المنصة الدولية زووممنظمة همسة سماءنشاطات

ورقة عمل الاستاذ محمد الإدريسي

تنصب هذه الورقة حول واقع اللغة العربية في المغرب انطلاقا من تجربتي في التدريس. من المعلوم أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية فيالبلاد إلى جانب الأمازيغية وقف نص الدستور المغربي، بيد أن الواقع يثبت أن اللغتين معا لا تحظيان بالقيمة المعتبرة لهما في الحياةالتعليمية والاستعمال في عالمي المال والأعمال والإدارة. ذلك أن الفرنسية تحتل هذه المساحات وتتبوأ المكانة الأولى، وما فضل عنها تحوزهالعامية المغربية في الإشهار والبرامج الإعلامية. وبسطت القول في أن ذلك راجع إلى اللوبي الفرانكفوني المرتبطة مصالحة الاقتصاديةوالثقافية بفرنسا.

ولما كانت الفرنسية هي السائدة في هذه المجالات، والعامية المغربية هي وسيلة التواصل اليومي، اقتصرت توظيف اللغة الفصحى في لغةالرسمية وخطب الجمعة وفي التعليم. وكان من نتائج ذلك أن أصبح الطالب غير ملم بها، ويجد صعوبة كبيرة في استعمالها داخل الفصولالدراسية وفي المحافل الثقافية والاجتماعات الرسمية.

إزاء هذه الوضعية، وللتغلب على هذه الصعوبة، أجدني أوجه الطلبة وأدعوهم دائما في محاضراتي إلى استعمال اللغة المعيارية الفصحىفي في نشاطاتهم التواصلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع تطعيم ذلك بالمطالعة. وبالتعود على ذلك سيجدون أنفسهم وقد أصبحلسانهم ذلوقا غير مستصعب التراكيب الفصحية والأساليب البيانية.

ثم عرضت لمسألة أخرى تتعلق بحال المتحدث باللغة الفصيحة الذي أصبح عُرضة للضحك والسخرية في كل المقامات التواصلية عير العالمة(أي العادية)، ترسيخا لصورة نمطية علقت بالذاكرة الجماعية للمشاهد العربي للسينما المصرية التي تستحضر المتحدث باللغة في هذهالسياقات:

1- قصد الإضحاك والتندر والسخرية، تماما كما يرد الحديث بالفصحى على لسان الشخصيات الناشزة والشاذة عن المألوف في المشاهدالسينمائية

2- ترد اللغة العربية على لسان الشخصيات ذات الخلفية الدينية المتطرفة المقترت بفعل إرهابي، وكأن اللغة العربية قريبة الإرهاب

3- صورة الشخصية التي تريد إفساد متعة غيرها من الشخصيات المتمتعة بلهو الحياة وزينتها.

والحال هذه الصورة النمطية قد رسخت في الذاكرة الجماعة للعرب، لذلك يُحتاج إلى وقت ليس بالقصير لتعديلها وحفز الناشئة على حباللغربية بإبراز خصائها ومفاخرها وتيسير تعليمها، ودفعهم إلى الإقبال على الحديث بها في تواصلهم الرسمي واليومي أحيانا

ثم اقترحت مدخلين للنهوض بالعربية هما:

القرار السياسي المتخذ من لدن الأنظمة العربية القطرية وضمن العمل العربي المشترك أيضا، وذلك بإقرار تشريعات وقوانين وإجراءاتلصالح استعمال اللغة العربية في الحياة التعليمية والعملية.

• – تخطيط لغوي أو الاشتغال على اللغة العربية في بعدها الفني والإجرائي لتطويرها لاستيعاب التقانات الحديثة في مجال تعليم العربيةوالإبداع بالعربية، أو الإنتاج بها

وهذا الأمران متلازمان

التوصيات

ينبغي الإقرار أولا بأن اللغة العربية لا تحتاج إلى الترافع لإثبات قدرتها على مواكبة العلوم والتقانة، واستعيبات مستجدات الاقتصادالمعرفي ومجتمع المعرفة، لذلك فلا فائدة من إهدار الطاقات في هذا الشأن. ولو لم تكن كذلك لما وجدنا أطاريج جامعية في بعض البلدانالعربية تحرر باللغة العربية في شتى مجلات العلوم الحقة وعلوم الحاسوب أو لما درست بها الجمهورية العربية السورية لسنوات طويلة فيمعاهدها وجامعاتها الطب والهندسة.

اللغة العربية كأي اللغات اللحية تحيا بحياة أهلها وتطورهم وتموت بموتهم الحضاري. يقول ابن حزم: “فإن اللغة يسقط أكثرها ويبطلبسقوط دولة أهلها ودخول غيرهم عليهم في مساكنهم، أو بنقلهم عن ديارهم واختلاطهم بغيرهم، فإنما يقيد لغة الأمة وعلومها وأخبارها قوةدولتها ونساط أهلها وفراغهم…”

هناك إجماع من لدن الحضور أن اللغة العربية تتعرض لخصمين أو منافسين هما: اللغات الأجنية اللهجات المحلية التي بدأت تطغى وترومالإحلال محل العربية في التعليم والإعلام والإشهار، وقد فعلت ووصلت لحد التورم، مما أنتج نوعا من التلوث اللغوي. بيد أن هناك من الإخوةالمتدخلين من هوَّن من ظاهرةالتهيجأوالتدريجمعتبرا أنها ظاهرة لعزمت الفصحى منذ العصر الجاهلي، لذلك فلن تضير العربية وهيالتي صمدت في ودهها منذ ذلك الزمان.

هناك صعوبات تعترض العرب في المهجر بخصوص تعلم العربية من قبيل قة الححص المخصصة للعربية وتزامنها مع أوقات الراحة للنسبةللتلامذيذ، وقد لنا إخوة من ابريطانيا تجارت تروم التغلم على تلك الإكراهات وإيجاد مناهج مناسبة لتعليم الناشئة اللغة االعربية

كان هناك شبه إجماع على أن المسؤول عن تراجع اللغة العربية في الاستعمال والتداول المعلمون والمربون، لأنهم يستعملون في تواصلهممع الناشئة لهجاتهم المحلية، وهو أمر اشتكى منه أيضا العرب المهاجرون

هناك نقاش بخصوص المعجم التارخي الذي لا يوظف ولا يستعمل وإنما يظل في الأرشيف كما قيل

هناك وعي بتدهور اللغة العربية في الاستعمال والتعليم، لذلك كانت هناك مقترحات عدة للنهوض بها مثل:

• – القرار السياسي المتخذ من لدن الأنظمة العربية القطرية وضمن العمل العربي المشترك أيضا، وذلك بإقرار تشريعات وقوانين وإجراءاتلصالح استعمال اللغة العربية في الحياة التعليمية والعملية.

• – تخطيط لغوي أو الاشتغال على اللغة العربية في بعدها الفني والإجرائي لتطويرها لاستيعات التقانلت الحديثة في مجالة تعليم العربيةوالإبداع بالعربية، أو الإنتاج بها

وهذا الأمران متلازمان

السياسة اللغوية وحماية اللغة العربية يبنغي أن تُبَاشر من لدن الأقطار العربية ضمن العمل العربي المشترك على مستوى المؤسساتالجامعة، وليست من قبل كل قطر على حدة، لتظافر الخبرات وتبادل الكفاءات والمعطيات

لا يمكن الدخول إلى ما يسمىمجتمع المعرفة دون الاعتماد على اللغة العربية الفصيحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق