الرئيسيةمقالاتمنظمة همسة سماء

من باقةِ الغربية جاءت خُطاهما، تحملان في المجيء معنى المودّة، وفي الحضور رائحة البيوت التي ما زالت تحفظ للزيارة قدسيّتها.

من باقةِ الغربية جاءت خُطاهما، تحملان في المجيء معنى المودّة، وفي الحضور رائحة البيوت التي ما زالت تحفظ للزيارة قدسيّتها.

حلّت فوزية كتانة و حنيفة مواسي على مقرّ إقامتي في أم الفحم، كأنما جاءني وصلٌ مؤجّل، ودفءٌ أعرفه ولا يخطئ الطريق.

كانت الزيارةُ أكثر من لقاء؛ كانت استعادةً لمعنى الإنسانية حين تُضاء بالوجه الطيّب والكلمة الصادقة.

وفوزية كتانة ــ تلك السيدة التي تعرف كيف تُهدي حضورها قبل كلماتها ــ

قدّمت لي إصدارها الجديد، إهداءً يُشبهها: نقيًّا، أنيقًا، وفيه من الروح ما يكفي لفتح نافذة جديدة للقراءة والتأمل

كانت الزيارة شبيهة بظلّ غيمة صافية في يوم متعب؛ قصيرة في وقتها، كبيرة في أثرها.

وفوزية — بطبعها الهادئ، وملامحها التي تقول الكثير دون كلام ,امرأة تعرف كيف تترك أثرها في المكان: لا بضجيج، بل بطمأنينة الحضور، وبقدرة نادرة على أن تكون قريبة دون أن تقترب أكثر مما ينبغي.

فوزية كتانة تحديدًا، بهذه السكينة التي تستريح على كتفيها، امرأة تعرف كيف تمنح المكان رهافتها، وكيف تترك في القلب قائمة طويلة من الامتنان دون أن تتكلّم كثيرًا.

تحمل روحًا تضيء قربها الأشياء، وتكونُ كما لو أنها وُجدت لتذكّرنا أن الطيبة ما زالت تمشي على قدمين.

أما حنيفة، فكانت رفيقة حضورٍ يزيد الدار حياة، كأنها تؤكد أن الودّ حين يأتي، لا يأتي وحيدًا

أهلاً بهما،

وأهلاً بالودّ حين يأتي على هيئة زيارةٍ تبعث في الروح معنى الألفة من جديد

   

إغلاق