا المرض لدى الطفل لأبوين يحملان هذا المرض، لكن ذلك لن يحدث إذا ما تزوج هؤلاء من أشخاص لا يحملون المرض، بحسب يارد.

هل أصحاب الأعراق المختلطة هم الأذكى؟

من الاعتقادات الشعبية أيضًا المرتبطة بعلم الوراثة أنّ أصحاب الأعراق المختلطة هم دائمًا الأذكى، أو أنّ الأعراق التي ينتمي إلى الأشخاص تحدد مستوى ذكائهم.

وفي هذا السياق، يشير يارد إلى أن الأمر نسبي أيضًا؛ إذ إنّ الأشخاص الذين يولدون من زوجين من أعراق مختلفة ليسوا الأذكى كما يُشاع، كما أنّ تأكيد العكس هو غير دقيق أيضًا.

وحسمًا للجدل، يوضح أن 99.99% من الشعوب لديها جينات متطابقة، “لذا فالفرق الذي نتحدث عنه هو نسبة 0.01% وهو المسؤول عن اختلاف الأعراق أي اختلاف لون العيون والبشرة والشعر وغيرها من الصفات

ويشرح ذلك بقوله: “احتمال إصابة الشخص بأمراض القلب مثلًا يرتفع إذا ما كان أحد أفراد عائلته يعاني منها لكن ذلك لا يعني أنه سيصاب بأمراض القلب حتمًا”، لافتًا إلى وجود عوامل أخرى ترفع احتمال الإصابة بأمراض معينة تضاف إلى العامل الوراثي تتعلّق بنوعية الحياة التي يعيشها الفرد والتلوث الذي يتعرض له، إضافة إلى نظامه الغذائي.

ويلفت يارد إلى أن الأشخاص في حوض المتوسط يحملون مرض التلاسيميا في جيناتهم مما يعني أن هناك احتمالًا أن يظهر هذا المرض لدى الطفل لأبوين يحملان هذا المرض، لكن ذلك لن يحدث إذا ما تزوج هؤلاء من أشخاص لا يحملون المرض، بحسب يارد.

هل أصحاب الأعراق المختلطة هم الأذكى؟

من الاعتقادات الشعبية أيضًا المرتبطة بعلم الوراثة أنّ أصحاب الأعراق المختلطة هم دائمًا الأذكى، أو أنّ الأعراق التي ينتمي إلى الأشخاص تحدد مستوى ذكائهم.

وفي هذا السياق، يشير يارد إلى أن الأمر نسبي أيضًا؛ إذ إنّ الأشخاص الذين يولدون من زوجين من أعراق مختلفة ليسوا الأذكى كما يُشاع، كما أنّ تأكيد العكس هو غير دقيق أيضًا.

وحسمًا للجدل، يوضح أن 99.99% من الشعوب لديها جينات متطابقة، “لذا فالفرق الذي نتحدث عنه هو نسبة 0.01% وهو المسؤول عن اختلاف الأعراق أي اختلاف لون العيون والبشرة والشعر

هل العدوانية عامل وراثي؟

من بين المعتقدات أيضًا أنّ بعض الناس تحمل الجينات، وتتوارث الصفات عن الأهل، حيث يتعامل البعص مع الكثير من الصفات الشخصية ومنها العدوانية باعتبارها موروثة من الأبوين.

وبحسب يارد، يحمل بعض الرجال كروموزوم “Y” إضافي وبالتالي يظهرون عنفًا وعدوانية أكثر. لكنه يؤكّد أن العوامل الاجتماعية مثل التربية والصدمات الإيجابية أو السلبية وتأثير المدرسة ونوعية الحياة هي ما يحدد تصرفات الفرد. كما يؤثر مستوى التعليم على شخصيته.

ويقول يارد: “تغير الجينات ليس عشوائيًا بل هناك عوامل تدخل في ذلك تتعلق بالحياة اليومية والفيروسات مثلًا”.

هل ترث المرأة ميزة إنجاب التوائم من عائلتها؟

من المعتقدات الشائعة أيضًا أن المرأة التي تلد توأمًا قد ورثت هذه الخاصية من الأهل وبالتالي فإن الأبناء سينجبون توائم.

لكن خلافًا لكل ما سبق، يشير يارد إلى أنّ هذا الاعتقاد أقرب إلى الحقيقة منه إلى “الخرافة”، موضحًا أنّ نسبة صحّة هذا الاعتقاد ترتفع مقارنة مع غيره.

ويوضح أنّ هذا الأمر يسير على الأب والأم على حد سواء، بمعنى أنّه إذا كان أيّ منهما لديه توائم في العائلة، فإنّ احتمال أن ينجب هذا الثنائي توأمًا يزيد بشكل ملحوظ.

ويلفت يارد إلى أن الاختلاف يكون في شكل التوائم لأنهم يتأثرون بالبيئة المحيطة بهم داخل الرحم.

ما العلاقة بين العرق والجينات؟

ثمّة من يشير إلى وجود علاقة “وثيقة” بين العرق والجينات، بمعنى أنّ العرق هو الذي يحدّد جينات البشر مثلًا.

يعتبر يارد هذا الأمر “دعائيًا” إلى حدّ بعيد، ويوضح أن جينات الشعوب هي متطابقة بنسبة أكثر من 99.99%، وأنّ جينات عرق معين هي مميزة.

ويلفت إلى أن الفرق بين شعب وآخر لناحية الجينات يكون بصفات شكلية وأخرى تتعلّق بسجلّ الأمراض التي يجب التنبه لها ويسعى العلماء للاستفادة من علم الوراثة للتمكن من معالجتها.

كما يلفت إلى أن الطب يأخذ حاليًا البيئة المحيطة بالفرد باعتباره أحد العوامل المحددة لحياته والأمراض التي قد يتعرض لها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق