مقالات

الجهاد والارهاب والعداء الأعمى لعرب الصبيح

كتب المحامي جهاد ابو ريا

لم يقتل مجاهدو عرب الصبيح طفلا او امرأة او مسنا من ابناء مستعمرة ” بيت كيشت “، او باقي المستعمرات المجاورة، ولم يهدموا لهم بيتا، ولم يقطعوا لهم شجرة، بل هاجموا جنود ” القوة الساحقة “، والمعروفة باسم ” البالماح – הפלמ”ח”، وانتصروا عليهم، فجاء انتقام عصابة البالماح بمجزرة رهيبة: ذبح اطفال ونساء وشيوخ عرب الصبيح وحرق بيوتهم. هذه المجزرة لا زالت حتى اليوم مجزرة منسية.

كان ذلك صبيحة يوم ١٦/٣/١٩٤٨، ليس بعيدا عن بيوت عرب الصبيح الواقعة الى الشمال من جبل طابور، خرج جنود البالماح من مستعمرة بيت كيشت الساعة ٦:٤٥ باتجاه عرب الصبيحات المجاورة، لم يمنعهم من ذلك الشتاء والبرد القارص والوحل الذي يصعب عليهم السير. لم يتوقعوا انهم سيقعون في كمين محكم اعده لهم مجاهدو عرب الصبيحات، مدعومين بقوات ابو ابراهيم الصغير ابن قرية اندور المجاورة.

كان ذلك بعد هجومين قامتا بهم عصابة البالماح، الاول على قرية كفر كنا بتاريخ ١١/٣/١٩٤٨ والثاني على قرية عين ماهل بتاريخ ٧/٢/١٩٤٨ ، فتوقع اهالي عرب الصبيح ان الدور عليهم قادم، فتحضروا وتهيأوا لذلك، فكان ذلك صبيحة يوم ١٦/٣/١٩٤٨ بهجوم على يد فرقة يقودها علي ابن تسفي يحمل رشاش من نوع “ستين”، ويتقدمها اثنان من قصاصي الاثر ليفي فايغنبويم ويشعياهو فينكنزون.

وصل جنود البلماح الى تلة قريبة تطل على بيوت عرب الصبيح، ولاحظ قصاصا الاثر رجلا عربيا يلوح بيده، لكنهم لم يعيروه اهتماما. وبعد قليل شاهدوا راعيا عربيا مع ماشيته، فبادروا الى مهاجمته، ومع اقترابهم الى موقع الراعي انهالت عليهم النيران من كل حدب وصوب، فقتل منهم سبعة وعلى رأسهم قائد الفرقة، علي بن تسفي. كان الشخص المسؤول عن تحضير الكمين يدعى غسان.

قامت قوات البالماح من مستعمرة بيت كيشت بهجوم كبير في محاولة لاستعادة جثامين قتلاهم, انضمت إليهم قوات كبيرة من البالماح من المناطق المجاورة. فتصدى لهم مجاهدو عرب الصبيح بقيادة علي النمر عقلة وقوات ابو ابراهيم الصغير, وانضم إليهم مجاهدون من الشجرة ولوبية ودبورية وكفر كنا وعن ماهل, وكانت الغلبة للمجاهدين فقتلوا ثلاثة من جنود البالماح وجرحوا العشرات, ولم يستطيعوا إعادة جثامين قتلاهم إلا بعد تدخل الصليب الأحمر بتاريخ 19/3/1948.

قبر جنود البالماح قتلاهم وبدأوا مباشرة التحضير للانتقام من اهالي عرب الصبيح, كان القرار قتل وذبح اهالي الصبيح جميعهم وحرق بيوتهم, كان عداء البالماح نعرب الصبيح لا يوصف.

بتاريخ 6/5/1948 فاجأ المئات من قوات البالماح أهالي عرب الصبيح بهجوم كبير بقيادة يتسحاق كوفولبسكي, هدفهم الانتقام, قتلوا وذبحوا كل من تواجد من أهالي الصبيحات, جثامين الاطفال والشيوخ والاطفال في كل مكان, قوات البالماح يمثلون في جثامين النساء والأطفال والشيوخ, يقطعون رؤوسهم عن أجسامهم.

مجموعة من جنود البالماح تبحث عن أقارب علي النمر عقيلة للانتقام, فوجدوا اختيه عليا النمر وغزالة النمر مع أطفالهن الخمسة, قاموا بذبح الأطفال والامهات, مثلوا بجثامينهم.

وصلت انباء الهجوم المباغت الى المجاهدين في المنطقة, فقاموا بهجوم مضاد وساحق علر البالماح خلال تواجدهم في عرب الصبيح, فقاموا بقتل 18 من جنود البالماح وجرح أعداد كبيرة ومن ثم طردهم ودحرهم من عرب الصبيح.

في مجزرة عرب الصبيح استشهد حوالي 60 من الأهالي عرب الصبيح, معظمهم أطفال ونساء وشيوخ, لم تحظ هذه المجزرة بالاهتمام المناسب, لهم الرحمة جميعا.

***الصورة للشيخ علي النمر رحمه الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق