مكتبة الأدب العربي و العالمي

قصة وعبرة الجزء السادس” د. رسالة الحسن”

قصت لهم المرأة قصتها قائلة كنت متوجهة نحو ديار أخي لرؤية ابنتي الوحيدة بعد طول غياب كون اخوتي زوجوني من أحد شيوخ القبائل بعد وفاة زوجي في معركة بين قبيلة زوجي وقبيلة أخرى بينهما ثأر لاينتهي فقدنا الكثيرين من كلتا القبيلتين من ضمنهم زوجي ابو ابنتي رحمه الله وخوفا على ابنتي طلبت من اخي أن يربيها مع بناته كوننا من قبيلة أخرى ولا علاقه لنا بالحرب بين القبيلتين واليوم وقد اعتدت أن اأتي كل سنة لرؤية ابنتي والاطمئنان عليها وقد أصبحت شابة الان فأنا لا أستطيع اخذها معي لكون زوجي غريب واخاف أن سمعوا اعمامها طالبوا بأخذها فتركتها عند اخي وبذلك اضمن سلامتها ورؤيتي لها ، وتعرفون المسافه بعيدة بيننا تستغرق شهر لذا فإن زوجي يرسل معي الخدم والحشم والفرسان ليحموا قافلتنا وقد تعرضنا اليوم لهجوم من قبل قطاع الطرق وانتم تعرفون باقي القصة …، فطلبوا منها أن يرافقوها الى ديار أهلها ليوصلوها سالمة وبعد بضعة أيام وصلوا واستقبلهم أخيها وأفراد القبيلة احسن استقبال وعندما أخبرتهم اختهم بموقفهم معها وعلموا من يكون الفرسان أصروا عليهم أن يبقوا في ضيافتهم فقد أصبحت القبائل تتفاخر بضيافة هؤلاء الفرسان لديهم ، وقبل أن يغادروا متوجهين إلى ديارهم أسرت المرإة  إلى ام فهد أمرا …،
واكملوا مسيرتهم حتى وصلوا قبيلتهم فاستقبلهم الشيخ وضاح بعد أن استرد عافيته بسبب ما سمع من اخبار ترفع الراس عن ولده وبناته ، ورعاية الشيخة له والاهتمام بصحته ، وكان هذا يثير غيرة زوجة الشيخ كثيرا ، فذبحوا الذبائح وأقاموا الافراح لسبعة ايام في القبيلة احتفاءا بعودتهم ، وهنا أسرت ام فهد كلاما لامها ، لم تتمكن زوجة الشيخ من سماعه فاثار ذلك فضولها حاولت أن تعرف لكن دون فائدة ، فنهضت الشيخة متوجهة لمضيف الشيخ وابلغته بما قالته لها ابنتها ففرح كثيرا وقال لها مارايك انت وما راي ام فهد كونها لديها معلومات عن الأمر ، لن اثير فضولكم أكثر أن الأمر يتعلق بزواج ابن الشيخ من ابنة الإمرأة  والتي كانت فائقة الجمال وذات عقل راجح رغم صغر سنها الذي لا يتجاوز السابعة عشرة من العمر وقد اختبرت رجاحة عقلها ام فهد بنفسها ، وكانت الإمرأة قد أهدت ابنتها إلى ابن الشيخ واسرت ام فهد بأنها ستجلبها لهم كعروس بعد شهر ، فقالت الشيخة للشيخ يجب أن يكون زواج ابنك مضرب الأمثال ويليق بسمعتك اذهب أنت ومعك رؤوساء القبائل القريبة وأهل الحظ والبخت لاهل الفتاة لطلب يدها قبل أن يرسلوا ابنتهم فالمشية بمفهوم العرب هي تقدير لاهل العروس وأهل العريس بنفس الوقت وفعلا توجه الشيخ بجاهة  كبيرة من الشيوخ ووصل ديار خال البنت الذي أخبر اعمامها بالأمر فلم يمانعوا بذلك ، وطلبوا أن تكون الجاهة  في مضاربهم كونهم أهل الفتاة وفعلا توجه الجميع إلى أعمام الفتاة لطلب يدها ، في الوقت ذاته ارسل الشيخ رسول إلى القبيلة الخصم لاهل الفتاة بأنهم لن يسمحوا باي اعتداء بعد اليوم على هذه القبيله وقد دخلت في حماهم عندما فكر شيخ القبيلة الخصم بالأمر وأنه لاقبل لفرسانه بمواجهة كل هذه القبائل انصاع للصلح وكانت المفاجأة أنهم عقدوا الصلح مع أهل الفتاة قبل أن يعقدوا قرانها فأنتشر الخبر أرجاء القبائل بعد عشرات السنوات من القتال تم الصلح بفضل الشيخ وضاح ، عاد الشيخ وضاح ومعه زوجة ولده في موكب مهيب وعند وصولهم القبيلة أعلنوا الاحتفالات لشهر كامل والقبائل تأتي لتهنئة الشيخ وولده ، انشغل الشيخ وضاح ولم يرى الشيخة لمدة يومين  لانشغاله مع ضيوفه لكن فكره  كان عندها كون بناتها عدن مع أزواجهن وإلى ديارهن وبقيت الشيخة وحيدة ، وفجأة احس الشيخ بألم بصدره وكأنما هو إحساس قوي بحدوث أمر ما ، فياترى اين هي الشيخة ، ، هل غادرت القبيلة بسبب مضايقات زوجة الشيخ لها، والتحقت ببناتها !!؟ ام هل حدث لها مكروه لاسمح الله !!؟ هذا ماكان يدور في راس الشيخ فقرر الذهاب لخيمتها للاطمئنان عليها ، وهنا كانت الطامة الكبرى فقد تفاجأ بما رأى ….

يتبع ..

د. رسالة الحسن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق