مقالات

(اغنية ( وين الملايين وين ) في مواجهة التطبيع وصفقة القرن)

بقلم محمد جبر الريفي

غاب اسم الحماهيرية العربية الليبية عن المسرح السياسي العربي والدولي وأصبحت البلاد تعرف باسم دولة ليبيا التي تشهد الآن صراعا سياسيا و دمويا على السلطة وبهذا الغياب لم نعد نسمع اغنية ( وين الملايين وين ..وين الشعب العربي وين ) الذي قام بكتابة مفرداتها وتلحين موسيقاها أحد الفنانيين الليبيين في عهد العقيد القذافي في مواجهة الاستفراد بالشعب الفلسطيني من قبل الكيان الصهيوني الفاشي المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية ..لم نعد نسمع هذه الاغنية الثورية التحريضية بهدف استنهاض جماهير الأمة ولم يكن الواقع السياسي العربي قد وصل في تلك المرحلة لهذه الدرجة الكبيرة من الانحطاط السياسي الذي وصل إليه الآن فقد كان في صدارة المشهد السياسي في تلك الفترة الرئيس صدام حسين قبل أن تغزو وتحتل بلاده العراق القوات الأمريكية الامبريالية بحجة امتلاكه لاسلحة الدمار الشامل في حين يمتلك الكيان الصهيوني الأسلحة النووية ..اما سورية فقد كانت تنعم في ذلك الوقت بالامن والاستقرار والوحدة الوطنية قبل أن تحولها ثورات ما تسمى بالربيع العربي التي أنحرفت عن بوصلتها إلى ساحة حرب بالوكالة وكذلك اليمن السعيد وكانت الثورة الفلسطينية ما زالت قوية على الرغم من محاصرة بيروت من قبل القوات الإسرائيلية الذي كان يقودها وزير الدفاع آنذاك شارون نفسه وقد استمر الحصار قرابة ثلاثة أشهر في ظل صمت وتخاذل عربي رسمي مما أدى إلى خروج المقاتلين الفلسطينيين وفقدان الساحة اللبنانية كقاعدة نضالية وكان على رأس قيادة الثورة ما زال الرئيس ياسر عرفات رحمه الله .. الان بعد المتغيرات النوعية التي حدثت على صعيد المنطقة والتي أصابت أولوية القضية الفلسطينية في اهتمام الأنظمة العربية كم نحن الفلسطينيين بحاجة الآن إلى وقوف الملايين العربية معنا في مواجهة صفقة القرن الأمريكية التصفوية التي بدأت أولى حلقاتها بالتنفيذ الذي سيتم عبر مؤتمر المنامة الاقتصادي. .
. .وكم نحن بحاجة الآن الى وقوف الملايين العربية لمواجهة سياسة التطبيع التي تمارسها أنظمة الخليج العربية وغيرها مع الكيان الصهيوني وفي مقدمة هذه الأنظمة مشيخة البحرين التي يزورها تباعا وفود كان آخرها قام احد اعضاء الوفد بترديد مقاطع من التوراة ..وفي المجال التطبيقي لهذه العلاقة السياسية التطبيعية مع الكيان الصهيوني قام وفد سياحي إسرائيلي كبير قبل أيام بزيارة تونس بدعوة من وزير ألسياحة التونسي اليهودي رينيه طرابلسي ..والسؤال المحزن الذي يلح على المشاعر القومية والدينية هو ألسنا نحن العرب في مرحلة سقوط سياسي وأخلاقي عميق سببه الأساسي المطبعين من العرب الذين دفعوا بهرولتهم المذلة ترامب للتخلي عن مشروع حل الدولتين والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان . ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق