مكتبة الأدب العربي و العالمي

حكاية ﺳﺒعة ﺻﺒﺎﻳﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺒﺎﻳﺎ إنتقام القطة (حلقة 1 )

ﻛﺎﻥ يا مكان في قديم الزّمان تاجر رزقه الله سبعة بنات ما شاء الله جمال وعقل ، توفّيت ﺍﻣﻬﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻮ أﺑاﻫﻢ ﻭﺍﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻭ بالغ في تدليلهن ،ولا يترك شيئا إلا إشتراه لهنّ،وكلّ أهل الحيّ يحسدوهنّ على حياة العزّ والرّفاهية . أحد الأيّام أراد الرّجل أن ﻳﺰﻭﺭ ﺑﻴﺖ الله ،ولمّا جاء ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺤﺞّ ﻭاقترب موعد سفره زادت حيرته ، وتساءل: كيف سأفعل مع السّبعة بنات ليس لي أحد من الأهل في المدينة ،هل أتركهن ّبمفردهنّ ﻭأﻤﺸﻲ ؟ ثمّ فكّر طوال الليل و في الصّباح نزل إلى السّوق ،وإشترى لبناته كلبا ،وديكا ،وقطة ،و حمارا ،وأﻭﺻاهم أن لا تغفل عيونهمّ ﻋﻠﻴﻬنّ ، ﻭقال للبنات :عندكن جميع ما تحتجن إليه خلال عام كامل من الدّقيق والقديد والزّيت والسّكر والشّاي ﻭﻛﻞ ما يلزم.فلا تذهبن إلى أحد ،ولا تفتحن الباب مهما حصل ،وإذا إحتجتنّ إلى شيئ تصعد إحداكنّ للسّطح وتنادي جارتكنّ دوجة ،ولمّا أرجع سأدفع لها ثمن ما أعطته لكنّ من حاجيات .
ثمّ ﻭﺩّﻋﻬن، ﻭ رحل مع القافلة . أحد الأيّام كانت البنت الصّغرى تقشّر السّمك فشمّت القطة الرّائحة ،وبدأت تدور في المطبخ وتموء ،لكن البنت ضربتها بالمكنسة، وصاحت :أغربي عن وجهي يا لعينة !!! فغضبت القطة ،وقالت لها: سترين ما أفعله بك ،وسأجعلك تندمين أنت وأخواتك ،فدخلت إلى الدّهليز وبالت على علبة الكبريت ،وحين جاءت البنت لتطبخ العشاء وجدت العلبة مبتلة ،وقد فسد ما فيها من أعواد ثقاب ،فصعدت إلى السطح ونادت الجارة لكنها لم تكن في بيتها ،فقالت من أين سآتي بالكبريت في هذا الليل فأبونا أوصانا أن لا نكلم أحد ،!!! سمعها الدّيك فقال لها أرى نارا من بعيد ،قالت البنت نعم :إنها وسط الغابة ،وكلمت إخوتها ،فخرجن وإتبعن النار حتى وصلن إلى دارعليها سور عالي ،فدقت البنت الكبرى الباب ففتحت لها امرأة تخفي وجهها بطرف ثوبها، وقالت لها بصوت أجشّ :ماذا تريدين مني؟ ألا ترين أنّ الوقت متأخّر ؟
فأشارت لفتاة للحطب المشتعل ،وأجابتها :عذرا يا خالة ،أنا وإخوتي نحتاج لعود نار كي نطبخ عشاءنا !!! ابتسمت المرأة بمكر حينما رأت سبعة صبايا سمينات ،فقالت لها :سأحضر سكينا، واقطعي به عودا ، دخلت المرأة وكشّرت عن أنيابها ،فلقد كانت غولة ،والبنات لا يعرفن ذلك ثم أخذت أحد سكاكينها الكبيرة وشحذته حتى أصبح حادّا ،ثم سلمته للبنت ،وحين كانت تقطع العود جرحت إصبعها ،فبدأت في البكاء ،وفي طريق العودة سال دمها ،وكان الكلب يركض وراءها ،ويردم قطرات الدم ،لكن القطة الخبيثة تحفر عنه ،لتراه الغولة ،ولمّا عادت البنت إلى الدار ضمّدت جرحها بخرقة قماش ،وطبخت الأخوات طعامهنّ ، وتركن جمرة في الكانون ليشعلن منها النار ،ثمّ نمن مبكرا كعادتهنّ لكي لا ينفذ الشّمع .
في نصف الليل خرجت الغولة ،واتّبعت أثار الدّم ،وهي تحاذر أن يراها أحد ،حتى وصلت لدار التاجر ،وﻗﺎﻟﺖ: هذه الليلة سآكل الكبرى !!! إقتربت من الباب ،وبدات ترقص ﺗﻐﻨّﻲ بصوت منكر :
سبعة صبايا في قصبايا
الأولى من السّبعة
اعطيتها عود النّار
فطبخت الليلة
والآن جئت أعمل وليمة
كسكسي وشربة
باللحم والشّحم مليئة
ﻭﺍﺫﺍ بالحمار ينهق و يجيبها: ﺳﻴﺪﻱ أﻭﺻﺎﻧﻲ ﻋﻠﻴﻬنّ، ﻭﺍﻟﻠﻪ لا ﺗﺬﻭقهنّ.فارتمت عليه وأكلته ،ورجعت لدارها شبعانة ،ثم قالت في نفسها : لم يكذب من أسماك حمارا ،ولو أغلقت فمك، لكنت لا تزال على قيد الحياة!!! وعلى كلّ حال فلحمك ليس طيّبا ، ولم أطبخك كما أشتهي .وفي الغد لمّا إنتصف الليل رجعت، ومثل العادة بدات تغني : ﺳﺒﻊ ﺻﺒﺎﻳﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺒﺎﻳﺎ ..

يتبع الحلقة 2

من قصص حكايا العالم الاخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق